الجيش أنهى تحضيراته في منبج وتل رفعت للتصدي للعدوان التركي
| حلب- خالد زنكلو - حماة – محمد أحمد خبازي
أنهى الجيش العربي السوري، أمس، تحضيراته في مدينتي تل رفعت ومنبج شمال وشمال شرق حلب للتصدي للعدوان التركي المحتمل، والذي ضرب له رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان موعدا بعد عيد الأضحى.
وتوقع مراقبون للوضع في شمال سورية ولتطور مخرجات اجتماعات القمم وفق صيغة «أستانا»، أن يشهر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم في طهران، «فيتو» مزدوجاً في وجه أردوغان يحول دون تنفيذ وعيده باجتياح تل رفعت ومنبج لإنشاء منطقته «الآمنة» المزعومة داخل الأراضي السورية.
وأعرب المراقبون، في تصريحات لـ«الوطن»، أن المعطيات تسير باتجاه تقييد نظام أردوغان ومنعه من تفجير الوضع في منطقتي نفوذ روسيا وإيران غرب نهر الفرات، أي في تل رفعت ومنبج، على غرار «الفيتو» الأميركي الذي يكبله لمنع إطلاق يده في مناطق نفوذ واشنطن شرق النهر.
ورأوا، أنه ليس بمقدور أردوغان تجاوز الخطوط الحمر لكل من موسكو وطهران في تل رفعت ومنبج، على الرغم من تلويح نظامه مراراً بعزمه شن عملية عسكرية بغتة لاحتلالهما، وذلك بسبب تشابك المصالح السياسية والاقتصادية لأنقرة مع موسكو وطهران وفي ظرف بالغ الحساسية من عمر العملية الروسية ضد النازيين في أوكرانيا التي تريد الإدارة الأميركية أن تترك آثارها السلبية في منطقتي نفوذ روسيا وإيران في سورية.
ميدانيا، وضع الجيش العربي السوري لمساته الأخيرة على خطوط تماس الجبهات المرشحة للغزو التركي شمال وشمال شرق البلاد، بعد أن أنهى رفد قواته بالقرب منها بتعزيزات إضافية من عديدة وعتاده ووسع رقعة انتشاره على طول الجبهات، وخصوصاً تل رفعت ومنبج اللتين تتصدران اهتمام نظام أردوغان وجدول الأعمال المفترض لاجتماع القمة في طهران. وأكدت مصادر محلية في منبج لـ«الوطن» وصول تعزيزات جديدة أمس للجيش العربي السوري إلى خطوط تماس القتال مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، انتشرت على طول خط نهر الساجور، وبخاصة في محيط بلدة العريمة.
ولفتت المصادر إلى أن حشود الجيش السوري إلى منبج، هي الثانية في غضون يومين والثالثة خلال ١٠ أيام، وذلك بعد أنهى تثبيت وتعزيز نقاطه في جبهات تل رفعت بريف حلب الشمالي الأوسط خلال الأيام المنصرمة.
من جانبها ذكرت وكالة «انا» أن وحدات من الجيش العربي السوري انتشرت في مناطق عدة بريفي حلب والرقة الشماليين القريبين من الشريط الحدودي معززة بذلك نقاط انتشارها لمواجهة الاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين.
وقالت: إن «وحدات من الجيش العربي السوري قامت بتعزيز مواقعها في مدينتي عين عيسى وعين العرب بريفي الرقة وحلب» لافتة إلى أن «هذا الإجراء يأتي في سياق الخطوات التي تقوم بها الدولة لترسيخ الأمن والاستقرار على كامل الجغرافيا السورية».
في ريف حلب الشمالي الشرقي أيضاً، سيرت القوات الروسية في عين العرب أمس دورية مشتركة مع الجانب التركي، هي الثانية منذ الـ٥ من الشهر الجاري، جالت بعرباتها الثمانية ١١ قرية بريف المنطقة الحدودية، في دلالة على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في عين العرب.
وبرز أمس تصريحات لمتزعمين في ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله ويموله ويقوده النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية، بأن جيش الاحتلال التركي لم يتم استعداده بعد لشن عدوانه باتجاه الأراضي السورية، على الرغم من تصريحات سابقة عمرها أكثر من شهر عن الانتهاء من تحضيراته لإطلاق عمليته العسكرية الاستعمارية التوسعية، ما يدل على تخبط نظام أردوغان في اتخاذ قراره الحاسم إزاء ذلك.
إلى منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، حيث ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي، دكت أمس بالمدفعية مواقع للإرهابيين في محاور التماس بسهل الغاب، بينما دكت الوحدات العاملة بريف إدلب بالمدفعية والصواريخ، نقاط تمركز للإرهابيين في الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين والرويحة وأطراف البارة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المصدر أن الجيش بذلك رد على خروقات الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، واعتدائهم بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية في ريف إدلب الجنوبي.
كما قصف الجيش صاروخياً مواقع الإرهابيين على محور كبانة بجبل الأكراد في اللاذقية بينما قصفت وحداته العاملة بريف حلب الغربي مواقعهم وذلك رداً على خروقاتهم لوقف إطلاق النار.
على خط مواز، ذكر نائب رئيس مركز التنسيق الروسي في قاعدة «حميميم» يفغيني غيراسيموف في بيان له أن مسلحو تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي استخدموا خلال قصف المناطق الآمنة في أرياف حلب وإدلب واللاذقية سيارات الإسعاف ومركبات عليها شعار منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية، مشيراً إلى أنه تم رصد 16 اعتداء بقذائف الهاون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي البادية الشرقية، أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي، شن عدة غارات على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرصافة ببادية الرقة، موضحا أن الغارات استهدفت مخابئ للدواعش الذين أمعنوا في تحصينها وتمويهها.