قضايا وآراء

أميركا وراء أزمة الطاقة والغذاء في سورية والعالم

| الدكتور قحطان السيوفي

الحرب الكونية الإرهابية على سورية نفذتها القوى الظلامية المدعومة والممولة من أميركا وحلفائها الإقليميين، وبعد الانتصار العسكري لسورية الوطن والدولة على الإرهاب، استمرت الحرب واستمر الحصار الاقتصادي الظالم بالعقوبات وقانون قيصر.

تدخلت الولايات المتحدة الأميركية مباشرة باحتلال أراض سورية تحتوي منابع الطاقة والثروات الزراعية بالتواطؤ مع مرتزقتهم المسماة «قسد» ليسرقوا النفط والغاز والحبوب ويحرموا المواطنين السوريين من موارد وطنهم؛ الطاقة والحبوب.

لقد تسبب الاحتلال الأميركي لأراضي سورية بأزمة طاقة وأزمة غذاء حادة ومستمرة تمس مباشرة حياة أكثر من عشرين مليون مواطن سوري بسبب الاحتلال الأميركي الجائر لمصادر الطاقة والغذاء في سورية.

وجاءت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات الأميركية الأوروبية على روسيا لتُحدث أزمة أمن غذائي عالمية مستمرة وآخذة في التفاقم.

أطلقت منظمات أممية تحذيرات من أزمة مجاعة وحرب خبز على مستوى العالم ودق الأمين العام للأمم المتحدة ناقوس الخطر مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية لتقترب من مستويات قياسية، وقال إن تأثير الحرب الأوكرانية على الأمن الغذائي والطاقة ممنهج وخطير.

الحرب في أوكرانيا والعقوبات الأميركية-الغربية على روسيا أججت أزمة غذاء عالمية، وبدأ الحديث عن حرب الخبز العالمية، من خلال استخدام الحبوب كسلاح في المعركة ضد موسكو.

وهذه العقوبات هي محاولة للضغط على روسيا بهدف تركيعها، لكن النتائج جاءت عكسية، حيث تفاقمت أزمة الغذاء العالمية، وتحولت العقوبات إلى وسيلة لتجويع سكان العالم، وهذه العقوبات تتم خارج القانون الدولي وبمعزل عن أي تفويض دولي، والولايات المتحدة باتت تستخدم رغيف الخبز سلاحاً ضمن إستراتيجيتها، بفرض عقوبات جائرة لا شرعية على كل دولة تناهض سياساتها.

ذكرت صحيفة أخبار اليوم المصرية أن «أميركا لم تفكر للحظة في إنهاء الحرب، ولكنها تعمل جاهدة على استمرارها لأطول فترة ممكنة، وتقوم برصد المليارات كل يوم لتزويد أوكرانيا بالسلاح ليموت الجنود الأوكرانيون، ويدفع الفقراء فاتورة الحرب».

يتجاوز تأثير هذه الحرب الحدود الأوكرانية، ليشمل العالم بأسره، فجميع البلدان تأثّرت بارتفاع كلفة المنتجات الزراعية، وتفاقمت بشدة حالة انعدام الأمن الغذائي على الصعيد العالمي خاصة في البلدان النامية.

يتعرّض ما يُقدّر بنحو 1.6 مليار شخص في 94 دولة إلى أزمة غذاء، وحوالي 1.2 مليار منهم معرّضون بشدة لمخاطر الأبعاد الثلاثة مجتمعة: الغذاء والطاقة والتمويل، وتشير أحدث التقديرات إلى أن قرابة 800 مليون شخص يعانون من الجوع في العالم.

من جانب آخر اعترفت وزيرة الخزانة الأميركية أن عقوبات واشنطن ضد موسكو أحدثت فرقاً كبيراً في أسعار الطاقة والغذاء العالمية، وأضافت: «العقوبات التي فرضناها على روسيا تحدث فرقاً كبيراً في أسعار الغذاء والطاقة»، كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تشعر بالقلق حيال تأثير العقوبات ضد روسيا على سوق الغذاء العالمية وعلى قدرة الدول على شراء المواد الغذائية والأسمدة من روسيا.

إن العقوبات على روسيا، تسببت في إعاقة سلاسل الإمداد العالمية وغلاء الأسعار، وظهر تأثير ذلك بشكل كبير في الدول النامية، التي تعاني من نقص المواد الغذائية الأساسية ومنتجات الوقود، كما أدت العقوبات الأميركية إلى عرقلة بيع روسيا لإنتاجها الزراعي وأسمدتها.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقاء مع رواد الأعمال الشباب:«ارتفاع أسعار الأسمدة وموارد الطاقة في الغرب، جاء نتيجة لأخطاء الغرب وإذا حاول شخص ما تقييدنا بطريقة ما، فإنّه يقيد نفسه، إنهم يحاولون الحد من تصدير الأسمدة لدينا، وقد ارتفعت أسعارهم، أكثر من أسعارنا، إنّهم يحاولون الحد من موارد الطاقة لدينا، لقد ارتفعت الأسعار ببساطة وقال الكرملين في بيان إثر اتصال الرئيس الروسي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي: «شدد بوتين على أن روسيا الاتحادية جاهزة لتقديم مساهمة كبيرة لتخطي أزمة الغذاء من خلال تصدير الحبوب والأسمدة، شرط رفع القيود الغربية ذات الدوافع السياسية واعتبر بوتين أن تحميل روسيا مسؤولية مشاكل الإمدادات الغذائية في السوق العالمية لا أساس له».

من جانبه قال رئيس وزراء ايطاليا: اقترحت تعاوناً بين روسيا وأوكرانيا لفتح موانئ البحر الأسود، لإزالة الألغام من هذه الموانئ، ولمست لدى الجانب الروسي، استعداداً للمضي في هذا الاتجاه.

إن العالم يعاني من ارتفاع أسعار الطاقة وملايين الناس جائعون أو مهددون بالمجاعة بسبب العقوبات الأميركية الأوروبية على روسيا أخيراً.

لقد احتلت أميركا ومرتزقتها مصادر الطاقة والغذاء في سورية وحرمت ملايين السوريين مواردهم الوطنية من الطاقة والغذاء، وعندما أدخلت العقوبات الأميركية على روسيا رغيف الخبز في المعركة كسلاح، فإن الأمن الغذائي العالمي يصبح في خطر حقيقي، وتصبح السياسة مصطلحا بلا أخلاق، ويسجل التاريخ أن راعي البقر الأميركي مسؤول عن أحد أكبر مآسي العصر ألا وهي أزمة الطاقة والغذاء بدءاً من سورية وإلى كل العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن