سورية

السفير تهامي: نتطلع لاستعادة سورية دورها العربي والإقليمي والدولي … دمشق تحتفي بالأمير عبد القادر الجزائري في الذكرى الستين لاستقلال الجزائر

| سيلفا رزوق

أكد سفير الجزائر في سورية لحسن تهامي أن العلاقات الجزائرية- السورية اتسمت دوماً بالتميز بما تعرفه وإلى الآن من تلاحم شعبي، وحرص متواصل من قبل القيادتين في البلدين على تعزيز جسور التواصل والتشاور والتنسيق، مؤكداً دعم بلاده للجهود الأممية الرامية لحل الأزمة في سورية، بالحوار بين السوريين دون أي تدخلات أجنبية، وبما يضمن سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وتطلع الجزائر إلى استعادة سورية دورها العربي والإقليمي والدولي.

وفي كلمة له خلال الفعالية التي نظمتها سفارة الجزائر بدمشق بالتعاون مع مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري الدولية للثقافة والتراث بسورية حول الأمير عبد القادر اعتبر السفير تهامي أن هذه الذكرى بقدر ما هي غالية على الجزائريين فهي كذلك غالية على كل مناضلي الحرية في وطننا العربي وعبر العالم، وخاصة عندما تقترن المناسبة باستذكار شخصية المجاهد الجزائري الفذ الأمير عبد القادر الذي كان له فضل زرع بذرة النضال والكفاح ضد المستعمر، ووضع الأسس الصلبة للثورات التي اشتعلت بعده في كل ربوع الوطن وانتهت بحرب تحريرية حاسمة، بزغت بها شمس الحرية والاستقلال.

السفير الجزائري أهدى إحياء هذه الفعالية على أرض سورية الشقيقة، إلى ذكرى ملايين التلاميذ والطلاب السوريين الذي دأبوا، كل صباح ولسنوات عديدة إبان ثورة التحرير الجزائرية، على تحية العلم السوري مقرونة بالنشيد الوطني الجزائري، فظلت الجزائر حاضرة في ضمير السوريين، حيث عززت إقامة الأمير عبد القادر في دمشق من الرصيد التاريخي، وقال: «اللقاء بكم هو تعبير صادق منا وعرفان لما قدمته مختلف الشعوب العربية من دعم ومساندة للشعب الجزائري في كفاحه الطويل وفي ثورته التحريرية المجيدة، وهو في الوقت نفسه تطلع منا إلى استخلاص العبر من محطات تاريخنا المشترك المجيد، بالتركيز على القيم الحضارية التي حصنت دوماً تضامننا وتآزرنا في السراء والضراء، وهو الهدف الذي تعمل عليه الجزائر التي تتهيأ لاستضافة القمة العربية المقبلة، في ظل التطورات الجذرية التي تعرفها الساحة الدولية».

ولفت السفير تهامي إلى أن الأمير عبد القادر ترك إرثاً لازال شاهداً على شجاعته وحكمته وأخلاقه العالية، واس تمرت مكانة آل الجزائري حيث لعب أولاده وأحفاده وإخوته أدواراً محورية بتاريخ دمشق والمنطقة، وتفاعل الجزائريون الذين عاشوا في سورية مع أحداث هذا البلد الشقيق، وانخرطوا بحياته الاجتماعية والثقافية فأثروا بالمجتمع السوري المضياف وأثروا فيه، وأصبح الاندماج التام بين الجزائريين والسوريين هو الصخرة المتينة التي قامت عليها العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، والتي تجلت في الدعم السوري للثورة التحريرية المجيدة في الجزائر، ودعم الجزائر للجهود الأممية الرامية لحل الأزمة في سورية، بالحوار بين السوريين دون أي تدخلات أجنبية، وبما يضمن سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتطلع الجزائر إلى استعادة سورية دورها العربي والإقليمي والدولي.

وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد أكد بدوره أن الإسلام هو ما كان في الشام، لذلك احتضن المسيحيون المسلمين في الشام وبالعكس، فالكنائس تتعانق مع المساجد وسورية هي يد واحدة وأصحاب الفتنة هم الأتراك العثمانيون الذين جاؤوا ليحرقوا بلادنا تحت شعار إسلامي كما فعل «الداعشيون»، والجزائر عانت كما عانت سورية وكما هي الجزائر بلد المليون شهيد فإن سورية بلد مئات آلاف الشهداء.

الوزير السيد أكد أن سورية لا تختصر بحقبة جاءها العثمانيون حيث قلدوا الإسلام كما فعل «الداعشيون» اليوم، معتبراً أن تاريخ الجزائر يشترك مع تاريخ سورية وهذا التاريخ انصهر وعبر عنه الأمير عبد القادر الجزائري الذي اختار دمشق وهو يواجه الاستعمار الفرنسي، وتنفس الهواء السوري الدمشقي وتنفس الهواء الإسلامي والمسيحي.

من جهته تحدث جوزيف زيتون ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، عن سياسة والي العثمانيين أحمد باشا والدسائس التي حاكها والتي تسببت بفتنة دمشق عام 1850 والتي هدفت للقضاء على مسيحيي دمشق، مشيراً إلى دور الأمير عبد القادر الجزائري الرجل الوطني والقومي المؤمن وما كان له من دور في حماية المسيحيين من دسائس العثمانيين الأتراك.

المشرف العام على مجمع أحمد كفتارو مدير مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري الدولية للثقافة والتراث بسورية محمد شريف الصواف، أشار إلى أننا اليوم نعيش حالة مشابهة لما جرى في حقبة الأمير عبد القادر الجزائري فهم يريدون تشويه الإسلام والقول: إنه لا يتناسب مع ما تعيشه الإنسانية من تقدم، معتبراً أن الأمير عبد القادر صنع معجزة ثقافية علمية في مفهوم عن الخطاب الجامع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن