سورية

داعش يتقهقر أمام الجيش شرق حلب ويتوغل في «الآمنة» التركية شمالها

حلب- الوطن :

بسط الجيش العربي السوري سيطرته على مواقع واسعة مهمة شرق حلب واقترب من مد نفوذه إلى المعاقل الرئيسة لتنظيم داعش الإرهابي الذي وسع هيمنته أمس على قريتين جديدتين في المنطقة «الآمنة» التي تسعى الحكومة التركية إلى إقامتها في ريف المحافظة الشمالي على حساب التنظيمات المسلحة الموالية لها. واقترب الجيش من السيطرة على كامل بلدة حميمة الكبيرة جنوب مطار كويرس العسكري الذي طهر محيطه كاملاً الأسبوع الفائت كما رصد نارياً أهم معاقل داعش في رسم العبد وأم أركيلة ودير حافر المعقل الأهم للتنظيم التي تمهد هيمنته عليها التقدم شرقاً للسيطرة على مسكنة آخر معقل مهم له في ريف حلب الشرقي، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وأكد المصدر سيطرة الجيش على المواقع الواقعة في مساحة الأراضي الممتدة من صوامع الحبوب في بلدة رسم العبود وصولاً إلى مناشر الحجر والمزارع المحيطة بقرية رسم العبد ومحطة وقود الكوثر في محيط بلدة حميمة الكبرى التي سيطر على أجزاء منها ليقطع شوطاً جديداً في الهيمنة على مسافة أطول من طريق عام حلب الرقة الذي بات مقطوعاً في وجه التنظيم منذ أيام. ظوببسط الجيش سيطرته على صوامع الحبوب الضخمة في رسم العبود ومساكن الموظفين قربها بعد يوم من سيطرته على بلدة عاكودة، يصبح الأفق مفتوحاً أمامه لرصد بلدة دير حافر نارياً وكذلك قريتي أم أركيلة ورسم العبد جنوب المطار الذي فك الحصار المضروب حوله قبل ثلاثة أسابيع.
وتمكنت وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري من تفكيك الألغام والعبوات الناسفة في جميع المناطق التي سيطر عليها الجيش، ما أتاح تقدم وحدات مؤازرة جديدة منه، وهو ما أثار الرعب في نفوس مقاتلي التنظيم الذين بات موعد دحرهم من كامل ريف حلب الشرقي ليس ببعيد.
في مقابل ذلك، استطاع داعش السيطرة على قريتي كفرة وجارز والبساتين المحيطة بهما في ريف حلب الشمالي بعد أن طرد التنظيمات المسلحة التي تقودها «الجبهة الشامية» وقتل وجرح العشرات من مسلحيها الذين انخفضت روحهم المعنوية وخسروا ماء وجههم أمام حليفهم وداعمهم الحكومة التركية التي تريد إنشاء منطقة «آمنة» في المناطق التي سيطر عليها التنظيم بعد أن عهدت للمسلحين المحسوبين عليها حمايتها. وقال مصدر معارض مقرب من «الشامية» لـ«الوطن»: إن مسلحي الجبهة والتنظيمات المسلحة الحليفة معها ضمن ما يدعى «غرفة عمليات فتح حلب» فوجئوا بهجوم داعش الكاسح على قرى صندف والبل وكفرة، ما اضطر معظمهم إلى الهرب نحو مناطق لا يطولها التنظيم، الأمر الذي خلق بلبلة في صفوفهم وتعالت المطالب بمحاكمة المقصرين والانهزاميين بعد توجيه ضربة عنيفة لجهود حكومة «العدالة والتنمية» التركية التي أدركت أن لا مجال لفرض «الآمنة» وخصوصاً مع قيام سلاح الجو الروسي باستهداف شحنات الأسلحة التي تقدمها للمسلحين من خلال معبر باب السلامة في أعزاز ومناطق حدودية أخرى كشفتها الأقمار الاصطناعية الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن