سورية

واشنطن تزعم التزامها بـإيجاد حل للأزمة السورية! … حراك أميركي محموم لتوسيع مناطق احتلالها ودعم مرتزقتها

| وكالات

عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في قمة جدة أن واشنطن لن تتخلى عن الشرق الأوسط، واستشعارها بضعف موقفها على الساحة السورية والدولية، عملت الإدارة الأميركية على تكثيف وجود قواتها المحتلة وتوسيع المناطق التي تحتلها، عبر إنشاء قاعدة عسكرية غير شرعية في محيط مدينة الرقة، مع زعمها عبر تصريحات مسؤوليها بالتزامها بإيجاد حل للأزمة في سورية، من دون التطرق إلى أنها أساس تلك الأزمة وما يعانيه الشعب السوري من ويلات إجراءاتها القسرية أحادية الجانب.
ونقلت مواقع إلكترونية داعمة للمعارضات والتنظيمات الإرهابية عن المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية، جيرالدين غريفيث، أن واشنطن أكدت مع النظام السعودي ضرورة إيجاد حل للأزمة في سورية.
وأوضحت غريفيث، أنه خلال قمة جدة التي عقدت أول من أمس، تم الإعلان عن التزام أميركا بإيجاد حل للأزمة في سورية.
وأكد البيان الختامي لقمة جدة ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة في سورية، بما يحفظ وحدة سورية وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، موضحاً أن المجتمعين شددوا على أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين السوريين، وللدول التي تستضيفهم، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سورية.
وبما يتناقض مع تصريحات المسؤولين الأميركيين، ذكرت وكالة أنباء «آسيا»، أن قوات الاحتلال الأميركي تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية في محيط مدينة الرقة.
وأوضحت، أن رتلاً لقوات الاحتلال الأميركي مؤلفاً من عدّة مدرعات دخل إلى ريف الرقة الشمالي ويضم بين 25 و30 جندياً من قوات الاحتلال الأميركي، بهدف إنشاء قاعدة عسكرية في محيط مدينة الرقة.
ونقلت الوكالة عن مصدر محلي، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن قوات الاحتلال الأميركي بدأت منذ يوم الخميس الماضي، بنقل المعدات اللوجستية إلى محيط الرقة تزامناً مع تحليق مكثّف لطائرات استطلاع ما يسمى «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا في سماء المنطقة.
وأكّد المصدر، أن رتلاً عسكرياً كبيراً لجيش الاحتلال الأميركي دخل الخميس الماضي أيضاً إلى محيط مدينة عين عيسى شمال مدينة الرقة، وقام برفع إعلام الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يثبت اتخاذ القوات الأميركية منها موقعاً جديداً في المنطقة.
وعلى خط موازٍ ذكرت وكالة «نورث برس» التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، أن قافلة للاحتلال الأميركي تضم العشرات من الشاحنات التي وصلت، أمس، إلى القاعدة غير الشرعية في الشدادي جنوب الحسكة.
ونقلت الوكالة عن مصدر محلي، أن 50 شاحنة، قسم منها كانت مغلقة، والقسم الآخر كان مكشوفاً يحمل مواد لوجستية ومدرعات عسكرية وصهاريج، دخلت القاعدة.
وفي السياق، ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة أن ما يسمى قائد العمليات الأميركية في الشرق الأوسط مايكل كوريلا، تسلل أول من أمس إلى منطقة التنف الواقعة في أقصى جنوب شرق سورية والتي تحتلها القوات الأميركية وتقيم فيها قاعدة غير شرعية.
ونشرت القيادة المركزية الأميركية تغريدة في «تويتر»، ذكرت فيها حسب «نورث برس»، أن كوريلا، «زار» مجمع لميليشيا «جيش مغاوير الثورة» والتقى مسلحين منه والجنود الأميركيين.
وتحتل القوات الأميركية منطقة التنف الواقعة عند المثلث الحدودي السوري- العراقي – الأردني بذريعة محاربة تنظيم داعش وأقامت فيها قاعدة منذ عام 2014، في حين أكدت الوقائع لاحقاً أن قوات الاحتلال جعلت المنطقة منطلقاً لدعم التنظيمات الإرهابية التي أنشأتها لتنفيذ اعتداءات على مواقع الجيش العربي السوري والتجمعات السكانية والمرافق الحيوية في البادية السورية.
وفي بداية نيسان الماضي، ذكر تقرير نشرته مؤسسة «Rand» البحثية، أن الضربات «المُستهدِفة» والقصف المدفعي لقوات «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بحجة محاربة داعش على الرقة، تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 تشرين الثاني 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 ضحية، مستنداً في هذه الأرقام إلى إحصائيات «التحالف» و«منظمة العفو الدولية» وموقع « Airwars» المتخصص بتوثيق الضحايا المدنيين.
ولفت التقرير المكون من 130 صفحة إلى أن معركة الرقة تسببت أيضاً في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما «أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل» في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن