القوات الروسية تحرّر أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية بالكامل … بوتين: حريصون على تطوير علاقاتنا مع بيلاروس.. لوكاشينكو: لن نسمح بإحياء النازية
| وكالات
شكلت مناسبة استقلال بيلاروس، مناسبة جديدة لإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمق العلاقات التي تربط بلاده مع بيلاروس وحرص البلدين على تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية والتحالف بما يصب في مصلحة الشعبين، في حين شدد الرئيس ألكسندر لوكاشينكو على أن بلاده وروسيا لن تسمحا بإحياء النازية كسلاح للغرب الجماعي موجه ضد العالم السلافي.
تأكيد عمق العلاقات بين روسيا وبيلاروس تزامن مع حدث ميداني لافت في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إذ أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بوتين بتحرير أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية بالكامل.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله أمس في رسالة تهنئة لنظيره البيلاروسي لوكاشينكو بعيد استقلال جمهورية بيلاروس: «اليوم يحافظ مواطنو روسيا وبيلاروس على روابط الصداقة والتحالف والمساعدة المتبادلة ويواصلون تعزيز ذلك ومن خلال تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية والتحالف تتغلب الدولتان على المحن الجادة وتدافعان عن مصالحهما على الساحة العالمية».
وأعرب بوتين عن ثقته بأنه من خلال الجهود المشتركة سيواصل البلدان بناء علاقات ثنائية بناءة وتحسين مؤسسات دولة الاتحاد وتعزيز عمليات التكامل في الفضاء الأوراسي وهذا بالطبع يلبي المصالح الأساسية لشعبي البلدين.
وأضاف بوتين: «إن يوم الثالث من تموز هو تاريخ مهم ليس فقط في تاريخ بيلاروس ولكن أيضاً في روسيا وشعبانا الشقيقان اللذان قاتلا جنباً إلى جنب قدما مساهمة حاسمة في الانتصار على النازية».
بدوره أعلن لوكاشينكو أن بلاده وروسيا لن تسمحا بإحياء النازية كسلاح للغرب الجماعي موجه ضد العالم السلافي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لوكاشينكو قوله خلال وضع إكليل من الزهور في المجمع التذكاري «تل المجد» بالقرب من مينسك أمس: «لا يريد أي أحد منا البيلاروس والروس والأوكرانيون الحرب لكننا لن نسمح ببعث النازية كسلاح للغرب الجماعي لتوجيهه ضد العالم السلافي».
وأكد لوكاشينكو أن بلاده دعمت وستواصل دعم روسيا والوقوف إلى جانبها قائلا: «يلومنا البعض اليوم بالقول إننا الدولة الوحيدة في العالم التي تدعم روسيا في كفاحها ضد النازية لقد دعمنا روسيا وسنواصل دعمنا لها»، مشدداً على عدم الجواز لأي أحد بشطب ذكرى النصر العظيم على النازية.
من جهة ثانية أوضح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أن لندن تحاول إيجاد ذرائع لإدخال أسطولها إلى البحر الأسود لتصبح جهة تشرف على جميع عمليات نقل الحبوب من الموانئ التي لغمت أوكرانيا المياه حولها.
وقال لافروف في مقابلة على «قناة روسيا1» التلفزيونية أمس الأحد: «يتم استخدام أزمة الغذاء هذه لأغراض متنوعة، ليس فقط في مجال الدعاية لتبييض وجه أوكرانيا وتحميل روسيا المسؤولية عن كل شيء».
وتابع: «وإذا استمعتم، على سبيل المثال، إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة خارجيته، سيبدو من الواضح أنهما يحاولان تهيئة الظروف وإيجاد ذرائع للبحرية الملكية للتسلل إلى البحر الأسود والبدء في إدارة جميع عمليات نقل الحبوب من تلك الموانئ التي لغمها الأوكرانيون والتي يتعين عليهم نزعها منها».
وحذرت الأمم المتحدة مراراً من خطر أزمة الغذاء في العالم بسبب نقص الحبوب، واتهم الغرب روسيا بإعاقة توريد شحنات الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، فيما ترفض موسكو مثل هذه الاتهامات بشكل قاطع.
يذكر أن سلطات كييف هي من وضع كثيراً من العراقيل أمام تصدير الحبوب، منها إحراق متعمد للحبوب في ميناء ماريوبول، وقيام القوات الأوكرانية بوضع ألغام في مياه البحر الأسود، ما لا يسمح بنقل الحبوب إلى الأسواق العالمية بواسطة السفن.
بدوره شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف على أنه يتوجب على أوكرانيا فهم الشروط الروسية لإنهاء الأزمة.
وفي تصريحات لقناة «روسيا 1»، قال بيسكوف: «الآن تراجعت الدعوات والمبادرات لتهدئة الوضع، لكن ليس لدينا شك في أن الفطرة السليمة سوف تسود عاجلاً أم آجلاً، وسيحين دور المفاوضات عند القادة الغربيين مرة أخرى لكن قبلها يتعين على الأوكرانيين أن يفهموا مرة أخرى جميع شروطنا، إنهم يعرفونها جيداً، فقط جلسوا إلى طاولة المفاوضات، وسجلوا تلك الوثيقة التي تم الاتفاق عليها من نواح كثيرة».
وعلى الصعيد الميداني أبلغ وزير الدفاع الروسي أمس بوتين بتحرير أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية بالكامل.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن وزارة الدفاع الروسية قولها في بيان: «في اليوم الـ3 من حزيران أبلغ شويغو بوتين بتحرير جمهورية لوغانسك الشعبية».
إلى ذلك وخلال إحاطته الإعلامية أمس حول العملية العسكرية الخاصة لحماية سكان دونباس أفاد الناطق الرسمي باسم الوزارة الفريق إيغور كوناشينكوف بأن الأسلحة عالية الدقة للقوات الفضائية الروسية دمرت عشر نقاط مراقبة في جمهورية دونيتسك الشعبية منها ليبيتيكا ونيكولايف وزيلينودولسك ودنيبروبيتروفسك وسبعة مستودعات للذخيرة في مناطق مستوطنات كونستانتينوفكا وباخموت في دونيتسك ومالايا شيستيرنيا بمنطقة خيرسون وفيسونسك ونيكولايفكا وغليد في منطقة نيكولاييف ومراكز القوى العاملة والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية في 15 منطقة أخرى.
وأضاف كوناشينكوف إنه في إطار المعارك المدفعية دمرت أسلحة عالية الدقة للقوات الفضائية الروسية ثلاث بطاريات مدفعية وخمسة فصائل هاون بمناطق فيركنكا مينسكوي في جمهورية دونيتسك الشعبية وبيلوغوروفكا ومالوريازانتسيفو وزولوتاريفكا في جمهورية لوغانسك وذكر أن الطيران العملياتي التكتيكي والجيش والقوات الصاروخية والمدفعية استهدفوا 32 مركز قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية ومستودع ذخيرة إضافة إلى مراكز تجمع القوى البشرية والمعدات العسكرية في 287 منطقة.
وأشار كوناشينكوف إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرتين من طراز «سو 25» تابعتين لسلاح الجو الأوكراني في ديبروفنوية بضواحي خاركوف وكفيتنوفو بمنطقة نيكولايف كما تم إسقاط 10 مسيّرات أوكرانية في مناطق نوفوي ومنطقة زابوروجي وفولنوفاكيا في جمهورية دونيتسك ودميتروفكا وإيزيوم وبيريزوفكا وكوبيانسك بمنطقة خاركوف إضافة إلى اعتراض ثماني قذائف بما في ذلك أربعة صواريخ لراجمات من طراز «هيمارز» بمنطقة ستاخانوف بجمهورية لوغانسك وأربعة صواريخ من طراز «أوراغان» في مناطق بوباسنايا بجمهورية لوغانسك وكامينكا بمنطقة خاركوف ومدينة دونيتسك.
ولفت كوناشينكوف إلى أنه عند فجر أمس نفّذ نظام كييف ضربة متعمدة بصواريخ «توتشكا أو» الباليستية المحشوة بذخائر عنقودية وبطائرات مسيرة من طراز «تو143 رييس» على مناطق سكنية في بيلغورود وكورسك حيث لا يوجد أي مرافق عسكرية، مؤكداً أن هذا الهجوم الصاروخي تم التخطيط له وتنفيذه عن قصد ضد السكان المدنيين في المدن الروسية.
وأضاف: تم تدمير جميع صواريخ «توتشكا أو» الباليستية الثلاثة ذات الرؤوس الحربية العنقودية في الجو بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسية ونتيجة لتدمير هذه الصواريخ سقط حطام أحدها على مبنى سكني في المدينة لافتاً إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت طائرتين من دون طيار من طراز «تو143 رييس» محشوة بالمتفجرات عند اقترابهما من كورسك.
ووفقاً لكوناشينكوف تم منذ بداية العملية العسكرية الخاصة تدمير 229 طائرة مقاتلة و134 طائرة مروحية و1440 طائرة مسيرة و353 منظومة صواريخ مضادة للطائرات و3893 دبابة ومركبات قتالية مدرعة أخرى و704 راجمات صواريخ متعددة و3078 مدفعية ميدان وهاون و3979 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.