سورية

الميليشيات نفذت حملة دهم واعتقال في الرقة وريفها … مراسل «الإخبارية» محمد الصغير المحتجز في سجون «قسد» يبدأ إضراباً عن الطعام

| وكالات

بدأ الصحفي محمد الصغير مراسل قناة «الإخبارية السورية» المختطف منذ بداية عام 2019 لدى ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية -قسد» إضراباً عن الطعام بعد أن تدهورت حالته الصحية نتيجة ظروف احتجازه السيئة وتعرضه للتعذيب في معتقلات «قسد»، في وقت واصلت فيها الأخيرة حملات اعتقال المدنيين لزجهم قسراً للقتال في صفوفها.
وذكرت وكالة «سانا»، أن «الصغير الذي شهدت حالته الصحية تدهوراً مستمراً نتيجة سوء ظروف الاعتقال وعدم تلقيه الرعاية الصحية اللازمة، بدأ (أمس) تنفيذ إضراب عن الطعام داخل مكان احتجازه من ميليشيات «قسد»، وذلك احتجاجاً على ظروف الاحتجاز والمعاملة السيئة التي يتلقاها».
واختطفت «قسد» الصغير بعد تصويره وتوثيقه جرائم الاحتلال الأميركي في محافظة الحسكة وخاصة تعمده حرق المحاصيل الزراعية خلال موسم 2019 بهدف تجويع أبنائها إضافة لقيام الاحتلال الأميركي بسرقة الثروات السورية في مناطق احتلاله ولاسيما النفط وتهريبها بالتنسيق مع «قسد» خارج البلاد لحرمان الأهالي من مواردهم.
وعمل الصغير وهو من مواليد 1968 في عدة وسائل إعلامية سورية والتحق بفريق «الإخبارية» السورية مراسلاً لها في مدينة القامشلي عام 2014 وغطى مختلف الأحداث والأخبار المحلية والميدانية، حيث قام خلال العام 2019 بتغطية أحداث الحرائق المفتعلة في حقول القمح والشعير في الجزيرة السورية لتقوم «قسد» باختطافه بتاريخ السابع من حزيران 2019.
بالتزامن، واصلت «قسد» حملات الاعتقال في أماكن انتشارها لتجنيد مدنيين وزجهم للقتال في صفوفها وذلك بذريعة ملاحقة فارين من جبهات القتال، وشنت حملة دهم لمنازل في مدينة الرقة وريفها، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
وداهم مسلحو «قسد»، حسب المواقع منازل في مدينة الرقة وريفها، وشنوا حملة اعتقالات في أحياء بلدة كديران استهدفت شباناً وأسفرت عن اعتقال 20 شخصاً من أصل 42 مما تسميهم الميليشيات «مطلوبين»، إضافة إلى إصابة شخصين هما الشاب، خلف الرفيع، وابن عمه، عدنان الرفيع، حيث نقلا إلى مشفى الطب الحديث بمدينة الطبقة.
وتشمل الحملة التي بدأتها «قسد» من بلدة كديران ريف الرقة الغربي بشكل عام، بالتزامن مع تزايد حالات الفرار من خطوط التماس في محاور عين عيسى وغرب تل أبيض بريف الرقة الشمالي، وفق المصادر التي ذكرت أن ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها «قسد» تسعى إلى اتخاذ قرارات جديدة متعلقة بـ«التجنيد»، حيث تناقش فرض ما سمته «التجنيد الإلزامي» على مَن هم دون سن الـ40، كما اقترح مسؤولوها «تجهيز مسودة قرار يصدر عند الضرورة، وينص على إغلاق المعابر ومنع سفر مواطنـي مناطـق شـمال شـرق سورية إلى الخارج، ومنح مؤسسات «الإدارة المدنية والعسـكرية» صلاحية اسـتخدام منشآت وعقارات عائدة للمدنيين في حال الحاجة لها».
هذه الإجراءات اصطدمت برفض من مسؤولين في «الإدارة الذاتية» ينتمون لمكونات عشائرية وأحزاب سياسية مختلفة، حيث اعتبر المعارضون أن القرار «سيزيد الهوة والشرخ الحاصل بين سكان المنطقة و«الإدارة»، وسيلقى رفضاً شعبياً واسعاً ويزيد مخاوف الأهالي، وقد تكون النتائج عكسية وتحصل موجات نزوح لخارج المنطقة بشكل فوري».
وسبق أن فرضت «الإدارة الذاتية»، قيوداً على النازحين في مناطق سيطرتها بمحافظة الرقة وطالبتهم باستخراج «بطاقة الوافد» وربطت عملية استخراجها والوثائق الرسمية الأخرى لفئة الشباب بـما سمته «واجب الدفاع الذاتي».
في الأثناء، ذكرت قناة «SBS» الأسترالية، أن صبياً أسترالياً يبلغ من العمر 17 عاماً توفي في أحد المعتقلات في مناطق سيطرة «قسد» شمال شرق سورية بعد مناشدات لعائلته بإطلاق سراحه، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة.
وقالت القناة: إن عائلة الصبي يوسف زهاب تلقت الخبر بعد أن اتصل بها مسؤولون أستراليون، في حين قالت عائلة يوسف إنه وأقاربه الآخرين أُجبروا على السفر إلى سورية من قبل شقيقه محمد زهاب وهو مجند في تنظيم داعش الإرهابي.
والصبي الأسترالي في عداد المفقودين منذ المسرحية التي افتعلتها قوات الاحتلال الأميركي في 20 كانون الثاني الماضي والمتمثلة بهجوم نفذه داعش على سجن الثانوية الصناعية في حي غويران في الحسكة، حيث كان محتجزاً مدة ثلاث سنوات.
وفي كانون الثاني الماضي، أرسل الصبي رسائل صوتية لعائلته من السجن يقول فيها إنه يخشى على حياته بعد أن مات أصدقاؤه بجانبه.
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية في بيان: إن بلاده تسعى لتأكيد تقارير عن وفاة أسترالي في سورية.
ووفقاً لمنظمة «أنقذوا الأطفال»، يوجد ما لا يقل عن 63 أسترالياً، من بينهم أكثر من 40 طفلاً، في مخيمات تديرها «قسد» في شمال شرق سورية.
وتحتجز «قسد» في مخيماتها شمال شرق البلاد التي يعد «الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن