الخبر الرئيسي

عبد اللهيان أكد لـ«الوطن» استعداد بلاده للمساعدة في تقديم حل سياسي والحيلولة دون حدوث «عملية عسكرية» شمالاً … الرئيس الأسد: علاقتنا المتينة مع إيران «تحالف الإرادة»

| سيلفا رزوق

أكد الرئيس بشار الأسد أن الادعاءات التركية لتبرير عدوانها على الأراضي السورية هي ادعاءات باطلة ومضللة ولا علاقة لها بالواقع، وتنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وروابط حسن الجوار التي يُفترض أن تجمع بين البلدَين الجارَين.

وخلال استقباله أمس وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له، أكد الرئيس الأسد أن العلاقة المتينة التي ترسخت خلال عقود مضت بين سورية وإيران، صارت اليوم علاقة يمكن وصفُها بأنها «تحالف الإرادة» في مواجهة مساعي الهيمنة الغربية على العالم.

الرئيس الأسد بحث مع الوزير الضيف، العلاقات الثنائية والتحديات المشتركة والتعاون الوثيق الذي يجمع سورية وإيران في مختلف المجالات.

وأكّد الوزير عبد اللهيان أن زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى طهران شكلت منعطفاً كبيراً، وكان لها نتائج عميقة على العلاقات بين البلدين.

كما جرى بحث التطورات على الأرض في سورية، واعتبر عبد اللهيان أن الاعتداءات الإسرائيلية هي إحدى وسائل الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فيها، مؤكداً موقف بلاده الثابت في دعم سيادة سورية ووحدة أراضيها ورفضها لأي عمل عسكري على الأراضي السورية.

وحسب البيان الرئاسي الرسمي، ناقش الجانبان سياسات النظام التركي والتهديدات بعدوان جديد يستهدف سورية، حيث اعتبر الرئيس الأسد أن هذا النظام يقوم بالاعتداء على الأراضي السورية كلّما حدث تقدم للجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية، وأوضح سيادته أن الادعاءات التركية لتبرير عدوانها على الأراضي السورية هي ادعاءات باطلة ومضللة ولا علاقة لها بالواقع، وتنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وروابط حسن الجوار التي يُفترض أن تجمع بين البلدَين الجارَين.

وتمّ أيضاً بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادُل وجهات النظر حولها، حيث اعتبر الرئيس الأسد أن الحرب في أوكرانيا والخسائر السياسية التي يتعرض لها الغرب بسبب سقوط الأقنعة وافتضاح الأكاذيب، تشكّل بدايةً لتوازن دولي جديد يصبّ في مصلحة سورية وإيران وجميع الدول والشعوب التي تدافع عن مبادئها وحقوقها وسيادة قرارها.

بدوره وضع عبد اللهيان الرئيس الأسد في صورة المحادثات التي جرت على هامش قمة بحر قزوين الأسبوع الماضي، وآخر تطورات المفاوضات الجارية بخصوص الملف النووي الإيراني.

وخلال مؤتمر صحفي أعقب جلسة مباحثات جمعت وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مع نظيره الإيراني في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين أمس، أكد المقداد ترحيب سورية بأي دور إيراني، مبيناً أن هناك ثقة بالدور الإيراني لأن العلاقات السورية- الإيرانية ممتدة لأربعة عقود وهي ليست وليدة اليوم أو الأمس وقائمة على الثقة المتبادلة، وإيران تدعم سورية وخاصة في حربها على الإرهاب والحفاظ على وحدة أرض وشعب سورية وهي تدعمها اقتصادياً وفي كل المجالات الأخرى.

وأضاف: «لو لم تحاربنا تركيا لما اتخذنا مثل هذه المواقف، ونرى أن أي حل يقود لانسحاب تركيا من الأراضي السورية وإلى وقف أي اعتداءات تركية على سورية وسحب الدعم التركي للجماعات الإرهابية المسلحة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، هي عناصر إيجابية نأمل الالتزام بها من الطرف الآخر، ونحن لدينا ثقة بالجمهورية الإيرانية وليس بالآخرين».

ولفت المقداد إلى أن المحادثات تناولت العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين وشروط تحسين الوضع العام بالمنطقة، وقال: «رأينا أن إيران منفتحة على التعاون مع أشقائها وأصدقائها في كل دول المنطقة، ورأينا من الضروري تحسين وتطوير العلاقات بين الدول المتجاورة، لأن هذا يأتي كأولوية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والشعور بالطمأنينة من أجل هذه الدول».

وعبّر المقداد عن تقدير سورية الكبير للسياسة الإيرانية في هذا المجال، التي تدعو لتحسين العلاقات بشكل أولي مع دول الجوار، مؤكداً أن سورية ترى من الضروري التجاوب مع هذه الإرادة لأنها تعبير حقيقي عن سيادة وحرية واستقلال قرار هذه المنطقة.

بدوره شدد عبد اللهيان، خلال المؤتمر الصحفي، على أن بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية، وتعتبر أن أي تدخل أجنبي أمر غير صائب وغير صحيح وهو عنصر يعقد الأوضاع، وأضاف: «نحن نتفهم قلق ومخاوف الحكومة التركية بشأن القضايا الحدودية الخاصة بها، كما نعتبر أن أي إجراء عسكري في سورية هو عامل مزعزع للأمن في المنطقة».

وتابع: «قبل عدة أيام كان لدي زيارة لأنقرة وتحدثت هناك للمسؤولين الأتراك، وأكدت أن الحل يكمن بإجراء حوار بين المسؤولين الأمنيين في تركيا وسورية، ومن خلال حديثي مع المسؤولين الأتراك فهمت أن الأتراك يضعون الحل السياسي كأولوية بالنسبة لهم، واليوم أيضاً من خلال زيارتي لدمشق تحدثت مع المسؤولين السوريين، وأكدت لهم بأن إيران ستبذل جهودها من أجل الحيلولة من دون وقوع نزاع عسكري في سورية والتركيز على حل سياسي هنا، ونحن نعارض أي إجراء عسكري يأتي تحت أي مبرر في سورية».

ورداً على سؤال لـ«الوطن»، حول إمكانية أن تكون إيران تلعب اليوم دور الوسيط بين دمشق وأنقرة، قال عبد اللهيان: «نحن أعلنا عن استعدادنا التام لتقديم حل سياسي والمساعدة في هذا المجال، وسنبذل قصارى جهدنا للحيلولة من دون حدوث عملية عسكرية والتركيز على حل سياسي في هذا الأمر ونحن متفائلون، ونسعى أن تحل كلا الدولتين الجارتين سورية وتركيا هذا الأمر عبر الطرق الدبلوماسية وعبر الحوار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن