سورية

الاحتلال التركي حشد وصعّد شمال حلب ومرتزقته الإرهابيون استعرضوا عضلاتهم … الجيش يوسع انتشاره شمال الرقة ويتأهب في تل رفعت لصد أي عدوان

| حلب- خالد زنكلو - حماة– محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن– وكالات

في وقت قضى فيه على العديد من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، وسع الجيش العربي السوري أمس قاعدة انتشاره بريف الرقة الشمالي بالقرب من خطوط التماس، ورفع من جهوزيته العسكرية في تل رفعت بريف حلب الشمالي، الذي واصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته تحشيدهم وتصعيدهم العسكري فيه قبل أسبوع من الموعد الذي ضربه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لشن عدوان باتجاهه لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية.

وبعد التعزيزات التي أرسلها الجيش العربي السوري لجميع نقاط تمركزه على طول حدود الجبهات المرشحة للغزو التركي، ابتداء من تل رفعت بريف حلب الشمالي إلى مناطق منبج وعين العرب والباب بريف المحافظة الشمالي الشرقي وصولاً إلى تل تمر شمال غرب الحسكة وعين عيسى شمال الرقة، أرسل الجيش العربي السوري أمس تعزيزات جديدة ضخمة إلى ريف منطقة تل أبيض الغربي شمال الرقة لتوسيع نفوذه في محاور القتال هناك.

ففي محاور جبهات مدينة تل أبيض المحتلة شمال الرقة، بينت مصادر محلية لـ«الوطن» أن حشود الجيش العربي السوري التي وصلت أمس إلى محيط المنطقة، انتشرت في ٦ قرى جديدة، هي: شاش وكيج قران وكرك ومتين وشويك وقزعلي، والتي تفصل خطوط التماس عن مناطق هيمنة جيش الاحتلال التركي وميليشيات «الجيش الوطني»، والتي احتلها في عدوان تشرين الأول ٢٠١٩.

وأشارت المصادر إلى أن انتشار الجيش العربي السوري في القرى الجديدة عند خطوط تماس الجبهات، جاءت بالتنسيق مع ميليشيات « قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي رفع متزعموها مستوى التنسيق مع ممثلين عن الحكومة السورية، على حد زعم بعضهم في تصريحاتهم الإعلامية أخيراً، وذلك لاحتواء خطر النظام التركي الداهم لاقتطاع أراضٍ سورية جديدة.

في المقابل، جيش الاحتلال التركي وجه رسائل تحد إلى حليفي دمشق روسيا وإيران، اللذين يسعيان إلى الحفاظ على استقرار مناطق شمال وشمال شرق البلاد، بإرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهات شمال حلب، وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، وزود الإرهابيين في «الجيش الوطني» الذي يموله بعتاد عسكري حديث بالتزامن مع مناورات يجريها الأخير بالقرب من خطوط التماس مع إطلاق متزعميه تصريحات تفيد بأن الميليشيات أنهت تحضيراتها للمشاركة بالعدوان التركي على منبج وتل رفعت، والمرجح انطلاقه بعد عيد الأضحى.

كما شهدت خطوط تماس ريف حلب الشمالي الأوسط خروقات لوقف إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أمس، وللأسبوع الثالث على التوالي، مع توسيع رقعة القصف الذي جرى تكثيفه وطال جميع القرى المستهدفة بعملية الغزو.

وأوضحت مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي الأوسط لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي و«الجيش الوطني» كثفا القصف المدفعي والصاروخي على بلدات شوارغة وكشتعار ومرعناز وعقيبة وتنب وتل مراش وارشادية، بالإضافة إلى علقمية وتل اجار وصوغانية وأبين.

وأشارت إلى أن تواصل القصف التركي على قرى وبلدات ريف حلب الشمالي الأوسط وباتجاه مدينة تل رفعت جنوباً، خلق أزمة إنسانية كبيرة بسبب نزوح السكان من منازلهم التي تضررت مع ممتلكاتهم، عدا عن حدوث حرائق في محاصيل الأهالي غير القادرين على حصادها.

من جهته، زاد الجيش العربي السوري تأهبه ورفع مستوى جهوزية وحداته القتالية المنتشرة في تل رفعت ومحيطها وعلى طول خطوط تماس قرى وبلدات ريف حلب الشمالي الأوسط مع منطقتي إعزاز وعفرين المحتلتين تحسباً لشن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته عدواناً جديداً للسيطرة على الريف الحيوي وصولاً إلى تل رفعت، حسبما هدد به أردوغان مطلع الشهر الماضي، وحسب قول مصادر ميدانية في المنطقة لـ«الوطن».

إلى «منطقة خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري استهدف أمس بمدفعيته الثقيلة، مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في سهل الغاب الشمالي الغربي بريف حماة، وفي الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين والرويحة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وفي معارة النعسان بريف إدلب الشرقي أيضاً.

وأوضح المصدر، أن مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، جددت خرقها أمس لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بريف إدلب الجنوبي، باعتدائها بقذائف الهاون على نقاط عسكرية، لافتاً إلى أن استهداف الجيش لمواقع الإرهابيين أمس كان رداً على تلك الاعتداءات المتكررة.

بموازاة ذلك، كشف مصدر حسب وكالة «نورث برس» الكردية، عن تجهيزات تقوم بها مرتزقة الاحتلال التركي في مناطق سيطرتها بشمال غرب سورية، تحضيراً لهجوم عسكري ضد قوات الجيش العربي السوري في ريفي إدلب وحلب، يبدأ من ريف حلب الغربي (من بلدة ميزناز جنوباً) وحتى جبل الشيخ عقيل شمالاً، ومناطق محدودة في جنوب وشرق إدلب، وذلك بالتزامن مع العدوان العسكري الذي يهدد النظام التركي بشنه على مناطق جديدة شمال سورية.

وأما في البادية الشرقية، فقد أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، خاضت أمس اشتباكات مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في بادية دير الزور الشرقية، مؤكداً أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل العديد من الدواعش، وفرار الباقين باتجاه عمق البادية.

وإلى جنوب البلاد، حيث أصيب عدة أشخاص من عائلة واحدة بجروح حالة أحدهم خطيرة تم نقله إلى مشفى طفس، بسبب انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب أحد المشاتل بالحي الأوسط لبلدة اليادودة شمال غرب درعا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن