تحذيرات من مغبة الحسابات الخاطئة للنظام التركي … رسائل النار الروسية لأردوغان: بلغ السيل الزبى
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات
توالت رسائل التحذير الروسية لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان من جريرة حساباته الخاطئة لفعلته الشنعاء التي يزمع على ارتكابها بشن عدوان جديد لاقتطاع أراض سورية جديدة لإقامة ما يسميه «المنطقة الآمنة» المزعومة بعمق 30 كيلو متراً داخل الأراضي السورية.
آخر التحذيرات الروسية، أمس، توجيه رسائل نار جوية حازمة ضد إرهابيي أردوغان في منطقة «خفض التصعيد» بعد «مسك» موسكو أعصابها لمدة شهرين متتاليين، على الرغم من تصرفات أردوغان الرعناء وتهديداته بشن عدوان على مناطق شمال وشمال شرق البلاد، وكأن حال موسكو يقول: بلغ السيل الزبى.
وأكدت مصادر أهلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن المقاتلات الروسية شنت أمس أكثر من 10 ضربات جوية استهدفت مقار ومستودعات أسلحة مسلحي ما تسمى غرفة عمليات « الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم ميليشيات وتنظيمات إرهابية ممولة من النظام التركي.
وأشارت المصادر إلى أن الضربات الجوية الروسية، تركزت على محيط بلدات الرويحة وبينين وسرجة وشنان جنوب إدلب، ونجحت في قتل وجرح أكثر من 30 إرهابياً، عدا تدمير عتاد عسكري وأسلحة ثقيلة للإرهابيين.
ولفتت إلى أن روسيا حذرت النظام التركي بذلك من مغبة تفجير الوضع الميداني، وذلك منذ 12 أيار الماضي، عندما شن سلاح الجو الروسي غارات استهدفت محيط الفوج 111 غرب حلب ومقراً لميليشيا «السلطان مراد» التابعة لنظام أردوغان قرب قرية مشعلة في ناحية كفر جنة بمنطقة عفرين، عقب استهداف ناقلة جند للجيش العربي السوري غرب حلب واستشهاد 10 جنود سوريين.
ورأت مصادر متابعة للوضع شمال وشمال شرق سورية، في تصريحات لـ«الوطن»، أن النظام التركي لم يرتدع من تعزيز القوات الروسية عديدها في المناطق المرشحة لشن عمل عسكري باتجاهها من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، مثل تل تمر بالحسكة وعين عيسى في الرقة ومناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب شمال وشمال شرق حلب، إضافة إلى الدرباسية وعامودا والقامشلي، حيث دأب سلاح الجو الروسي وعلى مدار أكثر من شهر على التحليق في سماء خطوط التماس شمالاً وفوق المناطق الحدودية مع تركيا في الحسكة لحمايتها من أي اعتداء تركي.
وأضافت المصادر: رسالة موسكو لردع أردوغان من خلال تعزيز فرقة المظليين التابعة لقوات الجو الروسية في مطار القامشلي بأكثر من 500 مظلي الإثنين الماضي، كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير ودفعت روسيا إلى التصعيد العسكري مع النظام التركي، إذ اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وفي اليوم ذاته، أن بلاده «غير راضية عن الخطوات التي تتخذها روسيا»، وأن عليها أن «تتحلى بالشفافية حيال ذلك».
المراقبون عدوا الضربات الجوية الروسية لإرهابيي أردوغان في جبل الزاوية بإدلب إنذاراً أخيراً له من مغبة التمادي في تصرفاته وتحويل أقواله إلى أفعال، فيما يخص غزو الأراضي السورية، وخصوصاً أن أردوغان وجه بوصلته نحو منطقتي النفوذ الروسي في منبج وتل رفعت غرب الفرات.
وأعربوا عن قناعتهم بأن الضربات الجوية تستهدف أيضاً التحذير من خطورة المس بخطوط التماس التي رسمها «اتفاق موسكو» الروسي – التركي، والعائد لمطلع نيسان 2020، إثر تصريحات لمتزعمي إرهابيي أردوغان في «خفض التصعيد»، وبأوامر مباشرة منه، حول رغبتهم بشن هجمات على مناطق سيطرة الحكومة السورية جنوب وشرق إدلب وفي ريف حلب الغربي، بالتزامن مع الغزو التركي.
وبما يدل على ضرب النظام التركي عرض الحائط بكل الجهود الدولية لردعه عن تنفيذ تهديداته، ذكرت شبكات محلية معارضة، أن رتلاً عسكرياً تابعاً للاحتلال التركي عبر صباح أمس، الحدود التركية- السورية باتجاه ريف حلب الشمالي بعد تعزيزات وُصفت بـ«الضخمة» دفع بها النظام التركي إلى المنطقة.
من جانبها، ذكرت وكالة «هاوار» الكردية، أن ما يسمى «المجلس العام» في «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» أعلن حالة الطوارئ العامة في مناطق سيطرة «الإدارة» ووضع كل الإمكانات في خدمة «قسد» للرد على أي هجوم عدواني تركي.
على خط مواز، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي، دكت أمس بالمدفعية مواقع لـ«النصرة» وحلفائه في العنكاوي وعدة محاور بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت وحدات الجيش العاملة بريف إدلب نقاط تمركز الإرهابيين في بينين بريف إدلب الجنوبي وفي معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي.
وفي البادية الشرقية، واصلت الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة عمليات تمشيط قطاعات في عمق البادية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، وذكر مصدر ميداني لـ«الوطن» أن العمليات البرية تجري بوتيرة عالية، وأن الجيش يمسح القطاعات المستهدفة في عمق البادية المترامية الأطراف، موضحاً أن الجيش يؤمن المناطق التي يطهرها من خلايا الدواعش، وخصوصاً الطرق التي تجوبها الآليات العسكرية أو المدنية.