رياضة

خسارتان متتاليتان لمنتخبنا الأول بكرة السلة … بلكمة من البحرين وصفعة من إيران سلتنا في خبر كان

| مهند الحسني

صبرنا طويلاً وصمتنا على مضض خشية على تحضيرات المنتخب وتركيز لاعبيه في المراحل الحاسمة من التأهل، ورغم المؤشرات الكثيرة والمظاهر الواضحة للخلل في بوصلة الإعداد، فقد تجاوزنا تجاهل اتحاد كرة السلة لكل هذه الإشارات ورفضه لتصحيح مسار المنتخب، واستمراره بالتعنت في رفض أي تصحيح أو تصويب أو مراجعة للمقدمات التي أدت إلى نتائج مهينة بحق السلة السورية وجمهورها، وما صرف عليها.

فبعد إنفاق المليارات لتحضير المنتخب والمعسكرات الخارجية بين هنا وهناك، والفرار المتكرر من المنافسات القوية أمام الاختبار الذي لابد منه، ولا مجال لتبرير الغياب عنه، سقطت الوعود والعهود التي سوّقها اتحاد كرة السلة للجمهور بأن عهد الهزائم قد ولّى، وبأن شخصية جديدة ستعيشها المنتخبات الوطنية، فشهدنا فعلاً شخصية جديدة بفضل إستراتيجيات التنظير والتبرير، وظهر المنتخب بائساً خانعاً مستسلماً غير مكترث لجمهوره الذي خرج عن طوره وانضباطه نتيجة الاستهتار والتهاون على أرض صالة الحمدانية، والتي كان من المفترض أن تكون موقعة للذكرى والتاريخ بفوز متوقع على البحرين، وآخر مأمول على إيران ليصفع خد أحلامنا الأول منتخب البحرين بفوزٍ مستحق على ظل منتخبنا، ونتلقى الصفعة الثانية الأكثر إيلاماً من منتخب إيران بفوز حاسم وقاس لم يترك لنا خلال المباراة بصيص أمل، أو فسحة تنفس ليجهز منتخب البحرين الطامح على آخر أنفاسنا بفوزه الجريء والصريح على منتخب كازاخستان الذي عجزنا عن مجاراته أو الفوز عليه لا في صالاته ولا في صالتنا، أما عن الخسارة فلها أسباب ومسببات كثيرة سنأتي على ذكر بعضها ونناقش بعضها الآخر لاحقاً.

بروباغندا الدوري

نسي أو تناسى اتحاد كرة السلة أهمية استحقاق التأهل والنوافذ، وغرق مع اللاعبين في منافسات طاحنة ضمن مباريات دوري البلاي أوف الذي لم يكن توقيته متناسباً مع جدول تحضير المنتخب، أو مع قدرات اللاعبين المنهكين الساعين لإرضاء جماهير أنديتهم المشحونة، وفات اتحاد كرة السلة أن أي إصابة طفيفة قد يتعرض لها أي لاعب لن يتمكن من علاجها، وبأن الحالة البدنية للاعبين لن تكون في أفضل حالاتها عند الوصول إلى نافذة التأهل، فاشترى الاتحاد الهدف الثانوي بهدر الهدف الأهم، وصفق مدرب المنتخب المنتفع لهذا البرنامج المتعارض مع ضرورات التحضير في حالة مستغربة تعكس مقدار استهتاره بتحضير اللاعبين وتجاهله لمتطلبات التأهل الذي تعامل معه وكأنه مضمون في الجيب، وفات المدرب الإسباني خافيير بأنه لم يحقق أي فوز رسمي خلال توليه مهامه باستثناء الفوز الباهت على منتخب البحرين في النافذة الثانية، وحصل على محصلة شبه صفرية في عدد مرات الفوز، ولأن اتحاد كرة السلة مليء بالأساطير والنجوم والفنيين والخبراء والحكماء والفقهاء فلم يجد المدرب أي شخص يعيده إلى رشده، ويذكره بالهدف الأساسي لتكليفه بتدريب المنتخب، وهو التأهل إلى النهائيات.

إصابات واعتذارات وغيابات

بين ضغط منافسات البلاي أوف وضيق فترة تحضير المنتخب تكررت حالات إصابات اللاعبين، والأمر لا يخرج عن أحد احتمالين: الأول عدم تناسب برنامج التحضير مع الحالة البدينة للاعبين، والحمل الزائد خلال التدريبات الذي أدى إلى تكرار الإصابات، وحالة الإنهاك الظاهرة على اللاعبين خلال المباريات، أما الاحتمال الآخر والأقل ترجيحاً وهو ضعف الرعاية الطبية للاعبين وفقدان مستلزمات التغذية والعلاج لتعويض الجهد والإرهاق المبذول من طرفهم.

خرابيش الانتقاء والاستبعاد

ظن البعض أن قائمة اللاعبين المدعوين للمنتخب تعكس فلسفة عميقة للمدرب، ورؤية ثاقبة تسبق قدرات المحيطين به، وبأنه يرى ما لا نراه، أما البعض الآخر فقد شخَّص القائمة على أنها أجندة لمصالح البعض بإقصاء هذا واستدعاء ذاك، والبعض الآخر صنف القائمة على أنها تصفية حسابات على خلفية نتائج البلاي أوف ومعاركه ليثبت لاحقاً أن هذه القائمة هي خلاصة عمل مدرب غائب عن اللاعبين اكتفى بالتنزه وحضور بعض المنافسات، وأمضى وقته مع المنتخب كضيف لا تعنيه طموحاتنا، ولا أحلامنا، وبأن أولوياته هي لدولاراتنا، وبأن الدوري السوري ومنافساته ومتابعة اللاعبين لا تهمه ما دام الطقس مشمساً في إسبانيا، والدولارات تحوّل إلى حسابه حضر أم لم يحضر، فجاءت الانتقاءات بصدمات عبثية، فلاعب لا يشارك أساسياً في ناديه، أو يلعب دقائق محدودة يستدعى على حساب آخر كان نجماً بحيويته وجديته وفاعليته، وتم إخلاء المنتخب من العامل الأساسي الذي يميزنا على منتخب البحرين باللاعبين طوال القامة، والاكتفاء بعدد محدود جداً من اللاعبين في المراكز 4-5.

تجنبت ذكر أسماء اللاعبين فيما سبق، ولكن عندما يصل الأمر إلى إقصاء اللاعب عبد الوهاب الحموي عن المنتخب بداعي الإصابة أو غيرها، فلابد من وقفة جدية نراجع فيها أسباب غيابه وأهمية وجوده مع المنتخب، أو نتحقق من فترة شفاء الإصابة، وهل تابع المدرب وطبيب المنتخب إصابات اللاعبين خلال منافسات البلاي اوف تجنباً لمفاجآت غير سارة بحجم مفاجأة غياب عبد الوهاب عن المنتخب، وهل يجب أن نستمر بنفي الأسباب التي تداولها البعض من أن غياب عبد الوهاب لم يكن بداعي الإصابة بل لأسباب يعلمها تماماً القائمون على اتحاد كرة السلة لكنهم فضّلوا تجاهلها ووضعها في غياهب النسيان.

إخفاق نموذج مدرب النوافذ

إذا كان الاتحاد مصراً على صحة وجهة نظره بعدم التعاقد مع المدرب بعقد سنوي والاكتفاء بنظام الحساب بالقطعة وعلى مبدأ الجود بالموجود، فإن مسؤولية تناوب المدربين خلال الفترات المتتابعة يتحملها اتحاد كرة السلة وحده دون غيره، ويتحمل مسؤولية اضطراب التحضيرات والانتقاء والقراءة للمباريات والمنافسة، فلا يكاد المدربون يتعرفون إلى مدرب حتى يغادر لسبب أو لآخر، ولا يكاد المدرب يتفهم ظروف سورية وإمكانيات لاعبيها حتى نفاجأ برحيله في ملف عنوانه الفشل الإداري الكامل، وإذا كانت ميزانيتنا لا تتحمل عقداً سنوياً لمدرب المنتخب، فالأفضل عدم هدر المال على منظومة القطعة، والاعتماد على أفضل خيارات المدربين الوطنيين ودعمهم لأنهم في أسوأ حالاتهم لن يقدموا إلا منتخباً مهزوزاً وضعيفاً بمستوى ما شاهدناه مع صاحب الاسم الإسباني(خافيير).

للحديث تتمة وبقية، والاعتذار للجمهور الذي خذله اتحاد كرة السلة بعدما تسوّق له بضائع كاسدة بغلافات جديدة، وساق الوعود بكرة سلة عصرية، فجاء المنتخب بأداء يشبه كل شيء إلا كرة السلة.

وداعاً لأحلام منتخباتنا الوردية، ومرحباً بداحس وغبراء في منافساتنا المحلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن