سورية

«المجلس الوطني الكردي» كشف عن تحذير أميركي لـ«قسد» من التقارب مع دمشق … عبدي: المعركة ضد العدوان التركي ستكون معركة الشَّعب السُّوريّ بجميع مكوِّناته

| وكالات

بعد يوم من تأكيد متزعم ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» مظلوم عبدي، أن قوّات الجيش العربي السوري انتشرت في منبج وتل رفعت بريف حلب، وأن المعركة في حال شن النظام التركي عدواناً على شمال سورية ستكون معركة الشَّعب السُّوريّ بجميع مكوِّناته، وحثه موسكو وطهران على منع النظام التركي من تنفيذ تهديداته، ووصفه جهود واشنطن بـغير «الكافية للحد من الهجمات التركية»، أكد ما يسمى «المجلس الوطني الكردي» في سورية، أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية حذرت بشدة «قسد» جراء تقاربها مع الحكومة السورية وإيران، لصد العدوان التركي.
وذكر ما يسمى رئيس ممثلية «المجلس الوطني» في إقليم كردستان العراق كاوا أزيزي حسبما نقل موقع «باسنيوز» الكردي أن التحذير الأميركي لـ«قسد» يأتي على خلفية التقارب الكبير بينها وبين الحكومة السورية والذي ترعاه روسيا، ونظراً لإهمال أميركا وضع المنطقة كما اعترف بذلك الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأوضح أزيزي، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعد العمود الفقري لـ«قسد»، تشجع وتضغط على الأخيرة للتقرب من دمشق وإيران والروس، في ظل التهديدات التركية باجتياح المنطقة وفتور الموقف الأميركي من التصعيد التركي رأت «قسد» نفسها وحيدة أمام تركيا فلجأت إلى دمشق.
وأشار إلى أن التحذير الأميركي حاسم لـ«قسد» بضرورة الابتعاد عن دمشق وإيران، وإلا سيكون لها موقف آخر.
جاء كلام أزيزي بعد يوم واحد من مؤتمر صحفي عقده عبدي في مدينة الحسكة، ذكر فيه أن «قسد» قبلت بتعزيز نقاط الجيش العربي السوري في عين العرب ومنبج، وكذلك مناطق حدودية ليقوم بمهمته في حماية الحدود السورية وسنقوم بما يلزم لتجنيب الحرب على مناطقنا، وذلك وفق ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة.
وأضاف: «لدينا ثقة بأن روسيا وإيران لن توافقا على مطالب تركيا»، واصفاً جهود واشنطن بأنها «غير كافية للحد من الهجمات التركية».
وقال عبدي: «لن ننسحب من أي منطقةٍ.. والحربُ سَتَمْتَدُّ إلى كُلِّ المناطِقِ المُحتلَّة في حال وقوعِ العدوان».
وأوضح أنهم أجروا نقاشات واتّصالات مع الجانب الروسي الذي يتواجد في المناطق التي حدَّدها الاحتلال التُّركيّ لشَنِّ العدوان عليها، خاصَّةً في منبج وتل رفعت بريف حلب، وذلك لردعه، بالتَّزامن مع نشر قوّات الجيش العربي السوري فيها.
وأشار عبدي إلى أنَّ هناك جهوداً روسيّة لوقف تهديدات النظام التركي وأيّ هجوم محتمل على تلك المناطق، وأضاف «نحن نُقدِّر الجهود الرّوسيّة، ومن جانبنا نقوم بما يقع على عاتقنا للمساهمة في وقف العدوان».
وقال: «إحدى نتائج اتّصالاتنا ومباحثاتنا مع الجانب الرّوسيّ، أسفرت عن نشر قوّات الحكومة السُّوريّة في بعض المناطق الحدوديّة التي تتعرَّض للتَّهديدات مثل عين العرب، فهي المُكلَّفة بحماية الحدود والسِّيادة السّوريّة فيها».
وأكَّدَ عبدي أنهم لن يكونوا وحدهم في المعركة ضد الاحتلال التركي، بل ستكون معركة الشَّعب السُّوريّ بجميع مكوِّناته، في شمال وشرق سوريّة، وعموم سوريّة، بما فيها قوّات الجيش العربي السوري، وكُلُّ من يغار على وحدة الأراضي السُّوريّة سيشارك في هذه المعركة ويقف ضُدَّ العدوان.
وبخصوص المفاوضات والحوار مع دمشق، قال عبدي: «لا يوجد بيننا حوار سياسيّ مباشر، لكن هناك تفاهم سابق رعته روسيا، وعلى ضوئه حدثت بعض الأمور الإيجابيّة، خاصَّةً أن التَّصريح الأخير للرَّئيس بشّار الأسد بأن القوات السورية ستقاتل ضِدَّ القوّات التُّركيّة في جميع المناطق التي تحتلّها من سوريّة، وجدناه موقفاً جيداً ومتطوّراً، وإنْ دخل حيّز التَّنفيذ على الأرض، سينعكس إيجاباً على سوريّة برمَّتها».
وبصدد إمكانات الاحتلال التركي في شَنِّ العدوان، أوضح عبدي أن الأوضاع مختلفة بالنِّسبة للنظام التركي عمّا كانت في أعوام 2018 و2019، فهو الآن ليس بتلك القوّة السّابقة، بل يعاني من أزمات عديدة خانقة في الدّاخل ويحاول تصديرها إلى الخارج عبر شَنِّ الحروب.
وفي السياق، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن ما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لـ«قسد» تحضّر عشرات الشبان لزجهم في جبهات القتال، في ظل تجدد تهديدات النظام التركي بشن عدوان على مدينتي منبج وتل رفعت بريف حلب.
وأوضحت المواقع، أن «الشبيبة الثورية» عقدت اجتماعاً طارئاً، أول من أمس، في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة.
ونقلت المواقع عن مصادر مُطلعة أن القيادي بدران قامشلوا، وعد إذا حصلت حرب على مناطق شمال وشرق سورية، فسوف يكون كل الشريط الحدودي في هدف «الشبيبة»، موضحاً أنه تم التخطيط للحرب وتمركز 120 مسلحاً من المكون العربي والكردي في المواقع وتم توزيع المهام على المسلحين من تأمين الحماية للمدنيين إلى الدخول بالمواجهة المباشرة مع العدو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن