شكاوى عديدة تلقتها «الوطن» من أهالي بلدات عرمان وبهم وقيصما حول معاناتهم مع تأمين مادة المازوت لزوم تشغيل آبارهم الخاصة لسقاية مزارعهم رغم اعتماد الكثير منهم على الطاقة البديلة لتشغيلها، إلا أن عمليات الري وبحسب ما أشاروا إليه لا يمكن إتمامها ليلاً على الطاقة البديلة الأمر الذي يجعل من عملية تأمين المازوت ضرورة حتمية وخاصة أن التقنين الكهربائي الطويل حال دون مساعدتهم في ري كل المساحات المزروعة بالكميات المطلوبة من المياه.
ضرورة تأهيل وصيانة طريق خضرة الزراعي الذي يخدم آلاف الدونمات الزراعية للمحاصيل الحقلية إضافة إلى العشرات من مزارع الخضار الصيفية والشتوية؟
كما لفت أصحاب مزارع في البلدات الثلاث إلى توجههم بطلب إلى محافظ السويداء نمير مخلوف خلال لقائهم الأخير بضرورة دعم مزارعهم بمادة المازوت ليتسنى لهم إكمال العمل ضمن خطتهم الزراعية التي بدأت في أيار الماضي حيث تم الوعد بمعالجة الموضوع بشكل عاجل.
وأشار المزارعون أصحاب الشكاوى إلى سوء الطريق جراء ما يعانيه من تكسير وتحفير عجزت معهما كل الآليات سواء الجرارات أو الحصادات وحتى سيارات نقل الخضار من الوصول إلى الأراضي والمزارع مؤكدين مطالبتهم بصيانة الطريق المذكور لسنوات عديدة ولكن دون جدوى مشيرين إلى أنه تم لحظ الطريق ضمن خطة تأهيل الطرق الزراعية إلا أن التنفيذ ما زال حبراً على ورق.
كما أشار أصحاب مزارع الخضار والتي من المفترض تخديمها عبر تلك الطريق عجزهم عن إقناع أصحاب سيارات نقل الخضار من الوصول إلى مزارعهم لنقل إنتاجهم لتسويقه جراء الوضع المتردي للطريق ما دفعهم إلى استخدام الطريق الرئيسي لبلداتهم علماً أن طريق خضرة وفي حال تمت صيانته سيختصر عليهم عشرات الكيلومترات وسيوفر عليهم أجور النقل المرتفعة.
بدوره رئيس بلدية قيصما التي تتبع لها قرية بهم أنور الأطرش أكد لـ«الوطن» أن غياب الطرق الزراعية شكل معاناة كبيرة للمزارعين في المنطقة وخاصة مزارعي طريق بهم-عرمان والمسمى طريق خضرة والذي يعاني التكسير والتحفير على الرغم من وجود أكثر المشاريع في هذه المنطقة لافتاً إلى أن المساحات المهيأة للزراعات المروية على جانبي الطريق تتراوح بين 850 إلى 1000 دونم من البندورة و400 دونم من البازلاء وأكثر من 400 دونم من الباذنجان والخيار والفليفلة إضافة إلى أكثر من 400 دونم من الخضار الأخرى.
ولفت الأطرش إلى معاناة أصحاب المزارع لم تقتصر على الطريق الزراعي حيث تكمن المعاناة من نقص المحروقات، الأمر الذي دفع المزارعين إلى الطاقة البديلة ولكن المشكلة أن الطاقة البديلة لا تعمل إلا بالنهار ولقد تم حرمان كل مزارع لديه طاقة بديلة من مادة المازوت، مؤكداً ضرورة دعم المزارعين بالمادة للتخفيف قدر الإمكان من معاناتهم خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج الأخرى، منها السماد الطبيعي الذي كان سعر المتر المكعب منه في العام الماضي 50000 ل.س، على حين وصل هذا العام إلى 250000 ل.س، كما سجل سعر كيلو النايلو في هذا العام 12000 في حين لم يتجاوز سعره العام الماضي 3 آلاف ليرة، هذا فضلاً عن سعر صناديق تعبئة الخضار التي باتت أسعارها فلكية هي الأخرى.
بدوره عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة بسام عامر أوضح لـ«الوطن» أن صيانة طريق خضرة مطلب حق وخاصة أنه يخدم الكثير من الأراضي الزراعية ومزارع الخضار في المنطقة، موضحاً أن صيانة الطريق المذكور والبالغ طوله نحو 7 كيلومترات مرتفعة جداً، حيث تصل إلى مليار و600 مليون ولا يمكن رصد كامل المبلغ في ظل الشح بالاعتمادات المالية التي تم تخصيصها لتنفيذ الطرق الزراعية على ساحة المحافظة.
وأكد عامر أنه تمت إحالة إضبارة الطريق إلى مديرية الخدمات الفنية في المحافظة للقيام بالكشف والإعادة لتقدير التكلفة لمد قميص أسفلتي ولو على مراحل بحيث يتم تخفيف العبء على المزارعين في القرى التي يخدمها طريق خضرة.