عربي ودولي

هنغاريا حثت أوروبا على السلام بدلاً من العقوبات.. وموسكو: زيلينسكي لا يريد السلام … بوتين: عزل روسيا عن العالم أمر مستحيل

| وكالات

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، أن عزل بلاده عن باقي العالم أمر مستحيل، في حين أكدت موسكو بأن الوفد الأوكراني المفاوض لا يحافظ على أي اتصالات مع روسيا بعد التوصل إلى اتفاقيات أسطنبول، مشيرة إلى أن الظروف تغيرت لإجراء مفاوضات مع كييف، فيما توقعت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية أن يتم تحرير كامل أراضي دونباس في العام الجاري.
يأتي ذلك في حين حثت هنغاريا أوروبا على البحث عن سلام في أوكرانيا بدلاً من فرض عقوبات جديدة على روسيا، وذلك بالتزامن مع موافقة مجلس الاتحاد الأوروبي على حزمة خامسة من المساعدات العسكرية لكييف.
وحسب موقع «سكاي نيوز» نبه بوتين، أمس، إلى أن عزل بلاده عن باقي العالم أمر مستحيل، قائلاً إنه على موسكو أن تركز على تطوير التكنولوجيا الخاصة بها ودعم الشركات سريعة النمو.
وأضاف خلال حديث مع شخصيات حكومية في مؤتمر عبر الفيديو بأن الدول التي فرضت عقوبات على روسيا لن ترجع موسكو عن طريق التنمية، قائلاً: تمثل العقوبات تحدياً كبيراً لبلدنا، لكننا لن نستسلم ولن نرجع إلى الوراء كما يتمنى كثيرون.
وشدد بوتين على ضرورة الاعتماد على تطوير الصناعات الروسية المحلية وفق الموارد المتاحة في البلاد.
إلى ذلك صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف أمس بأن الوفد الأوكراني المفاوض لا يحافظ على أي اتصالات مع روسيا بعد التوصل إلى اتفاقيات إسطنبول، وحسب موقع «روسيا اليوم» قال أوشاكوف في مؤتمر صحفي، أمس: تم قطعها بعد التوصل إلى اتفاقية مبدئية في إسطنبول. بعد ذلك لم يحافظ الوفد الأوكراني على أي اتصالات معنا.
وأضاف: يعني ذلك أنه إذا استأنفت المفاوضات فستكون ظروف إجرائها مختلفة تماماً، وحتى الآن لا يوجد هناك أي اهتمام من جانب كييف ومن جانب الدول الغربية على حد سواء.
بدورها صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن كييف أكدت مجدداً أنها لا تنوي إجراء مفاوضات مع روسيا، وأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لا يريد السلام.
ورداً على تصريح لوزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، مفاده أن المفاوضات مع روسيا ممكنة «فقط بعد هزيمتها»، كتبت زاخاروفا في صفحتها على «تيلغرام»: الرد لكل من ينتقد روسيا بـ«عدم إجراء مفاوضات مع نظام كييف»، نظام كييف يتخلى عنها، وهذا ما أكده كوليبا مرة أخرى.
وعبرت عن اعتقادها بأن وزير الخارجية الأوكراني لم يذكر أن هذا ليس موقف دولة أوكرانيا بل أغنية غنتها واشنطن، وبدأ نظام كييف بتكرارها، مضيفة: لكن الواقع مؤكد، زيلينسكي ورفاقه، أو ما تبقى منهم، لا يريدون السلام.
وفي غضون ذلك نقلت وكالة «نوفوستي» عن المتحدث باسم قوات جمهورية دونيتسك الشعبية إدوارد باسورين قوله في حديث تلفزيوني: سيتم تحرير كامل دونباس في هذا العام، مضيفاً: لقد حققنا تقدماً وفي المستقبل وقبل نهاية العام سيتم تحرير أراضي دونباس ولكن لن نعطي موعداً دقيقاً.
بدوره قال رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية ليونيد باسيتشنيك: إن تشكيل الإدارات في جميع مدن ومناطق الجمهورية اكتمل.
وكان باسيتشنيك وقّع سابقاً على المرسوم الخاص بإنشاء إدارات في مدن ومناطق جمهورية لوغانسك المحررة من قوات النظام الأوكراني.
في غضون ذلك صرح وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو أمس، بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي البحث عن طرق لتحقيق التسوية السلمية في أوكرانيا بدلاً من صياغة عقوبات جديدة ضد روسيا.
وحسب وكالة «تاس» كتب سيارتو في صفحته على «فيسبوك» قبل اجتماع جديد لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: يتدهور الوضع العسكري في أوكرانيا، لكن بروكسل تقوم بصياغة حزمة جديدة من العقوبات بدلاً من إحلال السلام.
وأضاف: إن السلام هو الحل الوحيد الذي يسمح لاحقاً بمنع وقوع ضحايا بشرية لا معنى لها وإزالة التضخم والتغلب على الغموض الكامل في مجال الطاقة وإزالة الصعوبات في مجال إمدادات الغذاء.
على خط موازٍ أفاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بأن مجلس الاتحاد الأوروبي وافق على تخصيص حزمة خامسة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون يورو.
وحسب وكالة «نوفوستي» كتب ميشيل في صفحته على «تويتر»: أنا أرحب بالاتفاق السياسي لمجلس الاتحاد الأوروبي حول الحزمة الخامسة من المساعدات المالية لأوكرانيا، وبذلك يبلغ دعم الاتحاد الأوروبي في شكل معدات عسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية 2.5 مليار يورو.
ميدانياً، أمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال قيامه بتفقد مجموعة قوات «فوستوك» الروسية، التي تنفذ مهام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، القوات العاملة في أوكرانيا بإعطاء الأولوية لتدمير الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى للجيش الأوكراني والتي تستخدم لقصف أراضي دونباس.
وحسب الدفاع الروسية استمع شويغو لتقرير قائد المجموعة الفريق رستم مرادوف حول الوضع الحالي وما تم إحرازه من تقدم في تنفيذ المهام القتالية في منطقة مسؤوليته.
وذكرت الدفاع الروسية في بيان أن شويغو أشار إلى تعزيز القدرات الهجومية لمجموعة «فوستوك»، وأصدر تعليمات لقائدها بإعطاء الأولوية للقضاء بأسلحة عالية الدقة على الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى للعدو، والتي تستخدم لقصف المناطق السكنية في دونباس بشكل متعمد، وكذلك لحرق حقول القمح ومرافق تخزين الحبوب.
في غضون ذلك أعلنت الدفاع الروسية أمس أن ما يصل إلى 250 مسلحاً أجنبياً قتلوا بضربة صاروخية روسية استهدفت مركز انتشار لمرتزقة «الفيلق الأجنبي» الأوكراني في دونباس.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قي إفادة صحفية أمس أن هذه الضربة نفذت بصواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو على الموقع المذكور في بلدة قنسطنطينوفكا بجمهورية دونيتسك، وأنها أدت أيضاً إلى تدمير سبع مدرعات و12 مركبة خاصة.
وذكر كوناشينكوف أنه نتيجة ضربة بأسلحة بعيدة المدى عالية الدقة استهدفت نقطة انتشار مؤقتة لإحدى كتائب لواء الدفاع الإقليمي في مقاطعة تشيركاسي (وسط)، تم القضاء على 60 مسلحاً، وتدمير راجمتي صواريخ وأربعة مدافع.
وأصابت غارات للقوات الروسية في دونيتسك الشعبية أكثر من 10 راجمات صواريخ «غراد»، و8 قطع من المدرعات، فيما أدى قصف بالمدفعية الصاروخية لمطار ميداني عسكري أوكراني في دونيتسك أيضاً، إلى تدمير مروحيتين من طراز «مي-8» وإلحاق أضرار جسيمة بمروحيتين أخريين.
وأضاف إنه وفي إطار مكافحة البطاريات تمت إصابة بطاريتين من راجمات صواريخ «أوراغان»، وثلاثة فصائل من راجمات صواريخ «غراد»، و14 فصيلة مدفعية من مدافع هاوتزر «غياتسينت-بي» ومدافع D-30 في دونيتسك.
وضرب الطيران والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية خلال يوم أمس 14 موقع قيادة، إضافة إلى قوات ومعدات عسكرية في 286 منطقة، وبين الأهداف المدمرة منظومة للطائرات من طراز «بوك-إم1»، وثلاثة مستودعات للأنظمة الصاروخية والمدفعية، ومستودع وقود.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن