عربي ودولي

طالبت بموقف دولي ضاغط لوقف الحفريات التهويدية في الأقصى قبل فوات الأوان … رام الله: إسرائيل تحاول فرض أولوياتها السياسية بعيداً عن حقوق الشعب الفلسطيني

| وكالات

حذرت الخارجية الفلسطينية أمس الأحد من مخاطر وتداعيات عمليات تعميق وتوسيع الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، والدعوات الإسرائيلية المتواصلة لضم المستوطنات لدولة الاحتلال، مطالبة بتدخل دولي وأميركي عاجل لوقف الحفريات التهويدية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه قبل فوات الأوان.
وحسب وكالة «وفا» أوضحت الخارجية، في بيان، صدر عنها أمس الأحد، أنها تنظر بخطورة بالغة للدعوات الإسرائيلية التي لا تزال تصدر عن عدد من المسؤولين الإسرائيليين، وأعضاء الكنيست، لضم المستوطنات في الضفة الغربية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، والتي كان آخرها الدعوة التي أطلقها عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود والوزير السابق تساحي هنغبي.
ونوهت بأن دعوة هنغبي تكشف الوجه الحقيقي لنيات دولة الاحتلال، وإصرارها على ممارسة أبشع أشكال الضم التدريجي الزاحف للضفة الغربية المحتلة، وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان بأشكاله كافة، ما يؤدي إلى إغلاق الباب أمام أي فرصة لتطبيق مبدأ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية، بعاصمتها القدس الشرقية على الأرض.
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي والدول كافة بالتعامل بمنتهى الجدية مع تلك الدعوات، وعدم الاستهانة بها، أو التخفيف من تأثيراتها، كما طالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتنفيذ وضمان تنفيذ قراره رقم 2334.
ودعت الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤولياتها في ترجمة موقفها الرافض للاستيطان إلى خطوات عملية تجبر دولة الاحتلال على وقف الاستيطان بأشكاله كافة، والضغط على المسؤولين الإسرائيليين لوقف تلك الدعوات.
وأكدت الخارجية أن غياب المساءلة والمحاسبة الدولية لدولة الاحتلال على انتهاكاتها وجرائمها وفي مقدمتها جرائم الاستيطان والتطهير العرقي تشجع المسؤولين الإسرائيليين على التمادي في دعواتهم وإجراءاتهم لضم الضفة الغربية.
وأوضحت أن هذه الدعوات تأتي في حملة تحريض علنية متواصلة تترافق مع عدد من التشريعات والقوانين التي اعتمدها الكنيست بهذا الشأن، بما فيها ما بات يعرف بقانون «الأبرتهايد»، وبشكل يرتبط أيضاً بإجراءات عملية على الأرض لتعميق وتوسيع الاستيطان الذي بات يلتهم بشكل واضح الضفة، بما فيها القدس الشرقية.
وأكدت الخارجية أن تلك الدعوات تكشف لجميع المراقبين والدول كيف تقوم إسرائيل بتوظيف اتفاقيات التطبيع المزعومة للقفز على حقوق الشعب الفلسطيني، بهدف إسقاطها وتصفيتها، وتستغلها لإعادة ترتيب الأولويات السياسية في المنطقة بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأي جهود مبذولة لتهيئة المناخات المناسبة لإحياء عملية السلام الشرق الأوسطية والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لحل الصراع باعتباره مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة.
وطالبت الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي وأميركي عاجل لوقف الحفريات التهويدية التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ودوائرها المختصة أسفل المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه قبل فوات الأوان.
وحملت الخارجية في بيان، أمس المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة المسؤولية عن صمتها ولامبالاتها تجاه حفريات الاحتلال المتواصلة منذ عشرات السنين.
وطالبت بإجبار دولة الاحتلال على الالتزام بالوضع القائم بالأقصى، واحترام صلاحيات ومسؤوليات دائرة الأوقاف الإسلامية كاملة وغير منقوصة.
وأشارت إلى أن هذه الحفريات تستهدف أساسات المسجد الأقصى، وتزوير معالمه، ما فوق الأرض وما في باطنها، بما ينسجم مع روايات وأطماع الاحتلال، بما يشكله ذلك من مخاطر على الأقصى، وخاصة المسجد الذي يقع تحت المصلى القبلي، والذي تعرضت حجارة أعمدته إلى التساقط في الأيام القليلة الماضية، هذا إضافة إلى عدد آخر من التشققات في الجدران.
كما أدانت الوزارة بشدة رفض سلطات الاحتلال ومماطلتها في الاستجابة لمطالب دائرة الأوقاف الإسلامية وإلحاحها المستمر بضرورة نزول فريق فني مختص من الأوقاف، لفحص حقيقة ما يجري من حفريات بمحيط السور الجنوبي، وتأثيراتها في أبنية المسجد الأقصى، وجدرانه، وأعمدته.
وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حفرياتها الاستعمارية في المكان، محذرة من مخاطرها، ومساعيها بتغيير واقع الأقصى التاريخي والقانوني القائم إن لم يكن هدمه، تمهيداً لبناء «الهيكل المزعوم».
وفي السياق، أدانت أيضاً اقتحامات اليهود المتطرفين المستمرة للمسجد الأقصى، وباحاته، وأهدافها الاستعمارية، خاصة محاولة تكريس التقسيم الزماني للمسجد ريثما يتم تقسيمه مكانياً.
إلى ذلك جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس اعتداءاتها على المزارعين والصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
وذكرت وكالة «وفا» أن قوات الاحتلال المتمركزة في الأبراج العسكرية شمال القطاع فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على المزارعين في أراضي بيت حانون ما اضطرهم إلى مغادرة أراضيهم، بينما أطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار على مراكب الصيادين في البحر قبالة السودانية شمال غرب القطاع ما أجبرهم على العودة إلى الشاطئ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن