قضايا وآراء

«جدار برلين» أوكراني

| هديل علي

يبدو أن قرار تقسيم أوكرانيا قد اتخذته الدول الغربية بمباركة أميركية، وبالطبع لاستكمال مخطط التقسيم السياسي للاتحاد الأوروبي كتكتل جيوسياسي اقتصادي.

المعلومات الواردة من الأجهزة الاستخباراتية الروسية تؤكد ذلك التوجه، والتي تشير إلى أن ما يسمى «وحدة حفظ السلام البولندية» التي تعمل غرب أوكرانيا، تعمل على خيار إنشاء دولة بالوكالة تسيطر عليها وارسو غرب البلاد، والتي ستكون «تحت حماية» القوات المسلحة البولندية، كما يجري بحسب المخابرات الخارجية الروسية النظر في مشروع لتشكيل منطقة عازلة من مناطق أوكرانيا الوسطى، والتي وفقاً للبولنديين، تتيح لهم تجنب الصدام المباشر غير المرغوب فيه مع روسيا، أي إن مستقبل أوكرانيا التقسيم إلى ثلاث مناطق – شرقية روسية ووسطى معزولة وغربية بوصاية بولندية أي أميركية، لنكون أمام «جدار برلين» جديد على الأراضي الأوكرانية.

النيات الغربية تجاه نظام كييف تغطيها كمية هائلة من عمليات التضليل وإعادة توجيه وتعبئة الرأي العام العالمي ضد روسيا، وخاصة أن الأنظمة الغربية ومن خلفها واشنطن جعلت من أوكرانيا مقبرة لأسلحتها القديمة والشواهد عديدة، بدءاً من الشاحنات المخصصة للطرق الوعرة التي وعد بتوفيرها الاتحاد الأوروبي، وليس انتهاء بالمدافع الستة ذاتية الحركة من طراز «بانزرهابيتز ٢٠٠٠» التي تعتزم ألمانيا وهولندا تزويد أوكرانيا بها، مروراً بناقلات الجند المدرعة نوع فاب مع أسلحتها التي وعدت بها باريس، وطبعاً هذه الناقلات بحسب التقارير العسكرية، هي ناقلات من قواعد التخزين التابعة للجيش الفرنسي ومضى على عمرها ما يقرب أربعة عقود من الزمن.

اللافت للنظر أن أضعاف هذه الوعود الغربية بدعم نظام كييف عسكرياً فيما لو تحققت لن تقلب المعادلة أمام موسكو، الماضية بتحقيق أهدافها بثبات واتزان منقطع النظير.

أوكرانيا ضحية غربية جديدة تضاف إلى سجل هائل من الضحايا نتيجة السياسات اللامنطقية للغرب الذي لا يهتم سوى بمصالح واشنطن على حساب مصالح شعوبه حتى التي تعاني كثيراً الآن وستزيد معاناتها أضعافاً مضاعفة مع مرور الوقت بسبب تلك السياسات كما كل شعوب العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن