ثقافة وفن

الدراما العربية.. تعتمد على مبدأ الممثل «التريند»! .. عامر علي لـ«الوطن»: بعد أن كانت تعتمد النخبوية أصبحت تحكمها المصالح والشللية

| سارة سلامة - تصوير: طارق السعدوني

عامر علي فنان يشق طريقه منذ انطلاقته بتأن واتزان لا ينساق إلى القوالب الجاهزة ولا يرضيه القليل..

يعمل دائما على منح مسيرته خطاً مختلفاً ومنوعاً فيه من الغنى الكثير، التقيناه على هامش تصوير فيلم تركواز بطولته إلى جانب روبين عيسى وحمادة سليم، كتابة وإخراج علي إبراهيم.

قدم علي في الموسم الفائت عدداً من الأعمال التي لم تنل طريقها إلى العرض، يؤمن اليوم بمشروع صديقه المخرج إبراهيم لخلق حالة من الحب عبر فيلم قصير يحمل الكثير من الأمل في العلاقات.

عن آخر أعماله ونشاطاته وآرائه كان لنا معه هذا الحوار.

• تركت فراغاً في الموسم الفائت؟

لا نستطيع أن ننكر أن الدراما التي تحدث داخل سورية باتت قليلة نسبيا، كما أنها ليست ذات جودة عالية.

وبالنسية لي أحاول دائما تقديم نفسي بشكل فني مناسب، واشتغلت الموسم الفائت ضيفاً في عملين هما «مقابلة مع السيد آدم» وهو لم يعرض إلى الآن، والثاني «دفا» الذي عرض على «اليوتيوب»، كذلك كان لي مشاركة لطيفة برمضان مع المخرج سامي جنادي بعمل «فرسان الظلام»، وأيضاً اشتغلت في عشاريتين هما «عش الغراب»، مع وليد درويش و«رياح الجبل» مع ظهير غريبة وكلها أعمال لم تعرض إلى الآن.

• ماذا تحضر الآن؟

أحضر الآن لعمل لطيف مكون من 30 حلقة يتم حالياً التحضير له إخراج رشاد كوكش.

• هل تابعت دراما الموسم الفائت، ألا نستطيع القول إن الدراما السورية بدأت بالتعافي؟

هناك الكثير من العوامل التي تجعل الدراما السورية يقل وقعها، إلا أن الموسم الفائت لاحظنا قلة الأعمال المشتركة التي كانت مسيطرة في الأعوام السابقة، أي إن المسلسلات الأصلية سواء كانت سورية أم مصرية أو خليجية هي التي سيطرت بشكل أو بآخر على الساحة، وكان هناك أعمال مهمة لكن المنافسة هذا العام كانت أقل، إضافة إلى أنه يوجد نوعية نصوص وأفكار جديدة تطرح خصوصاً للمشاهد السوري الذي يحتاج أن يلمس شيئاً حقيقياً يشبهه غير مركب أو مصنوع من فورمات أجنبية مثل الأعمال المشتركة.

وقدمت هذا العام عدة أعمال من مستويات مختلفة مثل «كسر عضم»، «على قيد الحب»، و«مع وقف التنفيذ».

• هل تشكل عندك أمل جديد بأن تعود هذه الدراما لتأخذ مكانها عربياً؟

آلية العمل التي كانت قائمة منذ زمن لم تعد موجودة الآن؛ كان فيها حرفية أعلى ونخبوية وناس حقيقيون والصح فقط هو الذي يثبت نفسه، أما مؤخراً فقد ذهبت هذه الآلية باتجاه آخر تحكمها المصالح والشللية.

مؤخرا نجد الدراما العربية بشكل عام تعتمد على مبدأ «التريند» وإذا ابتعد الممثل عن «التريند» أصبح بعيدا عن الدراما، وأصبحت الخيارات لا تعتمد على العمل، ولا على الأحقية بالشخصية.

رغم ذلك كنت سعيداً هذا الموسم وفخورا جدا برؤية الدراما السورية تتألق من جديد، وأثبتت أنها دراما يصعب إلغاؤها ببساطة فهي لها مكانتها وجمهورها العربي المحتاج لها.

• ما رأيك بأعمال المنصات التي بدأت تظهر بكثرة في الفترة الأخيرة؟

عملت العام الفائت مسلسل الضفدع لإحدى المنصات ومعظم العشاريات تذهب لأعمال المنصات أحياناً المنصة نفسها هي من تنتج وأحياناً ينتجون ويبيعون لمنصات، ليس لدي مشكلة أين يعرض العمل المهم أن يكون الدور جميلاً وفيه فكرة جديدة ومختلفة.

• تقول إن القائمين على المسلسلات يعتمدون على الممثل «التريند» نراك غير نشط كثيرا على تلك المواقع؟

أنا شخص أحاول أن أكون في مجال عملي أو في الحياة حقيقياً، لا أتصنع الأمور ولا أتصور في كل جلسة أحب أن أعيش حياتي بشكل طبيعي، وأصر على أن أكون حقيقيا حتى على السوشال ميديا، هناك كثير من الفنانين سوريين وعرب وعالميين لا يوجد لديهم صفحات على مواقع التواصل، منهم من يعتمد على الظهور ومنهم لا، وبالنسبة لي هي وسيلة للتواصل مع الناس، يقرب فيها الفنان من الجمهور ويعرف ما يحبون وهم أيضاً يعرفون الفنان على حقيقته، دون التدخل بخصوصيته.

• نراك في آخر منشور على «فيسبوك» تعترض على الهجوم الذي استهدف المغني حسام السيلاوي عقب حفلته في دمشق؟

أنا لم أخصص المنشور فقط من أجل السيلاوي ولكن كنت معترضاً على فكرة الهجوم على شخص لا نعرفه أنا ضد الهجوم على أي شخص، بمجرد أن هذا المغني يمتلك كل هذا الجمهور ولديه مشاهدات بعشرات الملايين على اليوتيوب، فلماذا نحاول الإحباط، ربما هذه الأغاني لا تعجبنا في حين تعجب الجيل الجديد هل هذا يعطيني مبرراً للهجوم عليه وعلى القائمين على الحفل وعلى معجبينه؟!؛ ووصل الأمر لمرحلة أن يلعنوهم.

والفكرة من منشوري الذي كتبته على الفيسبوك هي ليست مرتبطة بهذا الشخص بالذات ولكني ضد التهجم على أي كان، ونلاحظ منذ مدة هناك الكثير من الشرائح على مواقع التواصل تتنمر وتتهجم بشكل كبير على الآخرين وتسيء لهم، فالهوس بفنان حالة موجودة من عمر التاريخ، كما أن الكثير من الفنانين كانوا في بداية مشوارهم الفني محاربين منهم جورج وسوف وأم كلثوم وغيرهما.

أصبحت موضة أي شيء جديد لا يناسب ذائقتنا أو لم نسمع به نحاربه والآن أصبحت هذه المواقع تعطي صوتاً للفاضي والذي ليس عنده ما يقدمه سوى التعليق، يعني أنت تدخل فقط لتلعن وتتمسخر على الفنان؟!

• كيف تتعامل مع الانتقادات على تلك الصفحات؟

بشكل عام لا أعلق أبداً ربما أدخل وأرى التعليقات، ولكن منذ مدة إحدى الصفحات نشرت صورة لي تشبهني بفنان عالمي، بقصد الإساءة لي وجمع المزيد من التعليقات، غالباً لا أتعاطى مع تلك الصفحات إلا أن التعليقات استفزتني وعلقت على المنشور بالشكر وبشكل لطيف ما دفعهم لحذف تعليقي واعتذروا لي لكنهم تركوا التعليقات السلبية والتي هي بالآلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن