مسؤول أممي ينتقد التباين الغربي في معاملة لاجئي أوكرانيا وسورية … وفاة سوري غرقاً في «المتوسط» خلال رحلة لجوء
| وكالات
بينما توفي عدة أشخاص بينهم سوري غرقاً في البحر المتوسط خلال رحلة لجوء إلى الدول الأوروبية، أكد رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سورية، باولو بينيرو، أن التباين في التعامل الغربي بين اللاجئين السوريين ونظرائهم الأوكرانيين يثير الإحباط.
وذكر «الهلال الأحمر» الليبي في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن السلطات المحلية في مدينة الزاوية الساحلية تلقت أخباراً بوجود 3 جثث في ميناء مرسة دبلة.
وأشار إلى أنه على الفور اتجه فريقه إلى المكان وقام بانتشال الجثث وتسليمها إلى دار الرحمة بمستشفى الزاوية التعليمي، لافتاً إلى أن اثنتين من الجثث تعود لطفلين ليبيين لمّا يتجاوزا الــ15 عاماً والجثة الثالثة لشاب سوري الجنسية.
وقبل أسابيع، قالت البحرية الليبية إن دوريات خفر السواحل تمكنت من انتشال جثث أربعة مهاجرين «ثلاث نساء ورجل» وإنقاذ 12 آخرين جميعهم سوريون، فيما بقي ثلاثة مفقودين، بعدما انقلب قارب يقلّ مهاجرين غير قانونين شمال غرب ليبيا.
في الأثناء أوضح بينيرو، حسب موقع «يورونيوز» المعني بأخبار أوروبا، أنه لا ينتقد تقديم المساعدات من قبل الدول الغربية للاجئين في أوكرانيا، لكنه يأسف للتمييز بين اللاجئين السوريين واللاجئين الأوكرانيين.
وأظهرت الأزمة الأوكرانية البون الشاسع في التعامل الغربي مع ملف اللاجئين الأوكران مقارنة بالسوريين، إذ فتحت الدول الأوروبية أبوابها على مصراعيها للأوكرانيين، وفي المقابل ضيقت على السوريين وأجبرتهم على ركوب البحار بأخطارها للوصول إلى شواطئها.
وقال بينيرو: «لن أنتقد أو أعترض على الدعم السخي الذي تقدّمه أوروبا للاجئين الأوكرانيين، لكنني وأنا الذي أعمل ضمن إطار الملف السوري منذ بداية الأزمة قبل 11 عاماً، أرى أن ثمة ما يثير الإحباط عند رؤية هذا التباين في المعاملة، ذلك أن هناك انفتاحاً وكرماً تجاه الأوكرانيين، وأنا لا أنتقد هذا الأمر إطلاقاً، لأنهم يستحقون ذلك، لكني أتمنى من كل قلبي أن يصار إلى تطبيق المعاملة ذاتها على اللاجئين السوريين».
وشهدت دول عدة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا موجات هجرة بسبب الإرهاب الذي عانته هذه الدول ولاسيما سورية مع ما قدمته دول الغرب من دعم للتنظيمات الإرهابية إضافة إلى الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي فرضتها العديد من هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة والتي استهدفت شعوب الدول المفروضة عليها في لقمة عيشهم.
وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.
وأكدت الهيئتان التنسيقيتان الوزاريتان السورية والروسية حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين في بيان مشترك في ختام أعمال الاجتماع الرابع في السادس عشر من الشهر الماضي أن ممارسات الدول الغربية وفرضها الإجراءات القسرية غير الشرعية وتشديدها الحصار على سورية وانتهاك سيادة البلاد وسلامتها الإقليمية تهدف لإطالة أمد الأزمة وعرقلة عودة اللاجئين والمهجرين إلى وطنهم.
وتعرقل دول إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في سورية ومنها النظام التركي وألمانيا عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.
وتحول ملف اللاجئين السوريين في تركيا إلى ورقة سياسية يتجاذبها النظام والمعارضة، حيث واصلت الأحزاب التركية المعارضة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عملية الاستثمار بهذا الملف، بالتزامن مع مواصلة رئيس النظام رجب طيب أردوغان الاستثمار فيه، بعد أن حوله إلى ورقة ضغط وابتزاز في وجه الدول الأوروبية للحصول على مساعدات مالية، وذلك عقب قيامه بدفع أولئك اللاجئين إلى مغادرة منازلهم وقراهم من المناطق التي احتلتها قواته الغازية لبعض المناطق السورية، جراء الأعمال العدوانية التي قامت بها قواته ومرتزقته.