سورية

طالب البرلمان بالتصويت لشن ضربات ضد داعش في سورية … كاميرون يؤكد تقلص الخلاف بشأن مستقبل الرئيس الأسد

وكالات :

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: إن الخلاف بين الدول الغربية وروسيا بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد تقلص وسيتقلص أكثر. وطالب البرلمان بالتصويت لمصلحة المشاركة بضربات جوية ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وأيدت أميركا والكويت المشاركة، على حين يعارض زعيم حزب العمال جيريمي كوربن، متهماً كاميرون بالاندفاع إلى الحرب. وقال كاميرون أمام البرلمان وفق ما نقلت عنه وكالة «رويترز» البريطانية للأنباء: إن «كان الخلاف هائلاً (حول مستقبل الرئيس بشار الأسد) بين بريطانيا وأميركا وفرنسا وبالتأكيد السعودية من جهة وبين روسيا من الجهة الأخرى». وأضاف في إشارة لمحادثات من المقرر أن تستأنف في كانون الثاني المقبل «ذلك الخلاف يتقلص وأعتقد أنه سيتقلص أكثر مع انطلاق هذه المحادثات المهمة في فيينا».
وطالب كاميرون البرلمان بالموافقة على توسيع نطاق عمليات القصف التي تقوم بها بريطانيا ضد داعش في العراق لتشمل سورية. واعتبر أن هذا لن يزيد احتمال أن تنفيذ هجمات على بريطانيا، مؤكداً، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أن على بلاده تحمل مسؤولياتها في دعم حلفائها ضد الإرهاب. وأضاف: «يجب أن نتحمل مسؤولياتنا وألا نعتمد على الآخرين في أمننا». كما وافق كاميرون، أمس، على استخدام كلمة داعش للإشارة إلى التنظيم الإرهابي بدلاً من مسمى «الدولة الإسلامية».
ويعارض زعيم حزب العمال، جيريمي كوربن مطالبة كاميرون، متهماً إياه بالاندفاع إلى الحرب، داعياً نواب الحزب الذين أعلنوا عن تأييدهم شن غارات على الأراضي السورية بإعادة النظر في موقفهم، بحسب ما نقلت وكالة «سبوتنك» الروسية للأنباء، في حين تشير تقارير صحفية إلى أن ما يقرب من 50 نائباً ينتمون إلى حزب العمال سيؤيدون القرار.
لكن كوربن وافق على منح نواب الحزب في البرلمان حق التصويت الحر دون الالتزام بسياسة حزبه بشأن مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية على داعش.
ووصف كاميرون وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية معارضي شن الغارات بأنهم «متعاطفون مع الإرهابيين». واعتبر متحدث باسم رئيس حزب العمال، أن هذا التصريح «إهانة يائسة»، يمكن أن تؤدي إلى موقف معاكس من النواب العماليين.
وأعلن كاميرون وفق ما نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن العملية العسكرية ضد داعش في سورية تعتبر جزءاً فقط من إستراتيجية طويلة الأمد لتسوية الأزمة في البلاد. وأضاف: إن على المجتمع الدولي تنفيذ إستراتيجية طويلة الأمد لتسوية الأزمة في سورية، حيث «الوضع معقد ولا يجب الاكتفاء بالحل العسكري».
وشدد كاميرون متوجهاً إلى النواب على أن «اتخاذنا القرار الصائب سيؤدي إلى حماية أمننا القومي»، مؤكداً أن داعش هو التهديد الأساسي للأمن. ومن المتوقع أن تحصل المبادرة الحكومية على أغلبية مطلقة في البرلمان على ضوء الانقسام الحاد في حزب العمال المعارض حول هذا الموضوع.
وفي محاولة لكسب تصويت البرلمان، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمام لجنة الدفاع في البرلمان أول من أمس، أن «التهديد الذي يشكله التنظيم تصاعد»، وأعطى أرقاماً لدعم أقواله بأن «العالم شهد 15 اعتداء مستوحى أو من تدبير داعش العام الماضي و150 هذا العام».
وفي الإطار ذاته قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أمس، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: إن الضربات الجوية على داعش في سورية ستبدأ مباشرة، إذا صوت أعضاء البرلمان لمصلحة القرار.
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجاراللـه، وفق ما نقله موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري: إن الكويت ترحب بتوسيع بريطانيا لمشاركتها عسكرياً في دعم التحالف الدولي ضد داعش. وأكد الجاراللـه في تصريحات للصحفيين أمس، على هامش مشاركته في افتتاح أعمال المؤتمر السادس لمجموعة كبار المانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية الذي تستضيفه الكويت، حرص دولة الكويت على دعم التحالف الدولي.
كما أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية، في بروكسل بعملية التصويت قائلاً: «نرحب بجهود كاميرون لتنظيم التصويت فهذه خطوة مهمة ونحن نشيد بقيادته».
وأظهر استطلاع للرأي أعده معهد يوغوب ونشرته صحيفة «تايمز»، أمس، أن 48% من البريطانيين باتوا يؤيدون شن غارات جوية ضد التنظيمات المسلحة في سورية بعد أن كانت النسبة 59% الأسبوع السابق.
وتساهم بريطانيا فيما يتعلق بسورية من خلال تقديم معلومات استخباراتية وتزويد المقاتلات الجوية للائتلاف الدولي بالوقود. وتشارك منذ العام الماضي بثماني مقاتلات «تورنادو» وعدد غير محدد من الطائرات من دون طيار، في الغارات ضد التنظيم في العراق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن