سورية

جددت حرصها على مواصلة تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية … سورية: المنظمة تحولت إلى أداة للتلاعب السياسي بيد أميركا وحلفائها

| وكالات

جددت سورية التأكيد أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يجري استخدامها أداة لتنفيذ أجندات سياسية لبعض الدول الغربية ضد دول أطراف في الاتفاقية، الأمر الذي أبعد المنظمة عن مهنيتها وبالتالي مصداقيتها.
وقال مندوب سورية الدائم لدى المنظمة، ميلاد عطية، في بيان ألقاه خلال جلسة افتتاح الدورة الـ 100 للمجلس التنفيذي للمنظمة في لاهاي، وفق ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أمس: «ما يدعونا للأسف أنه ومنذ عام 2018 يجري استخدام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الهيئة المكلفة تنفيذ أحكام اتفاقية الأسلحة الكيميائية أداة لتنفيذ أجندات سياسية لبعض الدول الغربية ضد دول أطراف في الاتفاقية.
وأوضح، أن تلك الدول المعروفة «استغلت المنظمة لتوجيه اتهامات باطلة واتخاذ قرارات ظالمة تخالف بشكل واضح نصوص الاتفاقية مستخدمة أساليب الهيمنة والابتزاز وممارسة الضغوط وتمرير قرارات عبر التصويت وبات الخوف جدياً على مستقبل هذه المنظمة وأهدافها الفنية السامية في حال الاستمرار بهذا النهج إضافة إلى حالة الاستقطاب والانقسام التي تعيشها المنظمة».
وقال: «يأسف وفد بلادي لإقحام هذه المنظمة الفنية مجدداً بقضايا جيوسياسية وأمنية ذات طابع إقليمي ودولي وحرفها عن الأهداف التي أنشئت من أجلها»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تكرر مع الاتحاد الروسي السيناريوهات ذاتها التي استخدمتها مع سورية طوال السنوات العشر الماضية، حيث تقوم بالتشجيع على فبركة مسرحيات استخدام أسلحة كيميائية أو التحضير لاستخدام تلك الأسلحة لاتهام القوات الروسية».
وأشار عطية إلى أن سورية انضمت إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في عام 2013 طواعية وبحسن نية إيماناً منها برفض استخدام هذه الأسلحة من أي كان وفي أي مكان وتحت أي ظرف ونفذت بأمانة ومصداقية قرارها السيادي بالانتهاء من الملف الكيميائي السوري، مضيفاً: «لكننا نقول بكل أسف: إن ما تعرضت له سورية خلال السنوات الماضية داخل المنظمة أثار تساؤلاً جدياً لدينا حول قدرة المنظمة على الاضطلاع بولايتها بموجب الاتفاقية ومدى قدرتها على الصمود أمام الضغوط التي تتعرض لها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لأن المنظمة تحولت إلى أداة للتلاعب السياسي أبعدتها عن مهنيتها وبالتالي مصداقيتها.
وأوضح، أن سورية واجهت حملة غير مسبوقة من التشكيك والاتهامات الباطلة بعدم التعاون مع المنظمة وأمانتها الفنية، وقال: إن «سلوك تلك الدول يتناقض بشكل صارخ مع نصوص الاتفاقية ومع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وما هو إلا محاولة لتوظيف المنظمة وما تبقى من الجوانب الفنية في الملف الكيميائي السوري لخدمة أغراضها السياسية المتمثلة بممارسة الضغوط على سورية ومع كل ذلك فقد استمرت سورية في تعاونها الإيجابي التام مع المنظمة والتزمت بحوار منظم مع فريق تقييم الإعلان من خلال جولات المشاورات التي بلغت 24 جولة بهدف إنهاء ما تبقى من مسائل فنية عالقة».
وأضاف: «لقد عبرت سورية ومعها العديد من الدول في أكثر من مناسبة عن ملاحظات موضوعية تخص عمل بعثة تقصي الحقائق ومع كل ذلك تعاونت مع فرق هذه البعثة وقدمت لها كامل التسهيلات المطلوبة لإنجاح مهماتها وقد فشلت هذه البعثة في أكثر من اختبار والأدلة على ذلك واضحة لجميع الدول الأطراف وقد ثبت انحيازها وعدم مهنيتها وتزويرها للحقائق في أكثر من تقرير أصدرته»، مشيراً إلى أن مثل هذا النهج لن يفضي إلى نتائج واستنتاجات نزيهة وموضوعية.
وطالب عطية بضرورة تجاوز البعثة العيوب المرتبطة بنهج وطرائق عملها واحترامها لأحكام الاتفاقية والالتزام بالمعايير المهنية ووثيقة الشروط المرجعية التي جرى الاتفاق عليها مع سورية.
وأكد أن سورية لا تزال على موقفها الثابت من «فريق التحقيق وتحديد الهوية» منقوص الشرعية ولهذا فإنها إلى جانب دول أخرى لا تعترف بشرعية هذا الفريق وعمله وترفض أي مخرجات صدرت أو تلك التي ستصدر عنه مستقبلاً انطلاقاً من احترامها وتقيدها والتزامها بنصوص اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وختم عطية بيانه بالتأكيد على حرص سورية الاستمرار بتنفيذ التزاماتها بموجب انضمامها إلى الاتفاقية والتعاون مع المنظمة في جو تسوده الثقة المتبادلة والالتزام بمعايير النزاهة والحياد وعدم الخضوع لنهج الضغوط والتسييس الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بهدف التأثير على عمل المنظمة وتجييرها لتحقيق مصالحها السياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن