ثقافة وفن

تركواز… فرصة حقيقية للأمل والحلم بعيداً عن منغصات الواقع! … علي إبراهيم لـ«الوطن»: التجربة الاحترافية الأولى تعطيني … الكثير من الحماس والشغف والتبني

| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني

تدور عدسة المخرج علي إبراهيم في تصوير تجربته السينمائية الاحترافية الأولى من خلال الفيلم الروائي القصير «تركواز»، عن نصه أيضاً، يجتمع طاقم التصوير في منطقة مشروع دمر بدمشق في أحد البيوت هناك بجو راق وهادئ ومنظم يعي تماماً هذا المخرج الشاب ما يريده من خلال إدارة المشروع وتنظيمه وبناء فكرة محكومة بالأمل والحلم تحلق في سماء الشخصيات لا تطيق الواقع لأسباب كثيرة..

ينجز مشروعه اليوم ليتابع العمليات الفنية فيما بعد ليتكئ على هذه التجربة وينطلق منها نحو الاستمرارية والإبداع.

والفيلم من بطولة: عامر علي، روبين عيسى، حمادة سليم، إنتاج المؤسسة العامة للسينما.

الحماس والشغف والتبني

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشف المخرج علي إبراهيم أن: «تركواز هو لون قريب جداً من الطبيعة ويجمع اللون الأخضر مع الأزرق في السماء والبحر والجبل، وفي حياتنا الكثير من الأهداف والأحلام التي نحاول أن نتوجه لها، والهدف الذي لا نستطيع تحقيقه نحلم به، وقد يكون هذا الحلم ممزوجاً بعقبات من الصعوبة تجاوزها، فهذا ما يدفعنا نحو الأمل فلا شيء ممكن بلا أمل، نزرعه لنذهب باتجاه الهدف هذه هي الرسالة الرئيسية في الفيلم التي أعمل على إبرازها».

وبين إبراهيم أن هذه التجربة الاحترافية الأولى له: «اليوم أقدم فيلماً قصيراً احترافياً إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ولا شك أن هذه التجربة أعطيتها الكثير من روحي بغض النظر أنها تجربتي الأولى، دائماً صانع النص الفني عندما يصنع منجزاً، المفروض بالتجربة التالية أن يسعى للأفضل لأنه سيتلافى عندها مجموعة من العقبات التي تعرض لها سابقاً».

وعن اختيار الممثلين قال إبراهيم: «بما أنني كاتب نص الفيلم لا شك أنني تخيلت مجموعة من الشخوص في أثناء الكتابة، وأخذت بعين الاعتبار مجموعة من الخيارات لأسباب وظروف عديدة، وعندما ناقشت الشخصيات مع الزملاء تبنوا هذه الحالة وتورطوا فيها فنحن نعمل على هذا الأساس، وبعدها يتم انتقاء موقع التصوير وتجمعنا عدة جلسات وحوارات ونقاشات ممكن أن نختلف فيها بوجهات النظر ونتفق في أمور معينة حتى نصنع في النهاية مادة على مستوى جيد، وأحمل الكثير من الحماس والشغف والتبني للفكرة وعند إنجاز هذا المشروع سأعمل للاستمرار لأنني بكل تأكيد لا أقف عند تجارب بل سأستمر».

شريك حقيقي

أما عامر علي فبين أن: «الفكرة ليست بالشخصية بحد ذاتها بل بالفيلم كله، والأفلام القصيرة تختلف عن الأفلام الطويلة بالنسبة للممثل، الفيلم الطويل ممكن أن يحمل شخصية يطمح إلى تجسيدها بطريقة مختلفة لأنها ستعرض في السينما ولها جمهورها ومردودها المادي وغير ذلك من الحسابات، أما الأفلام القصيرة فهي مشاريع خاصة، نقوم بها لأننا آمنا بها أو لدينا فكرة نريد أن نطرحها، وذلك شبيه بالمسرح، ففي بلادنا لا يعود علينا بمردود أو شهرة كبيرة، ولكن ننجزه لأننا نحب هذا الفن ونؤمن به».

وأوضح علي: «هناك الكثير من الأفلام القصيرة تعرض عليّ، إلا أن مشروع تركواز شعرت أني جزء منه وأحببت الفكرة جداً، كما أن المخرج صديقي منذة فترة طويلة، وعملنا سابقاً معاً وتعجبني الطريقة التي يرى بها الأمور ويطرح فيها الأفكار».

وأفاد علي أن هذا النوع من الأفلام: «إذا لم أشعر أني شريك لا أدخل بها فقط كممثل لكن يجب أن أشعر أني شريك حقيقي، وأن الفكرة التي تطرح بالفيلم مؤمن بها بغض النظر عن نوعية الشخصية، وما جذبني هو أننا نتحدث عن الحب بطريقة مختلفة هذا الحب الذي يحمل إشكالية في الزمان والمكان ولا يكتمل، كما أن وجود شريكة كروبين شجعني أكثر فنحن لدينا الرؤية نفسها».

حلم صعب

ومن جهتها عبرت روبين عيسى أنها سعيدة بالشراكة مع علي إبراهيم وهو كاتب ومخرج: «سواء عندما كان معي بفيلمي كمخرج منفذ، والآن أنا معه ممثلة، ومنذ أن طرح الفكرة أحببت النص كثيراً وقصة وشخصية الفيلم لفتتني، وهو شخص مريح جداً بالتصوير ويعرف ماذا يريد، وكما نرى كل شيء بأنه مرتب ومنظم، وأجسد شخصية ماريا وهي ممثلة في الفيلم لديها حياتها وإيقاعها، ويكون إلى جانبها شخصية ورد يؤديها عامر علي يعيشان لحظات لها علاقة بالحلم، والفيلم هو فرصة لنعيش حلماً صعباً تحقيقه على أرض الواقع بسبب ظروف عديدة، لذلك هما عاشا بطريقة مختلفة ولا يخلو الفيلم من مشاعر الحزن».

استفزتني الشخصية

بينما قال حمادة سليم إنه: «عندما أخبرني علي أنه يكتب نص فيلم أخبرني بأنه لم ير غيري لتجسيد الشخصية، وعندما قرأت النص أصبح هناك حالة مشتركة بيني وبينه، ووجدت أنني بهذا المكان سأقدم شيئاً مختلفاً، بمعنى آخر استفزتني الشخصية لأكون أحد عناصر هذا الفيلم، لأنها تحمل عوالم داخلية ونفسية مجسدة بشخص، فشيء مستفز أن تجسد عوالم شخص آخر في شخصيتك، من خلال الشكل والحوار، وبطبعي أذهب للشخصية لأكتشف عوالمها».

وأضاف سليم إن: «هذه التجربة ليست الأولى بيني وبين علي، فهناك مجموعة من التجارب سبقت وكان بيننا تعاون في أماكن ومحطات كثيرة، واشتغلت معه كمخرج في مجموعة أفلام قصيرة، نحن نشبه بعضنا كثيراً، ونحمل الفكر الشبابي نفسه، أي فكر هذا العصر ويشبه بعضنا بعضاً بنمط وطريقة التفكير باتجاه المهنة وهناك أشياء مشتركة فنية نحبها معاً فهذا كله يجعل الشخص يعمل لأنه يعلم أنه سيقدم شيئاً جديداً ومختلفاً، ودائماً هناك نقاشات وحوارات، وما يقربنا من بعض ليست العلاقة الشخصية، إنما الفكر المشترك والدائرة التي نفكر فيها سوية والطموح الواحد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن