رياضة

جديد الموسم القادم 2022-2023 في الدوريات الأوروبية الكبرى (1) … عودة أبطال كلاسيكيين إلى البوندسليغا والليغ آن .. فوريست بعد 23 عاماً وأوكسير بعد عقد كامل

| خالد عرنوس

تستعد الأندية الأوروبية لانطلاق الموسم الجديد بعد نحو شهر من الآن وذلك من خلال عودتها إلى التمارين والتجمع عقب الموسم الذي امتد حتى منتصف الشهر الفائت وسيكون الموسم القادم 2022- 2023 استثنائياً بكل المقاييس ذلك أنه سيتوقف مطلع شهر تشرين الثاني من أجل إتاحة الفرصة لإقامة أول بطولة لكأس العالم مع نهاية الخريف بعدما تعوّد العالم على إقامتها في الصيف، وينتظر عشاق الأندية في القارة العجوز بشغف لعودة عجلة البطولات المحلية والقارية ولاسيما أولئك الذين يحبون بعض الأندية التي عادت هذا الموسم إلى الأضواء في بلادها وبعضها قبع في الدرجات الدنيا لسنوات طويلة كنادي مثل كريمونيزي الإيطالي وبعضها لم يغب طويلاً في الدرجة الثانية مثل فولهام الإنكليزي الذي قضى موسماً واحداً في الدرجة الأولى، أسماء كبيرة وعريقة وأبطال ضمتها قائمة العائدين وبالمقابل احتوت على أندية عريقة دون أي إنجازات، فمن هم الضيوف الجدد على الدرجات العليا في الدوريات الخمسة الكبرى؟.. نتابع بالسطور الآتية بعضاً من قصص وتاريخ بعض الصاعدين أو العائدين.

أبطال عائدون

بعيداً عن سطوة بايرن ميونيخ هناك العديد من الأندية الأخرى الكبيرة أو بشكل أدق كتبت تاريخها الخاص في بطولات الكرة الألمانية وللمصادفة فإن عدداً كبيراً من هذه الأندية التي سبق لها التتويج بلقب الدوري هناك كان حاضراً في دوري الدرجة الثانية للموسم المنصرم بعد هبوط شالكه وبريمن ولحاقهما بهامبورغ الذي سبقهما من الدرجة الأدنى وهناك أيضاً نورنبرغ وكارلسروه وهانوفر وقد تنافس أول ثلاثة على بطولة الموسم في بحث كل منها عن عودة سريعة إلى البوندسليغا وبالفعل احتلت الأندية الثلاثة المراكز الثلاثة الأولى على الجدول فصعد شالكه ووصيفه فيردربريمن مباشرة إلى الأضواء على حين اضطر الثالث هامبورغ لخوض مباراتي ملحق أمام هيرتا برلين حيث فاز ذهاباً في برلين بهدف قبل أن يسقط بملعبه بهدفين فتأجل حلم العودة إلى الأضواء لهامبورغ الذي كان آخر من هبط إلى الدرجة الثانية من بين الأندية التي بدأت الموسم الأول للبوندسليغا 1963- 1964.

ويعد فيردربريمن أحد أقدم أندية ألمانيا التي مازالت قائمة حتى الآن فقد تأسس عام 1889 وسبق له أن توج بلقب البوندسليغا 4 مرات أولها عام 1965 وآخرها عام 2004، وفاز بالكأس 6 مرات آخرها عام 2009، وأوروبياً استطاع الفريق الملقب بالأخضر والأبيض (لون لباسه) التتويج بكأس الكؤوس الأوروبية عام 1992 وحل ثانياً في بطولة اليورباليغ 2009 ويومها حل ثانياً في الدوري كأفضل مركز قبل أن يهبط في موسم 2020- 2021 إلى الدرجة الثانية وهو هبوطه الثاني تاريخياً بعدما هبط عام 1980 للمرة الأولى، ويشرف على تدريب الفريق الشاب أولي فيرنر البالغ من العمر 34 عاماً وقد تسلم الإشراف عليه قبل بداية الموسم الفائت.

ولا يقل شالكه شأنا عن بريمن مع فارق أنه توج بلقب الدوري 7 مرات كلها قبل عهد البوندسليغا و5 مرات بلقب كأس ألمانيا آخرها 2011، واستطاع الظفر بكأس اليوروباليغ عام 1997، وتأسس الفريق الملقب بـ«الرويال بلوز» أي الأزرق الملكي عام 1904 ويشرف عليه المدرب فرانك كرامر قادماً من أرمينيا بيليفيلد علماً أنه بدأ الموسم الماضي تحت إشراف المدرب اليوناني ديمتريوس غراموزيس وقد أقبل في آذار الماضي ليتسلم الفريق مؤقتاً مايك بوسكينس.

كان يا ما كان

تستحق حكاية نوتنغهام فوريست الإنكليزي العائد إلى البريميرليغ أن تروى ولو باختصار، فهذا النادي الذي توج بكأس الاتحاد الإنكليزي أواخر القرن التاسع عشر (1898) ثم عام 1959 حل ثانياً في الدوري عام 1967 لكنه هبط إلى الدرجة الثانية بعدها بخمس سنوات وبقي هناك خمس سنوات أخرى قبل أن يعود إلى الدرجة الأولى مع نهاية موسم 1976- 1977 من بوابة المركز الثالث، وفي الموسم التالي كتب بداية القصة المثيرة عندما فاجأ الجميع بتتويجه بطلاً للدوري الإنكليزي على حساب قطبي مدينة ليفربول وبفارق 7 نقاط عن بطل الموسم السابق ليفربول و9 نقاط عن إيفرتون.

الجميع اعتبر ما حققه الفريق بقيادة تريفور فرانسيس وتوني وودكوك وفيف أندرسون بقيادة المدرب نايجل كلوف معجزة كروية لكن المعجزة لم تتوقف عند هذا اللقب الذي بقي وحيداً في خزائنه حتى الآن بل امتدت إلى القارة العجوز فقد توج فوريست بكأس دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي 1978- 1979 وبطلاً للسوبر الأوروبي على حساب برشلونة ثم احتفظ بالكأس ذات الأذنين في الموسم التالي 1979- 1980 وحل وصيفاً لبطل الدوري، وبدأت رحلة التراجع حتى الموسم الأول للبريميرليغ الذي سجل عودته إلى الدرجة الثانية لكنه ما لبث أن صعد إلى الدرجة الممتازة بعد موسم لكنه هبط مجدداً مع نهاية موسم 1996- 1997.

ومرّ نوتنغهام خلال هذه السنوات بمرحلة من التخبط حتى أنه هبط إلى الدرجة الثانية (الثالثة عملياً) وبقي فيها ثلاثة مواسم قبل أن يعود عام 2008 إلى الدرجة الأولى، واليوم بعد نحو ربع قرن هاهو يصعد إلى البريميرليغ من جديد بعدما أنهى الموسم المنصرم رابعاً الشيء الذي أتاح له خوض الملحق فتجاوز شيفيلد يونايتد بركلات الترجيح بعد تبادلهما الفوز بنتيجة 2- 1 قبل أن يهزم هيدرسفيلد تاون في نهائي الملحق بهدف.

نوتنغهام تأسس عام 1865 ويملك ملعب سيتي غروند الذي يتسع لنحو 30 ألف متفرج، ويشرف على تدريبه ستيف كوبر منذ صيف 2021 وسبق لهذا المدرب أن توج مع منتخب إنكلترا للناشئين (تحت 17 سنة) بكأس العالم 2017.

هبوط وصعود

كما معظم الأندية في بلاد مهد كرة القدم يعتبر فولهام بطل الدرجة الأولى (الشامبيونشيب) من الأندية العريقة فقد تأسس عام 1879 أي أنه يبلغ من العمر 143 عاماً ومع ذلك فهو من الأندية الصغيرة في بلاده فلم يسبق له أن توج بأي لقب محلي على عكس أندية العاصمة لندن التي ينتمي إليها، وقد أخفق مراراً وتكراراً بتسجيل إنجاز كبير فتكسرت أحلامه بلقب كأس إنكلترا عندما خسر نهائي 1975 أمام جاره ويستهام وحتى عندما امتد أوروبياً في عهد مالكه المصري محمد الفايد لامس لقب اليوروباليغ 2010 لكنه خسر أمام أتلتيكو مدريد بالتمديد 1- 2، وتعد فترة الفايد وما بعدها ذهبية لهذا الفريق فقد دأب على الظهور في البريميرليغ على مدار 14 موسماً قبل أن يهبط في 2014، وقبع في الدرجة الأولى أربعة مواسم عاد بعدها من بوابة الملحق، ومنذ ذلك الحين بدأت حكاية الهبوط والصعود كل موسم فما لبث أن هبط عام 2019 لكنه صعد بعد موسم واحد عبر الملحق كذلك، ومن ثم هبط مجدداً عام 2021 بعدما حل بالمركز الثامن عشر، وهاهو فولهام يعود هذا الموسم إلى الدرجة الممتازة بصورة البطل بعدما أحرز لقب دوري الدرجة الأولى برصيد 90 نقطة.

فولهام الذي يملكه رجل الأعمال الباكستاني شاهد خان منذ 2013 يحاول البقاء هذه المرة في الدرجة العليا ويقود هذه الحملة المدرب البرتغالي ماركو سيلفا الذي قاد رحلة الصعود الأخيرة ويمتلك خبرة جيدة في إنكلترا فقد درب هناك هال سيتي وواتفورد وإيفرتون بين 2017 و2019.

ممثل الجنوب

ولا تختلف قصة بورنموث وصيف الدرجة الأولى عن بطلها فولهام فقد تأسس عام 1899 لكنه عاش جلً مسيرته بين الدرجات الدنيا في الكرة الإنكليزية ولم يعرف الدرجة الممتازة سوى موسم 2015- 2016 عندما صعد إليها للمرة الأولى وبقي فيها خمسة مواسم لم يصل خلالها إلى النصف الأعلى من الجدول إلا في موسم 2016- 2017 عندما أنهاه بالمركز التاسع وحل في المركز الثامن عشر مع نهاية موسم 2019- 2020 ليهبط إلى الدرجة الأولى، وهاهو الفريق الآتي من أقصى الجنوب الإنكليزي والملقب بـ«الكرز» يعود إلى الأضواء مجدداً في محاولة لكتابة تاريخه الجديد مع البريميرليغ على أمل النجاح في البقاء فترة أطول من الأولى، ويدرب الفريق الإنكليزي الدولي السابق سكوت باركر (41 عاماً) منذ صيف 2021ويعود له الفضل في إعادة الفريق إلى البريميرليغ وسبق له أن درب فولهام لمدة عامين.

بطل يعوض الزعيم

في فرنسا لم يكن صعود أوكسير سوى تعويض بسيط عن هبوط الزعيم سانت إيتيان وقد جاءت فرحة أوكسير على حساب الأخضر العريق بالذات بعدما أجبرا على خوض الملحق، الأول باعتباره ثالث الدرجة الثانية في حين الثاني احتل المركز الثامن عشر بالليغ آن، وابتسمت ركلات الترجيح لأوكسير عقب تعادلهما بهدف لمثله ذهاباً وإياباً، ليعود أوكسير بعد غياب عشر سنوات عن الأضواء، ويعد أوكسير من الأندية العريقة في بلاد العطور حيث تأسس عام 1905 وسبق له أن توج بطلاً لليغ آن موسم 1995- 1996 ويومها توج كذلك بطلاً لكأس فرنسا علماً أنه توج بطلاً للمسابقة في ثلاث مناسبات أخرى آخرها 2005.

ولا يحتل فريق أجاكسيو مكانة رفيعة في الكرة الفرنسية بسبب عدم تتويجه بأي بطولة كبرى رغم أنه يبلغ من العمر 112 سنة فلم يظهر في الدرجة الأولى سوى خلال 13 موسماً منها ثمانية مواسم في الألفية الثالثة وآخرها موسم 2017- 2018 وقد أنهى الموسم الماضي بالمركز الثاني، أما مدربه فهو أوليفير بانتالوني الذي يشرف عليه منذ عاماً 2014 الذي سبق له أن قضى ستة مواسم لاعباً في صفوفه بين 1994 و2000.

أما بطل الدرجة الثانية في الموسم المنصرم والصاعد الثالث تولوز فهو أحد أحدث الأندية الفرنسية الموجودة حالياً بالدرجة الأولى فعمره لا يتجاوز 52 عاماً وقد تأسس في العام ذاته الذي ظهر فيه باريس سان جيرمان لكن شتان بين الفريقين، فتولوز لم يعرف التتويج بأي لقب على مستوى الكبار محلياً رغم خوضه منافسات الدرجة الأولى في 32 موسماً آخرها موسم 2019- 2020، أما مدربه الحالي فهو الفرنسي فليب مونتاني البالغ من العمر 57 عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن