شؤون محلية

دمعة تطلق مشروع «سورية بلا أميّة» … مؤسسة «المرأة الأمة» تمحو أميّة أكثر من 410 سيدات كدن يفقدن الأمل في التعلم

| محمود الصالح

ربما قادت تلك الدمعة التي ذرفتها تلك السيدة التي خجلت أن تملي استمارة المشاركة في البرنامج التنموي للجمعية، إلى البدء بمشروع «لا للأمية» الذي تعمل عليه مؤسسة «المرأة الأمة» بالتعاون مع دائرة تعليم الكبار في وزارة الثقافة.

رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة «المرأة الأمة» لينا الرفاعي خصت «الوطن» بتصريح بمناسبة تخريج 67 سيدة من دورة محو الأمية، بينت فيه أنه تم حتى الآن تخريج 965 سيدة يعملن في جميع الجوانب التنموية. وفي الجانب الصحي تتم إقامة المحاضرات النوعية من قبل خيرة الأطباء، وتقام ورشات العمل المتنوعة لإغناء الجانب التوعوي لدى المرأة، وفي برنامج محو الأمية الذي بدأ في عام 2018 تم تخريج 410 متحررات من الأمية حتى الآن.

وأضافت: بدأ هذا المشروع نتيجة دخول سيدة إلى الجمعية ولم تكن قادرة على كتابة اسمها في الاستمارة، فبكت وجلست مكسورة الخاطر، ومن هنا انطلق مشروع «سورية بلا أمية» وتم إعداد فريق المدرسات في المرحلة الأولى، وثم إعداد فرق العمل لكل صف، وحسب الساعات المقررة من وزارة الثقافة والمقدرة بـ20 ساعة أسبوعياً، حيث تم تقسيمها بين تعلم القراءة والكتابة والتعلم المهني بالإضافة إلى ساعات التنمية البشرية، التي تم اعتماد مواضيعها بعد دراسة احتياجات الفئة المستهدفة في المشروع.

وأضافت الرفاعي إن دورة محو الأمية تتم على مرحلتين الأولى مدتها ستة أشهر يتم بعدها إجراء امتحان تتأهل بموجبه للمشاركة في المرحلة الثانية ومدتها ثلاثة أشهر تختتم بالامتحان الذي تحصل بنتيجته الطالبة على شهادة محو الأمية وشهادة الصف السادس الابتدائي.

مديرة مشروع «لا للأمية» خلود شيخ الحدادين قالت: بدأ المشروع قبل أربع سنوات بهدف تقديم الخدمات التعليمية والتوعوية لتمكين المرأة من العيش بشكل جيد، وهذا المشروع على مرحلتين الأولى التحرر من الأمية من خلال تعلم القراءة والكتابة والثانية الحصول على شهادة محو الأمية وشهادة الصف السادس التي تمكن الطالبة من متابعة تعليمها إن أرادت ذلك في الوصول إلى الجامعة، ونظراً لوجود فجوة بين ما تتعلمه الطالبة من منهاج الصف السادس ومنهاج الصف التاسع قررت المؤسسة فتح صف يتم من خلاله تعليم الطالبات اللواتي حصلن على شهادة التعليم الأساسي منهاج الصفين السابع والثامن ليصبحن على استعداد لدراسة الصف التاسع ومتابعة باقي مراحل التعليم.

وبينت شيخ الحدادين أن هذا المشروع يستهدف النساء من عمر 15 سنة إلى 70 سنة.

خلال حفل التكريم الذي حضره عدد من زوجات السفراء العرب والأجانب والفنانة وفاء موصلي وشخصيات من مدينة دمشق، سُجلت العديد من الصور الإنسانية المعبرة تجسدت أعمقها في كلمة إحدى الخريجات وهي في السابعة والخمسين من العمر، والتي بدت سعادتها واضحة في ملامحها وفي كلماتها التي عبرت فيها عن درجة عالية من السرور لتحقيق حلمها في معرفة القراءة والكتابة والتخلص من عقدة الأمية، وقالت: اليوم كسرت حاجز «بعد الكبرة جبة حمرة» من خلال هذا المشروع الذي نشكر فيه جميع الأيادي البيضاء التي عملت به إدارة وإشرافاً وتعليماً.

وأضافت إنني اليوم طويت صفحة مظلمة في حياتي، ودخلت إلى حياة جديدة عنوانها إنني أتعلم كل ما أريده رغم تقدمي في العمر، وهذا الأمر زاد ثقتي في نفسي وجعل للحياة معنى جديداً لدي، وأقل ما استفدته من تحرري من الأمية أنني لم أعد بحاجة السؤال عن خطوط السرافيس وأسماء الأماكن.

صورة أخرى عبرت عنها شابة في السادسة عشرة من العمر قالت: إنها تركت المدرسة في الصف الثالث ولم تكن تعرف تقرأ أو تكتب كلمة واحدة، ما عرضها لمعاناة كثيرة في الحياة، قد يكون أصعبها تنمر الآخرين عليها عند كل سؤال عن عنوان طبيب أو اسم مكان ما.

وأضافت: إنه رغم المعاناة في المواصلات للوصول إلى مكان الدورة وأعباء الحياة الأخرى لكنها أصرت على المشاركة في هذه الدورة والتخلص من أميتها، وقد ساعدها في ذلك فريق العمل في المؤسسة والكادر التدريسي في المشروع الذين خففوا عنها الكثير من العبء النفسي، وأصبح بفضلهم المستحيل ممكناً والبعيد قريباً، وأكدت أنها تخلصت الآن من نظرة الحسرة التي كانت تعاني منها عندما تشاهد فتاة مثلها تعرف القراءة والكتابة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن