ثقافة وفن

«بيروت 303»…. يخذل المشاهدين ويثير الانتقادات

| مايا سلامي

انتهى قبل عدة أيام عرض مسلسل «بيروت 303» عبر منصة شاهد، كتابة سيف رضا حامد وإخراج إيلي السمعان.

العمل سوري- لبناني مؤلف من 15 حلقة تكشف جملة من الحقائق الغامضة وغير المتوقعة التي تكمن وراء تفجير طائرة قادمة من إسطنبول إلى بيروت تحمل عنوان الرحلة 303.

وقد تصدر قائمة الأكثر مشاهدة في عدد من بلدان العالم بسبب ما روج له على أنه مقتبس عن قصة حقيقية وقعت في وقت ما، إلا أن المضمون الذي قدمه هذا العمل فيما بعد خيب آمال الكثير من المشاهدين الذين عبروا عن سخطهم واستيائهم من طريقة طرح هذه الفكرة التي كانت تبدو في ظاهرها تحمل الكثير من الإثارة والتشويق بالنسبة لهم، إضافة إلى وجود العديد من العوامل التي حالت دون تحقيق «بيروت 303» النجاح المتوقع والمطلوب.

الابتعاد عن الفكرة

فبعد عرض الحلقة الأولى التي صورت لحظة انفجار الطائرة وسقوطها قرابة ساحل بيروت وحالة الحزن والمأساة الكبيرة التي عاشها أهالي الضحايا والمفقودين، بالتزامن مع حفل ضخم يقيمه أحد أبرز رجال الأعمال «عزيز فرج» لإطلاق عطر جديد يحمل اسم زوجته «تاج» حيث يكون ابنهما « نجم» هو المتهم الأول بهذه الحادثة قبل الكشف عن مرتكبها الحقيقي، لم يقدم العمل في منتصفه أي تفاصيل جديدة تخدم هذه القضية وتوثق وقائع حقيقية بل انتقل إلى حالة من المماطلة بعرض موضوعات روتينية مملة ضجت فيها الكثير من الأعمال في الآونة الأخيرة، وكان أبرزها موضوع الخيانة الزوجية والخلافات الشخصية بين «عزيز» و«تاج» التي تجمعها بـ«طيف» وهو أحد الناجين من حادثة الطائرة علاقة حب كردة فعل على خيانة زوجها لها مع مديرة أعماله «رزان» مبتعدين تماماً عن الفكرة المحورية التي روجت للعمل قبل عرضه، إذ يبدو أن السعي وراء خلق ضجة إعلامية ضخمة قبل بدء عرض أي عمل لا يزال هو المبدأ السائد لاستقطاب وجذب الجماهير من دون النظر إلى المحتوى والمضمون الذي سيقدمه إن كان يتناسب ويستحق تلك الحملة الشرسة التي سبقته.

وعلى الجانب الآخر لم يحدد القائمون على العمل زمن وتاريخ هذه الحادثة واكتفوا بالتصريح بأن العمل يوثق أحداثاً واقعية جرت في بيروت وكان لها تداعياتها على الدول العربية والأوروبية، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى الربط بينها وبين حادثة انفجار مرفأ بيروت بسبب وجود الكثير من اللقطات المتشابهة وخاصة لحظة انتشال جثث الضحايا من البحر ما زاد من استياء المشاهدين لاستخدام مثل هذا الحادث المأساوي من أجل الدعاية وصنع الأكشن في الأعمال.

أداء متكرر

وكان لأسماء النجوم التي جسدت أدوار البطولة في هذا العمل دور كبير في رفع قيمة العمل وشد الجماهير لمتابعته إلا أن الأداء المتكرر والمصطنع عرضهم بدورهم لجملة من الانتقادات.

حيث بات الفنان السوري عابد فهد في الآونة الأخيرة يكرر نفسه بالكثير من الأدوار والشخصيات التي يجسدها بكاركتر ونمط واحد من دون أن يقدم أي إبداع جديد يثري مسيرته العريقة، وفي هذا العمل حمل أداؤه الكثير من التصنع في الانفعالات والحركات مع جمود تعابير وجهه والإيماءات التي لطالما كانت عنصراً درامياً مهماً ينقل عمق إحساس ومشاعر الفنان إضافة إلى المبالغة في برودة ردود الأفعال على مواقف تحتاج إلى تفاعل بشكل أكبر، وطريقة حديثه بأسلوب الهمس جعل كلامه في الكثير من الأحيان غير قابل للفهم الأمر الذي زاد من جمود الأحداث وجعل العمل بعيداً عن قلب وإحساس المشاهد.

كما لم يشكل هذا العمل أي قيمة مضافة للفنانة سلافة معمار على الرغم من إبداعها في تطويع أدواتها التمثيلية واستخدامها على مستوى عال من الحرفية والصدق والإقناع لأم تعيش حالة من التخبط والضياع لمعرفة مصير ولدها المفقود، إلا أن تكرار مشهد البكاء والصراخ في مجمل الحلقات جعل أداءها مستهلكاً وخلق نوعاً من الملل لدى المتابعين الذين اعتبروا أن مثل هذا العمل لا يرقى لأن تكون بطلته النجمة سلافة معمار التي لطالما عودتنا على دقة اختياراتها في تقديم أدوار رسخت في ذاكرة وأذهان الجماهير، ويعتبر هذا العمل هو المشاركة الثانية لمعمار في الدراما المشتركة بعد مسلسل «عالحد» تأليف لبنى حداد ولانا الجندي، إخراج ليال راجحة الذي جسدت فيه شخصية «ليلى».

أما الفنان معتصم النهار فيمكن اعتباره الوحيد الذي كسر نمطية أدواره السابقة التي اعتمد فيها فقط على مظهره اللائق وشكله الوسيم، فبرع هذه المرة بتأدية دور الشاب المفجوع لموت خطيبته في الحادثة مستخدماً قدراته ومهاراته التمثيلية ليعكس الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها والتي تجعله مضطرباً في تصرفاته وقراراته الطائشة ليدفع ثمنها في نهاية المطاف.

غياب الحوارات الهادفة

وعلى نقيض الكثير من الأعمال لم يحمل «بيروت 303» بين طياته أي رسالة أو مغزى أو فكرة يريد إيصالها إلى المتابع، وغابت بشكل واضح الحوارات الهادفة والعميقة التي تعتبر عنصراً مهماً في البناء الدرامي يسهم في خلق المشهدية التي يحتاجها كل عمل ليصنع لنفسه بصمة خاصة ومميزة تترك أثرها في ذاكرة المشاهدين بعد انتهاء عرضه، حيث مرت جميع مشاهده المهمة والمصيرية بصمت أو بكلام مختزل جعل منها مشاهد عادية وتقليدية لا تحمل أي عنصر من عناصر الإثارة والتشويق التي كان من المفترض أن تقدم لتزيد من حماسة الجماهير.

تعليقات سلبية

كل ما سبق عرض المسلسل للكثير من التعليقات والانتقادات السلبية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجاء بعضها كالتالي:

«المسلسل من بعد الحلقة السابعة أصبح مملاً نوعاً ما، القصة جيدة كفكرة، ما فيه أداء تمثيلي لافت أو مميز من أي حدا باستثناء سلافة معمار ببعض الأحيان، والنهاية تقليدية كنت أتوقع شيئاً مميزاً أكثر».

«المسلسل أقل من عادي وكئيب ما فيه أي معنى أو هدف حرام نضيع وقتنا عليه، لا أنصح به».

«مسلسل بيروت 303 حرام يمثلوا فيه سلافة معمار وعابد فهد».

«في فرق بين الجهد وبين المبالغة في أداء عابد فهد بمسلسل بيروت 303، يا ضيعان دوره بالولادة من الخاصرة».

«سلافة معمار يلي أبدعت بمسلسل قلم حمرة كيف بتقبل بهيك دور»؟

ويجمع العمل على قائمة أبطاله كلاً من عابد فهد، سلافة معمار، معتصم النهار، جيانة عيد، أمانة والي، زينة بارافي، ملهم بشر، نادين الراسي، مجدي مشموشي، جيري غزال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن