عربي ودولي

القوات الروسية أسقطت «سو 25» أوكرانية وتقدمت من اتجاهين نحو سيفيرسك في دونباس … بوتين: وحدات الشرق والغرب يجب أن تنفذ مهامها كما حدث في لوغانسك

| وكالات

بعد أن أثمرت مجريات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بالسيطرة الروسية على كامل منطقة لوغانسك، يتم العمل باتجاه دونيتسك كهدف لاحق، حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرورة استكمال المعركة، في أثناء ذلك أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، أنه لا يمكن عزل روسيا، لارتباطها ارتباطا وثيقا بالعالم ووجود العديد من الأصدقاء فيه، على حين أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها تواصل تكبيد الجيش الأوكراني خسائر جسيمة، وأن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة أوكرانية من طراز «سو 25» فوق دونيتسك و8 مسيرات في مناطق متفرقة.
ونقلت وكالة «سبوتنبك» عن بوتين قوله، أمس، خلال سماعه من وزير الدفاع سيرغي شويغو مجريات عملية تحرير لوغانسك: «الوحدات العسكرية، بما في ذلك وحدات الشرق والغرب، يجب أن تنفذ مهامها وفق الخطط المعتمدة سابقاً، آمل أن يسير كل شيء على محاورهم بالطريقة نفسها التي حدثت في لوغانسك».
وأضاف: «الوحدات التي شاركت في الأعمال القتالية النشطة وحققت النجاحات والانتصارات في لوغانسك، بالطبع، يجب أن ترتاح، وتزيد من قدراتها القتالية».
وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن بوتين وافق على اقتراح شويغو، بمنح كل من الجنرالين ألكسندر لابين، وأسد الدين أباتشيف، لقب أبطال روسيا.
ولابين هو قائد المنطقة العسكرية المركزية، ومنذ عام 2022 تولى قيادة مجموعة الوسط للقوات الروسية في أوكرانيا، وأباتشيف هو قائد فيلق الجيش الثاني للقوات المسلحة الروسية في لوغانسك، وحاصل على لقب بطل جمهورية لوغانسك 2022.
وقال بوتين، خلال لقائه شويغو: «أوافق على اقتراحكم بمنح لقب بطل روسيا لقائد مجموعة الوسط، الجنرال لابين، ولنائب قائد الجيش الثامن بالمنطقة العسكرية الجنوبية اللواء، أباتشيف، وسوف أقوم بالتوقيع على المرسوم الرئاسي بذلك».
وتابع: «كما أطلب منكم التقدم إلى الدولة بجميع أسماء العسكريين من المحاربين الشجعان والمحترفين وذوي الجرأة والإقدام، ممن تميّزوا في سياق هذه الأعمال الهجومية، التي أعلم، بناء على تقاريرك اليومية، أن هناك العديد منهم في الجيش الروسي، لما يجب أن يحصلوا عليه من جوائز حكومية مناسبة».
وقال: «تهنئتي وكلمات امتناني كذلك تنطبق بالكامل على مقاتلي الفيلق الثاني للجيش من قوات جمهورية لوغانسك الشعبية، والذين تصرفوا بكل حماس وكفاءة، وأظهروا الشجاعة والبطولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى من أجل تحرير أراضيهم، أهنئكم جميعاً وأتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح».
من جهته أوضح شويغو، أن خسائر الجيش الأوكراني خلال الأسبوعين الماضيين بلغت 5469 شخصاً، من بينهم 2218 قتيلاً، كما تم تدمير 196 دبابة ومدرعة و12 طائرة مقاتلة ومروحية واحدة، كذلك فقد تم إسقاط 69 مسيرة، و6 منظومات صواريخ مضادة للطائرات، و97 قاذفة صواريخ متعددة، و166 قطعة مدفعية ميدانية وقذائف هاون، و216 مركبة عسكرية خاصة.
وأشار إلى أنه قد تم تحرير مساحة وقدرها 670 كيلومتراً مربعاً، لتصبح أكبر المدن في جمهورية لوغانسك الشعبية، ليسيتشانسك، تحت السيطرة الروسية بالكامل، حيث تجري الآن عملية نزع الألغام من المنطقة التي تمت السيطرة عليها.
كذلك بين شويغو أن القوات الأوكرانية تركت خلفها معدات وأسلحة من بينها 39 دبابة ومدرعة، و48 منظومة «جافيلين»، و18 صاروخ «ستينغر».
من جهة ثانية أكد رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، أمس الإثنين، أن روسيا لا يمكن عزلها فهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعالم ولديها العديد من الأصدقاء فيه.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن ميشوستين قوله في الجلسة العامة لمعرض «إنوبروم» المنعقد حالياً في مدينة يكاترينبورغ الروسية: «لدينا العديد من الأصدقاء في العالم، نحن نقدر ونحترم الجميع، وحقيقة أننا اجتمعنا معاً على هذه المنصة تؤكد مرة أخرى أنه لا يمكن عزل روسيا، نحن مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالعالم بأسره».
وأشار إلى أن العقوبات على روسيا غيرت النظام الحالي جذرياً، وهذا يتطلب من روسيا أن تبني سيادتها التكنولوجية في وقت قصير، وأن هناك تراجعاً في قطاعات معينة من الاقتصاد الروسي لكن التراجع لم يصل إلى مستوى حرج.
وقال: «لا يزال الاقتصاد الروسي في المنطقة الخضراء، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.5 بالمئة على مدى أول 5 أشهر من 2022 والإنتاج الصناعي نما بنسبة 3 بالمئة تقريباً».
وانطلقت أمس في مدينة يكاترينبورغ الروسية فعاليات معرض «إينوبروم» الدولي للصناعة تحت عنوان «التحول الصناعي، من التحديات إلى الفرص الجديد» بمشاركة ممثلين عن اثنتين وعشرين دولة.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن موسكو وكاراكاس متفقتان على أن قيام الولايات المتحدة بتجميد الأصول الخارجية لدول مختلفة هو سرقة صريحة.
ونقلت «روسيا اليوم» عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنزويلي كارلوس فاريا بعد مباحثاتهما في موسكو أمس الإثنين: «لقد اتفقنا على أن الإجراءات الأميركية لتجميد أصول الدول ذات السيادة والمودعة في الحسابات الخارجية، ليست سرقة صريحة بروح الغرب المتوحش، تستهدف أنظمة لا تعجبهم فحسب، لكنها أيضاً انتهاك صارخ للحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفنزويلي دعم حكومته لموسكو في العملية العسكرية الخاصة، التي تنفذها في أوكرانيا.
ميدانيا، أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها تواصل تكبيد الجيش الأوكراني خسائر جسيمة، وأن دفاعاتها الجوية أسقطت طائرة أوكرانية من طراز «سو25» فوق دونيتسك و8 مسيرات في مناطق متفرقة خلال يوم.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية أمس: «خلال اليوم الماضي أصابت القوات الجوية الروسية بأسلحة عالية الدقة، نقاط تمركز مؤقتة للواء الميكانيكي 92 ولواء المدفعية 40 التابعين للقوات الأوكرانية في مدينة خاركوف، حيث يوجد نحو 200 فرد وما يصل إلى 19 قطعة من المعدات العسكرية».
وذكر كوناشينكوف أن القوات الجوية الروسية دمرت بأسلحة عالية الدقة 7 مواقع قيادة، ومستودعين أوكرانيين للذخيرة والصواريخ والمدفعية في أراضي دونيتسك، وبطارية من راجمات الصواريخ «غراد»، إضافة إلى قوات ومعدات عسكرية في 16 منطقة.
وفي إطار مكافحة البطاريات، ضربت القوات الجوية الروسية أربع فصائل أوكرانية من راجمات الصواريخ في دونيتسك.
وأصابت الغارات الجوية والصاروخية والمدفعية الروسية خلال أول من أمس موقعي قيادة للقوات الأوكرانية، وثلاثة مستودعات للذخيرة في دونيتسك، فضلاً عن قوات ومعدات عسكرية في 61 منطقة.
من جانبه أوضح مساعد وزير خارجية جمهورية لوغانسك الشعبية، فيتالي كيسيليوف، أن وحدات الجيش الروسي تشن هجوماً على مدينة سيفيرسك من اتجاهين في آن واحد.
ونقلت وكالة «تاس» عن كيسيليوف قوله: «تتجه القوات حالياً إلى سيفيرسك من اتجاهين وخاصة أرتيوموفسك وهي الآن في منتصف الطريق إلى مدينة سيفيرسك».
وأشار إلى أن السيطرة على مدينة سيفيرسك ستسمح بمواصلة الهجوم على مدينتي كراماتورسك وسلافيانسك.
وأضاف: «إن مدينة سيفيرسك هي مفتاح لكراماتورسك وسلافيانسك، إذ إن سيفيرسك تعد اليوم نوعاً من آخر الحدود في نهاية سيناريو دونباس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن