قضايا وآراء

عندما يُجدَلُ الدم والفكر في جيو – بوليتيكا سورية!

| أ.د. مَكرَم خُوري – مَخُّول

قبل عقدين عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أيلول ٢٠٠٠ قالت لي صديقة أكاديمية عربية في لندن: «أسمعك باستمرار تتكلم في الإعلام والمنابر الأكاديمية عن مواضيع شتى، ولكن عندما تتكلم عن فلسطين ولو أكاديمياً، فأرى كيف تتغير ملامح وجهك ويسطع بريق عينيك».

الصديقة ذاتها كررت وبشكل مشابه ما قالته لي منذ عقدين، مؤخراً، إلا أن كلماتها جاءت هذه المرة وهي تصف لغتي الجسدية وصوتي عندما أتحدث عن سورية، إذ أردفت: «لم أرك مدافعا عن شيء غير فلسطين إلا عندما شاهدتك على التلفزيون تدافع عن سورية، إذ استخرجت شغاف قلبك بارزة مكشوفة».

وقد سُئلت وما زلت أُسأل مرارا على الصعيد الشخصي عن رأيي في الحاصل بسورية تارة وعن موقفي وتفسيري الأكاديمي مرة أخرى، وكنت وما زلت أجيب وفقاً للموضوع شارحاً، وللسياق موضحا.

في الدردشة الشخصية أحياناً أقول أنني انخرطت في الدفاع عن سورية لأنني لا أومن بالحدود الاستعمارية التي أنزلتها علينا اتفاقية «سايكس- بيكو» التي انعقدت عام ١٩١٦؛ وتارة أقول إن سورية الكبرى «وطننا» هي الجغرافيا الطبيعية السياسية وأحياناً اردد أن سورية مستهدفة لموقفها القومي المستقل ولدفاعها عن فلسطين والعرب في وجه المخططات الاستعمارية. ومراراً أقول «بلاد العرب أوطاني» وإلخ.

اتحدت بحرية وأريحية وصدق عن سورية، ومراراً بأسلوب نقدي إيجابي تجاه سورية، وكل ذلك وغيره صحيح. إلا أنه ما لفت انتباهي مؤخرا وصول فقرة مكونة من عدة أسطر «تتهمني» قائلة: «إن نصفه سوري»، كتفسير لدفاعي عن سورية، قلت للصديق الذي أوصل لي الخاطرة المكتوبة عني على النت: صحيح أنني لست مواطنا سورياً في الدولة السورية بالمعنى القانوي، إلا أنني «سوري» في بقية المعاني الإنسانية العريضة والعروبية الواسعة، لأننا إذا تكلمنا عن سورية فنتكلم أيضاً عن فلسطين، نشرت قبل النكبة في فلسطين جريدة «جنوب سورية»، فما عليك إلا أن تزيل الحدود العسكرية الاستعمارية لكي تصل من حمص إلى الناصرة بتاكسي واحد، ومن يافا إلى دمشق بسيارة صغيرة وهكذا كان يفعل أهالي بلاد الشام قبل النكبة وبمن فيهم أهلي، وحتى لو تركنا كل ذلك جانباً، فدعوني أبوح لكم أين وكيف نشأت؟!

كما تعلمون فإني أحمل اسم عائلة مركب من اسم عائلة والدتي «خوري» واسم عائلة والدي «مخول»، وهو تصغير ميخائيل، ولن أغوص في الشرح في هذه المقالة عن عائلة مخول وجذورها السورية – الفلسطينية، لأن مثل هذا المشروع يتطلب نشر مادة أخرى ولكن فقط أذكر أن أصول عائلة مخول من هذه البقعة الجغرافية وهي منتشرة في فلسطين ولبنان وسورية ناهيك عن بقية أنحاء المعمورة، إلا أن سياق اليوم هو سياق عائلتي من والدتي «خوري وبلّاَن» وبالتحديد جدتي «بلّاَن» من طرف أمي، فكيف لي إلا أحب سورية عندما أكون بيولوجياً وحضارياً وثقافياً قد رضعت حب سورية منذ الطفولة؟ رغم الظروف السياسية والقمعية القاسية والخوف من إرهاب دولة الاحتلال الفكري إلا أن والدتي الأديبة والكاتبة الروائية الراحلة أنطوانيت أديب الخوري (1928-1984) والتي كانت كريمة الطلائعية السورية الحمصية بلاجيا ضومط بلّاَن (1897-1978)، والتي جاءت من مدينة حمص طالبة العلم في معاهد روسيا العليا في بيت جالا – قضاء مهد السيد المسيح – بيت لحم بفلسطين عام ١٩١٢ لأن شقيقها العلاَّمة الريادي البروفيسور أنطوان، أحياناً تكتب أنطون، ضومط بلّاَن (الحمصي 1870-1940) كان قد أمضى ١٧ عاماً في جامعات روسيا، في موسكو وكييف وبعد عودته إلى بلاد الشام ودعمه لتأسيس «رابطة المهجر» ترأس كليات «السمنار الروسي» فيها وعندما كان ما زال معلماً كان أحد تلاميذه الأديب الراحل ميخائيل نعيمة الذي يذكره في مجلده «سبعون».

وخالي الأكبر أنطوان بلّاَن هو من وفق ما بين شقيقته بلاجيا بلّاَن وتلميذه (جدي) أديب سعادة الخوري (1893-1947) الذي كان يدرس في كلية السمنار الروسي في الناصرة. فكيف يمكن ألا تكون «الجبلة/الخلطة» «سورية – فلسطينية – وفلسطينية سورية» بامتياز عندما ينشأ الفتى، والكلمات لكاتب هذه المقالة وعنه، مع كلمات عن سورية سطرتها والدته وأصبحت جزءاً من «جيناته الفكرية»؟

إليكم ما كتبته ونشرته الراحلة والدتي، تحت اسم أنطوانيت خُوري مَخُّول، في يافا (حيث نشر كتابها بعنوان «من الذاكرة» بعد وفاتها في عام ١٩٨٤ والذي ستصدر منه الطبعة الثانية في نهاية هذا العام) في منتصف السبعينيات من القرن العشرين وبعد مرور ربع قرن على النكبة وانقطاع كل تواصل ما بين يافا وحمص:

«ومع أن السنين تمرّ سراعاً سراعاً، لم يكن كلّ ما أراه وما أسمعه ليخفف من حنيني، وحبي لسورية! وستظلّ مناظر سورية حيّة في نفسي، ستظلّ ذكرياتي المؤثّرة عن سورية خصوصاً ذكرياتي الدّينيّة الرّائعة، ذكرياتي عن هذه السورية التي ألفَتْها روحي، وغمر حبها قلبي!

وكيف كيف لا؟ وأنا اعتدتُّ السفر إليها صيفاً في طفولتي وشبابي، اعتدتّ السفر إليها لأنّها وطن أُمّي، فتحْتَ سمائها، وبين أوديتها الخضراء، وجبالها البيضاء، نشأتْ أُمي، وبين آثارها ذات العظمة والجلال والبهاء ترعرعتْ هذه «الأمي»!

نشأتُ في كنف هذه الأمّ السورية! وجدتُني منذ أيامي الأولى محاطةً بالحديث عن سورية، فلا نأكل إلا الكبة السورية والتَّبّولة السورية، والحلويات السوريّة اللذيذة، ولم تشغل عن سورية فلسطين بالنسبة لأمي، ولا عجب في ذلك، فصدق من قال: وطني أن شُغلتُ بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي!

لن أنسى مدينة حمص، مسقط رأس أمّي وأجدادها! حمص الموصوفة ببساتينها ونواعيرها، الّتي يديرها نهر (العاص) العاصي، تقع في شمالي دمشق، فيها القلعة التاريخية، وقبر البطل العظيم خالد بن الوليد!

لن أنسى حمص، أصحّ بلاد الشام هواء وتربة، في سهولها الفسيحة زراعة الحبوب، وبحيرة حمص، هذه البحيرة الصغيرة، تبعد عنها عدة كيلومترات، يدخلها نهر العاصي ويخرج منها، وفيها الكثير، الكثير، من السمك الشهيّ اللذيذ، الذي ما ذقتُ أطيب منه، وإن نسيتُ كل شيء، عن حمص، فلن أنسى الجوز، والفستق الحلبي، وأملأ جيوبي بثمارها، كما كنتُ أفعلُ وأنا طفلة في منطقة البساتين على ضفة نهر العاصي، هذا العاصي الذي متّعت ناظري بمياهه، التي أتخيلها إلى الآن وهي تجري شادية أنشودة الخلود، وهي تتفجر شوقاً وحنيناً لمعانقة حبيبها، البحر! أمام ذلك الوعر الأجرد، حيث تنتهي هضبات لبنان الجميل، لتصل مع أذيال أيام، عكار، ذلك الوعر، الأجرد الرّابض، منذ القدم، تمرّ به السنون وتليها الشّهور والأيام، وهو يستعرض الحوادث، ويحفظ بين طياته الخالدة آلامها وأفراحها، ما كان أبدع هذه المناظر!

وإذا ما ذكرت بديع مناظر حمص، فمن الحقّ والواجب، أن أذكر بديع أخلاق جُلّ أهلها، المعروفين بطيبة قلوبهم، وحسن سيرتهم، فقد فاح من أريج الكثير من أبنائها شذى الفضيلة، ومن الذين عرفوا بالتّسامح والسّطوع العظيم، وبهر الشرق، وأُلِّفت فيه الكتب، ونظمت الأشعار، نيافة المطران أثناسيوس عطا الله الذي رثاه الكاتب الكبير ميخائيل نعيمة بقوله:

«إيهِ: أثناسيوس الكبير، مجّاناً أخذت، ومجّاناً أعطيت!

كنتَ سيداً، لأنك كنت للكلّ خادماً!

كنتَ قوياً، لأنّك انصرفت إلى عبارة ربّ، لا ربّين!

كنتَ غنيّاً، لأنك كنت مسكيناً بروحك!

وللمساكين بالروح ملكوت السماوات!

كنتَ عالمـاً، لأنّك كنت نقيّ القلب، وأنقياء القلوب يعاينون الله!

عشتَ وديعاً، ومتَّ وديعاً! وإذا لم تكن حياتك لنا من عظة، إلا هذه، فأكرمْ بها من عظة!

ما استصغرت نفسي يوماً أمام الأغنياء، والعلماء، والأقوياء! ما استصغرت نفسي يوماً أمام أحد من هؤلاء!

إنّما استصغر نفسي الآن، أمامك يا أثناسيوس الكبير!

أستصغر نفسي أمام رجل، أجمع المسلم، اليهوديّ، والمسيحيّ في سورية على حبّه!

لأنك فتحت للجميع باب قلبك على مصراعيه، قائلاً: «كلكم في هذا القلب، قريب ونسيب، وصديق وحبيب»! استصغر نفسي اليوم أمام «الرجل» الذي اجتمعنا لنذكره! لأنه سكن هذه الدنيا محاطاً بالمحبة، وفارقها مشيَّعاً بالمحبة! أمّا نفسك يا كبيراً، ففي غنىً عن دموعنا!

لأنها انطلقت، حيث ينتقل العمال الصالحون!

لينالوا أجر عملهم من أعدل القُضاة! »

ما زرتُ مرة حمص، إلا وتباركت يداي بلمس تمثال هذا الرجل العظيم، الذي كان رجلاً إيجابياً، موجِهاً قلبه نحو الجميع دون تمييز بين مذهب، ومذهب، بعيداً عن الخبث وسوء النيّة، رصّع تاجه بأثمن الحجارة وأكرمها، ألا وهي صفاته الطيّبة، التي سطعت في حياته ومماته!

أمام تمثاله الكبير، كنت أقف وأتأمل، كم سمعت من أقاربي، عن مساعيه السّليمة، عن تجاوزه عن الهفوات، عن تساهله على غير ضعف، والله درّ العلاّمة صاحب الفضيلة طاهر الأتاسيّ، مفتي حمص، يوم رثاه وبكاه قائلاً:

أضعنا رجالا غير أن ضياعكم كسلسال عذب عند حر الأضالع

رجعت رميم المجد بعد اندراسه فلمْ أنت من هذي النوى، غير راجع

ويحزنني شمل أراه مشتّتاً وكنت له، يا فرد، جمع الجوامع

ومالي شغل بالقريض، وإنما نزوع كلام، بالحقيقة ناصع

إنّ روح التّسامح، التي تحلّى بها هذا الرجل العظيم، ويا ليتنا جميعاً نتحلّى بهذه الروح، روحه هذه التي تغنّى بها، وبه، أكثر من خمسمئة طبيب، وكاتب، وشاعر، من المهجر ومن جميع الأقطار العربية، والتي دُونتْ في كتاب خاص – لذكراه – روحة المتسامحة هذه جعلتْ له كبير المنزلة في قلوب من عرفه!

كان شعاره دائماً– أغلب الشّرّ بالخير.

ومما يرويه التاريخ عنه، وعن روحه السلمية، ومما لا يزال يذكره الأحياء من الحمامصة (الحماصنة)، هذه الحادثة التي شهدها من لا يزالون أحياء يرزقون، إذ كانوا يجلسون معه!

كان يجلس مرة في صالون ديره مع جمع كبير من أبناء بلدته، ينشد لهم أناشيد دينيّة، إذ كان صوته ساحراً حتى أنه سمّي ببلبل عروس الوعر أي حمص، وفجأة دخل خادم الدير حاملاً آنية كبيرة مغطّاة بقطعة قماش موشّاة بالقصب، وقدَّمها إلى المطران، وهو يجهل ما فيها وقال: – سيّدي – هذه هدية لك من فلان! – وَسُرَّ المطران، وقال – من الحقّ أن يشاركني ضيوفي في هذه الهديّة! – وتناولها المطران، وإذا هي ملأى من أوساخ البقر! ، فابتسم المطران، وقال للخادم: «لا بأس يا بنيّ»، هذه فعلة من استسلم لعواطفه، اغسل الآنية، ، واملأها من سلة تفاح أُهديت إليَّ صباح هذا اليوم، وأعدها إلى صاحبها وأشكره! وما هي إلا ساعات معدودات، حتى أتى صاحب هذا العمل الشّنيع، وركع عند قدمي المطران مجهشاً في البكاء، وكم في البكاء من راحة للنادم!

ولما سمع سعيد باشا شقير المصريّ بهذه الحادثة، وكان صديقاً حميماً للمطران، قال:-

يا ليت فينا كلّنا مثل خلقه وليت بلادَ الله أجمعها حمصُ!

أما النائب شكري بك الجنديّ، فقد قال في إحدى خطبه:ـ

كان أثناسيوس مثالاً للتّسامح والتّساهل، كان مثالاً لإزالة الخلافات بين أبناء الطّوائف، كان مبدأه السعيّ المتواصل لإحلال الوئام محل الخصام عند كلّ الناس، بل كان همّه توحيد القلوب، وأنا أصرّح من على هذا المنبر، بأن الكثيرين من المسلمين كانوا يرضون بحكمه في حلّ مشاكلهم، وكان يرضي الجميع بنصائحه الثمينة، وكلماته العذبة الحلوة! وفوق ذلك كان مصلحاً، وكان محسناً ولو أردت الإتيان على ما يبرهن ذلك لضاق بي المجال، ولكن ما لا يذكر كلّه لا يترك جلّه! سنة 1892 أسس مدرسة احتوت أكثر من ألفي طالب! وكانت مدرسة فريدة من نوعها إذ جلس التلميذ اليهوديّ، بجانب المسيحيّ، والمسيحيّ بجانب المسلم، لا فرق بين أحدهم!

سنة 1894 أنشأ المدارس اللّيليّة، سنة 1887 أنشأ عشرات الجمعيات الخيريّة، وأنشأ الكنائس في القرى، ، النّهضة الروحيّة عمَّت أبريشيّته، بنى المستوصفات، بنى المستشفيات، أنشأ ميتماً كبيراً، أنشأ المدرسة الداخليّة الكبرى، أنشأ جريدة – حمص – ومطبعتها، أدخل الكهرباء، أنشأ مدرسة للإناث، وبنى قبّة السّاعة الكبيرة!

ومما يروى عنه أنه كان متواضعاً جداً مثالاً لنكران الذات محسناً بلا منّ، وعاملاً من دون فخر، وأنعمت عليه الدول (بوسامات) أوسمة شتى مقابل الخدمات التي أدَّاها!

وخير ما أختتم به كلمتي، عن هذا الرّاحل العظيم الذي فارق هذه الدنيا سنة 1923 عن عمر يناهز الخامسة والسبعين، هي تلك الأبيات المؤثّرة الّتي قالها الأستاذ – رضا الصّافي – يوم الحفلة الكبرى التي أُقيمت في حمص تخليداً لذاكره منها:ـ

ما ضرَّني أني تبعت محمداً واختار عيسى يهتدي بفعاله

عجباً لمن أتخذ الديانة عدة يـغـدر بها شـعبـاً أفاق لحاله

عيسى تنزه عن قطيعة قومه ومــحمــد بــر بــأظلـم أهله

إن كان دين آمراً بقطيعة إني برئت إلى الحجى من قاله

لله ثاوٍ تحت أطباق الثرى ومغيّب في القبر عن أشباله

ضاق الزمان به فأورده الردى أن الزمان يضيق عن أمثاله

حتى استباح حمى التّعصّب وانثنى قد فكّ هذا الشعب من أغلاله

يا ساكن القبر المهيب تحية! من والِهٍ فاقبلْ تحية واله

قد راعه أن لا يراك بمربع ألَّفت بين صليبه وهلاله!

إنّا على آثار هديك لم نزل جُند الوئام نسير تحت ظلاله!

بهذا تكون قد انتهت الاقتباسات من فصل واحد في كتاب والدتي الراحلة، ونذكر أنه ولحبهم الكبير وامتنانهم العظيم فقد قاما، جدتي بلاجيا وجدي أديب، باختيار مؤنث أنطوان لتسمية والدتي أنطوانيت عرفانا للراحل أنطوان ضومط بلّاَن. ولحبها الجم لزوجها الذي رحل باكرا أطلقت جدتي تيتا بلاجيا اسم أديب على حفيدها، شقيقي الراحل أديب خوري – مخول (1968-2018)، أما أنا ولكي أجمع محبتي لهم فقد أطلقت اسم أنطوان-أديب على ابني.

وكلي أمل ألا يسألني بعد اليوم أحد لماذا دافعت وما زلت أدافع عن سورية منذ اللحظة الأولى من شن الحرب الفاشية العالمية ضدها في آذار ٢٠١١، وأبلغكم أنني سأستمر في الدفاع عنها حتى بعد تحرير كل شبر من أرضها ومواردها وبسط سيادتها الكاملة ومساعدتها في إعادة إعمار الحجر وشفاء البشر المتضررين من سنين الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن