موجة نزوح غير مسبوقة لمدنيي إعزاز ومارع نحو تل رفعت … الاحتلال التركي يواصل قصف شمال حلب ويقطع «M4» في عين عيسى
| حلب - خالد زنكلو
واصل جيش الاحتلال التركي قصف ريف حلب الشمالي الأوسط باتجاه مدينة تل رفعت، التي هدد زعيم النظام التركي رجب طيب أردوغان مطلع الشهر الماضي باحتلالها، في وقت جدد استهدافه لمحور الطريق السريع المعروف بـ«M4» في جزئه المار في ناحية عين عيسى شمال الرقة، وشل حركة المرور فيه إيذاناً بشن عدوان باتجاه المنطقة المدرجة على قائمة الغزو لإقامة ما يسميه نظام أردوغان «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية.
وترافق التصعيد العسكري للنظام التركي باتجاه ريفي حلب والرقة الشماليين مع إطلاقه تهديدات جديدة على لسان أردوغان بعد مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، التي انعقدت أخيراً في العاصمة الإسبانية مدريد، على الرغم من إظهاره عدم الاستعجال بالعملية العسكرية في انتظار التوقيت المناسب، ما يشير إلى نيته شن عدوان يجري التحضير له عسكرياً ودبلوماسياً.
وللأسبوع الثاني على التوالي، استمر جيش الاحتلال التركي بسياسة الأرض المحروقة ضد بلدات ريف حلب الشمالي الأوسط الذي يفصل عفرين وإعزاز المحتلتين عن تل رفعت، بغية إرغام السكان على النزوح لاحتلال المنطقة الحيوية التي تتواجد فيها قاعدتان للقوات الروسية وينتشر فيها الجيش العربي السوري على خطوط التماس.
وبيّنت مصادر محلية في تل رفعت لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي بمؤازرة مرتزقته فيما يسميه «الجيش الوطني»، ركز قصفه المدفعي والصاروخي أمس باتجاه بلدتي مرعناز وأم القرى دون تسجيل إصابات بشرية في صفوف المدنيين.
وكان جيش الاحتلال التركي، وسّع في الأيام الأخيرة دائرة استهدافه لقرى وبلدات ريف حلب الشمالي الأوسط من قاعدتيه العسكريين في إعزاز وقرية ثلثانة قرب بلدة مارع، ما أدى إلى موجة نزوح غير مسبوقة للمدنيين نحو تل رفعت ومحيطها، الذي بات يعاني من كثافة سكانية كبيرة.
وفي ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي، كثّف جيش الاحتلال التركي وميليشياته أمس استهداف بلدة صيدا، الواقعة إلى الشمال من مركز الناحية وعلى بعد كيلو متر واحد من طريق «M4»، الذي يصل الحسكة بحلب ويمر بمحاذاة البلدة والذي تعرض هو الآخر للقصف، الأمر الذي تسبب بقطع الطريق الدولي لأكثر من 5 ساعات، وفق قول مصادر أهلية في عين عيسى لـ «الوطن».
وأوضحت المصادر إلى أن النظام التركي، ومنذ إطلاق وعيده بغزو تل تمر مع مناطق سورية أخرى في تشرين الأول الماضي، يركز قصفه المدفعي على جزء من «M4» المار من صيدا بعد أن أجبر معظم سكان القرى المأهولة شمال الطريق على مغادرتها إلى مناطق أكثر أمناً تمهيداً لغزو المنطقة.
ولفتت إلى أن جيش الاحتلال التركي لم يراع مرور رتل عسكري تابع للقوات الروسية من المنطقة التي عرضها للقصف، وذلك في طريقه إلى قاعدة عين عيسى دون وقوع أي إصابات في الرتل العسكري.
وفي موضوع متصل تحدثت المصادر عن مقتل 4 عناصر، بينهم ضابط، من ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، الانفصالية الموالية لواشنطن، بانفجار عبوة ناسفة بسيارة كانت تقلهم بين حاجزين شمال عين عيسى وبالقرب من القاعدة الروسية في تل السمن.