سورية

أنقرة تعزز علاقاتها بالدوحة.. وموسكو بنيقوسيا.. بحث عن بدائل عشية اجتماعات بلغراد … لافروف لا يمانع لقاء نظيره التركي: إسقاط طائرتنا لإحباط التسوية السورية

وكالات :

عشية لقاء مرتقب بين وزيري الخارجية الروسي والتركي في العاصمة الصربية بلغراد، حط سيرغي لافروف في قبرص داعياً إلى تحسين العلاقات الثنائية وتجاوز الحظر الأوروبي، في حين وقعت الحكومة التركية اتفاقاً لاستيراد الغاز المسيل من قطر، في خطوة لتعزيز وضعها التفاوضي في مواجهة الروس الذين لوحوا قبل أيام بإلغاء مشروع خط أنابيب «الغاز التركي»، ضمن ردودهم على إسقاط تركيا للقاذفة الروسية «سو 24». لافروف، الذي فتح الباب أمام لقاء نظيره التركي على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا «عله يأتي بجديد»، أكد تمسك موسكو بعملية «فيينا» التي رأى أن إسقاط الطائرة الروسية قد يكون محاولة لضربها.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي إيوانيس كاسوليديس عقب محادثاتهما بالعاصمة القبرصية نيقوسيا، قال لافروف: «من الصعب الابتعاد عن الانطباع بأن أحداً ما أراد بقوة ضرب عملية التسوية السياسية، التي بدأت في إطار (مجموعة دعم سورية الدولية)، ومساعدة الإسلاميين في السيطرة على سورية والمنطقة». وشدد لافروف، وفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني، على مواصلة روسيا دعم عملية «فيينا»، مبيناً أنها تعول على أن «جميع المشاركين بلا استثناء في مجموعة الدعم، سيلتزمون بشكل صارم ودقيق بالاتفاقيات، التي تم التوصل إليها فيما يخص تحضير قائمة المنظمات الإرهابية وإنشاء وفد معارضة يُمثل حقيقياً في المفاوضات مع الحكومة» السورية.
وأوضح، أن مباحثاته مع نظيره القبرصي تناولت الأزمة في سورية ومكافحة التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة وغيرهما وتعزيز التعاون بين البلدين على الرغم من العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا. ولفت إلى أن قبرص تدعم الجهود الروسية في محاربة داعش، معرباً عن تقديره للموقف القبرصي من حادثة إسقاط الطيران التركي للقاذفة الروسية.
ودعا تركيا إلى أن «تدرك بنفسها ما يجب عليها فعله»، وأضاف «أعتقد أن الآخرين يفهمون جيداً الوضع ويدركون كيفية التصرف في مثل هذه الحالات»، في إشارة إلى مطالبة روسيا لتركيا بالاعتذار عن الحادثة وتحمل المسؤولية. ولفت إلى أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لم يقدم خلال اتصاله في اليوم التالي لحادثة إسقاط الطائرة أي جديد مقارنة بالذي كانت تعلنه السلطات التركية مبررةً فعلتها المجرمة غير المقبولة. ويبدو أن الجهود والمساعي الأوروبية والأميركية قد أثمرت عن تليين في موقف لافروف حيال لقاء جاويش أوغلو، إذ قال الأول إن «الجانب التركي يطلب بإصرار تنظيم لقاء شخصي لوزير خارجيته على هامش اجتماع مجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد» الذي ينعقد اليوم وغداً الجمعة. وفتح نافذة لحل أزمة «سو 24» عندما قال «لن نتحاشى هذا الاتصال وسنستمع لما سيقوله وزير الخارجية التركي فربما سيكون شيئاً جديداً مقارنةً لما تم قوله علناً».
وبين لافروف أن حلف شمال الأطلسي «ناتو» اقترح عقد مجلس «روسيا -ناتو»، على مستوى الممثلين الدائمين، وأوضح أن روسيا «لم ترفض العمل في هذا الإطار كما لم ترفض العمل في الأطر الأخرى».
ومن بروكسل حيث شارك في أعمال الاجتماع الوزاري لحلف «ناتو»، قال جاويش أوغلو إنه «لا يزال في انتظار الرد» بخصوص طلبه لقاء لافروف في بلغراد، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري على هامش اجتماع «ناتو» أن تركيا ستعمل لوقف حركة النفط غير الشرعي ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية عبر أراضيها.
وقال كيري، بحسب ما نقلت شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: «الرئيس أردوغان ملتزم تماماً، وعلى استعداد للمضي قدماً مع القوات التركية في التعاون مع الآخرين للمساعدة في ضمان إغلاق الجزء المتبقي من الحدود»، مشيراً إلى الـ98 كيلومتر من الحدود التركية السورية التي لم يتم تأمينها وإغلاقها. وتطالب أنقرة بإقامة منطقة آمنة على الجانب السوري من هذه المسافة الواصلة ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز في ريف حلب الشمالي.
وفي هذا السياق، نقل موقع «روسيا اليوم» عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمله في تقديم عدد من الدول دعماً لتركيا في مجال الأمن من أجل حماية سيادته ومقاتلة تنظيم داعش في سورية.
في الدوحة، ألقى أردوغان كلمة أمام حشد بجامعة بالعاصمة القطرية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، قال فيها: «لا يحق لأحد نشر افتراءات عن تركيا، بالقول إن تركيا تشتري النفط من داعش» متوعداً «إذا استمرت هذه الاتهامات فسوف نتخذ بأنفسنا إجراءات».
وبحسب وكالة «رويترز» كرر أردوغان التأكيد أنه سيتنحى إذا ثبتت صحة تلك المزاعم، وأكد أنه لا يريد أن يلحق مزيداً من الضرر بالعلاقات مع روسيا.
وتم التوقيع خلال زيارة أردوغان إلى قطر على اتفاق مبدئي لتصدير الغاز المسيل إلى تركيا. وسبق لأردوغان أن لوح بالاستغناء عن الغاز الروسي المصدر الرئيسي للطاقة في تركيا. ففي تصريحات نشرتها صحيفة «حرييت» التركية، ونقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، قال أردوغان: «لم نعش دائماً على الغاز الطبيعي كما تعرفون، وهذا الشعب معتاد على الحرمان».
جاء ذلك في حين استبعد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إقدام موسكو على قطع الغاز المصدر إلى تركيا، بسبب وجود «ضوابط وقوانين دولية ترعى الاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد»، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول التركية للإرهاب.
وتلقت أنقرة دعوة من كييف، «لرفع مستوى علاقاتهما التجارية» على خلفية التوتر مع موسكو.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن السفير الأوكراني لدى أنقرة سيرخي كورسونسكي أن الوقت حان لتقوم تركيا بتغيير سياساتها التجارية وفي مجال الطاقة، وزيادة العلاقات مع دول الجوار ودول الاتحاد الأوروبي، مبدياً في هذا الصدد استعداد بلاده، تعويض تركيا عن المنتجات الروسية التي ستنقطع نتيجة الإجراءات الاقتصادية المتخذة من موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن