سورية

«النصرة» يفصل 174 معلماً لتكريس الفكر المتطرف

| وكالات

في إطار الممارسات الإقصائية لما تسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللوائح الدولية للإرهاب، واصلت ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة له إجراءاتها القمعية بحق من يعمل في مناطق سيطرتها شمال غرب سورية وأصدرت قرارات تعسفية جديدة بفصل عشرات المعلمين، بهدف تكريس مناهجه التي تشجع الفكر المتطرف.
وذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أمس، أن «حكومة الإنقاذ» أصدرت «بياناً» نص على فصل شريحة من المعلمين السوريين، ما أثار جدلاً واسعاً بين العاملين في القطاع التعليمي في إدلب، وخاصة أن معظم من يعمل داخل المجال يقدم خدماته بشكل تطوعي، ومن دون تقاضي أي أجور مادية.
وتعمل «الإنقاذ» وفق أوامر مشغليها على تكريس مناهج تشجع الفكر المتطرف وتبتعد عن الفكر التنويري وتخصص لذلك أشخاصاً معينين من غير المؤهلين علمياً.
وفي نيسان الماضي أثارت صور لأحد دروس المناهج المعتمدة من مدارس ما تسمى «دار الوحي الشريف» التابعة لـ«تحرير الشام»، جدلاً واسعاً، واتهامات للأخيرة بفرض مناهج تدعو إلى «الجهادية» بين الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها في إدلب.
وأظهرت الصور درساً في كتاب اللغة الإنكليزية، للصف السادس بعنوان «أبطال المسلمين»، يتحدث عن الإرهابي السعودي المدعو «سامر السويلم» المعروف باسم «خطاب الشيشاني».
والشيشاني كان من أحد أبرز قيادات ما عرف سابقاً بـ«الجهاديين العرب»، حيث قاتل الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، وطاجيكستان، والشيشان، إلى أن تم قتله في العام 2002، من القوات الروسية.
وأسست «دار الوحي الشريف» للمدارس القرآنية أواخـــر عام 2017 في مدينة إدلب، وأخذت بالتوسع في عموم مناطق سيطرة «النصرة» حتى بات عددها اليوم 42 مدرسة.
ويوم أمس نقلت المواقع عن مصادر خاصة أن «مديرية التربية التابعة لحكومة الإنقاذ العاملة في محافظة إدلب، أصدرت قراراً داخلياً، وسربت نسخة منه، حيث نص القرار على إنهاء خدمة شريحة من المعلمين في التربية بداعي بلوغ السن القانوني ومن دون إشعار مسبق من قبل المديرية».
وأشارت المصادر إلى أن المعلمين الذين حددتهم حكومة تنظيم «النصرة» يبلغون من العمر ما بين الـ55 والـ60 عاماً، وكان معظمهم يعمل بشكل تطوعي داخل المدارس، و«المجمعات التربوية»، لعدة أعوام ومن دون تقاضي أي أجور مادية من قبل «حكومة الإنقاذ»، أو من قبل أي منظمة عاملة بمجال التعليم بمحافظة إدلب.
وقال محمد، أحد المعلمين الذين شملهم قرار الفصل: إن «السبب المباشر لإصدار حكومة الإنقاذ قرار الفصل الذي شمل 174 معلماً ومعلمة، يعملون ضمن المراكز التعليمة المنتشرة في محافظة إدلب، هو أنها هيأت كوادر خاصة بها وحان الوقت أن يحلوا مكان الذين قدموا خدماتهم لعدة أعوام بشكل مجاني ومن دون أي أجور مادية».
واتهم محمد، «حكومة الإنقاذ بالعبث في مجال القطاع التعليمي بمحافظة إدلب، في حين تحاول بشتى الوسائل تحويل تلقي التعليم بشكل مدفوع وغير مجاني، حتى تستطيع أن تتهرب من دفع أجور المعلمين العاملين في مدارس التربية، عبر ترخيص لأكثر من 100 مدرسة خاصة بمدينة إدلب فقط، خلال العام الفائت».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن