رياضة

أمراض واستعراض

| مالك حمود

فجأة يكتشف البعض أن سلتنا ليست بخير..!

هذا الكلام قاله من سبقهم لكونهم الأقرب إلى الواقع وأوجاعه وتفاصيله. لكنهم لم يقتنعوا بهذا الكلام وأصروا على إمكانية التغيير وإحداث نقلة تطويرية، ونهضة تنموية في كرة السلة السورية. وعندما صارت بأيديهم زمام الأمور يعودون للاكتشاف المكشوف سابقاً نفسه!

ما حصل مع منتخبنا في صالة الحمدانية أمام إيران كشف عيوباً كثيرة، فالمنتخب الذي بقي يلعب ويفوز خارج أرضه، اليوم يخسر مبارياته الثلاث على أرضه وأمام كل فرق مجموعته.

منتخبنا ضرب رقماً قياسياً بتغيير مدربيه. وهو الوحيد بين المنتخبات الذي لا يعرف أو يتعرف عليه مدربه إلا قبل المباراتين بأيام قليلة.

منتخبنا يواصل هبوط خطه البياني في الآونة الأخيرة، رغم خوضه آخر مباراتين على أرضه وأمام جمهور حلب الكبير الذي ساندته مجموعات من بعض المحافظات، متحملة السفر وبعد المسافات.

منتخبنا صار يخسر بفارق (35) نقطة على أرضه وأمام جمهوره، ولا أظن أن منتخبنا قد تعرض بتاريخه للخسارة على أرضه بهذا الفارق، واليوم يأتي من يعيد الاكتشاف بأن سلتنا ليست بخير..!

من يرد التبرير بأن هذا المنتخب هو نتاج للسنوات الماضية، فإن منتخب الناشئات الذي تميز في البطولة الآسيوية الأخيرة، أيضاً كان نتاجاً للسنوات الماضية. بل إن كل لاعبة فيه كان عمرها بداية الأزمة أقل من (6) سنوات. ما يعني أن هذه المجموعة من اللاعبات تعلمت كرة السلة خلال الأزمة، وبالتالي فإن سلتنا تملك الخامات، لكنها تفتقد طريقة التعامل معها في أهم المحطات.

المصيبة في تركيز الاهتمام على منتخب الرجال والصرف عليه بأموال طائلة، واللهاث وراء اللاعبين القادمين من الخارج، وتناسي الاهتمام بالقواعد الكفيلة برفد المنتخب الأول بعشرات اللاعبين المميزين، فيما لو تم العمل عليهم بطريقة صحيحة وسليمة، ولو كانت الأمور كذلك لما شاهدنا منتخبنا للناشئين يتعرض لأربع خسارات متتالية وثقيلة في مبارياته الأربع التي خاضها في بطولة غرب آسيا الأخيرة، في الوقت الذي راحوا فيه يتغنون بالفاينال وجماليته وخطوة استقدام الأجانب التي أحدثت نقلة نوعية في كرة السلة السورية، من دون أن يسألوا أنفسهم بأن الدوري القوي يجب أن يثمر عن منتخب قوي، فأين سلتنا مما يتحدثون؟!

ما حدث في الفاينال مجرد حفلة استعراض، لكنها لم تنجح في التغطية على بقية الأمراض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن