رياضة

الرياضات الخاصة.. رياضة الفقر والتعتير … اهتمام مفقود ودعم معدوم وأحوال صعبة ومحزنة

| ناصر النجار

الكثير من الأوقات السابقة كنا نعيش حالة فرح وسرور مع إنجازات الرياضات الخاصة في الأولمبياد والبطولات الدولية، ومن منا لا يتذكر محمد خالد محمد وبطولاته وكذلك رشا الشيخ وغيرهما الذين رفعوا راية الوطن عالياً في كل المحافل التي شاركوا فيها.

وكم تفاءل أبطال هذه الرياضة عندما تولى محمد خالد محمد رئاسة اتحاد الرياضات الخاصة وأصبحت رشا عضواً في الاتحاد، وتوقع الجميع أن تنتعش الرياضة وأبطالها، لكن ذلك لم يحدث! والاستغراب كان بادياً على الجميع لكون هؤلاء عاشوا معاناة الرياضي وعلموا ما يكابده من مشقة وتعب وجهد، دون أن يبادروا إلى نجدته ونصرته وتخفيف آلامه.

بطل من أبطال الرياضات الخاصة رامي مبارك نقل هموم وآلام زملائه إلى «الوطن» التي استمعت إلى هذه المعاناة ولخصتها بالتقرير التالي.

رياضة ترفيهية

أكثر ما يزعج أبطال الرياضات الخاصة أنهم يعتبرونها رياضة ترفيهية، لذلك تبقى خارج دائرة الاهتمام وكأنها خارج منظمة الاتحاد الرياضي العام، وأبطال الرياضة فيها وممارسوها لا يعاملون معاملة الرياضي الصحيح السليم من حيث الاهتمام والدعم والنشاطات والمكافآت والتجهيزات وغير ذلك.

رغم أن المفترض أن تكون المعاملة معكوسة، لأن الرياضي المعوق يحتاج إلى دعم أكبر واهتمام أكثر لوضعه الخاص، وبالأخص أن فرص العمل في الحياة وتوفير قوت اليوم لا يتوافران لهم كما يتوافران للرياضيين الأصحاء، وفي الحديث عن المعوقات فإن الأمر الأول يتعلق بالرياضة، فالممارسة والتدريب يحتاجان إلى تجهيزات ومستلزمات وهي غير متوافرة إلا بالحد الأدنى، ولأن ضيفنا من فريق منتخب اللاذقية في لعبتي كرة السلة والطائرة، فإن الفريق يجد صعوبة في التوجه إلى مكان التدريب الذي يحتاج إلى نفقات، وهم يتنقلون كما قال رامي على الدراجات النارية التي تحتاج إلى بنزين وهذا غير متوفر ويتكلف الرياضيون لأجل حضور التمارين مبالغ طائلة، والصورة التي يضعنا فيها تشرح المعاناة وقد قال: نرى بأم أعيننا لاعبي القواعد في ناديي تشرين وحطين وقد خصصت لهم وسائل النقل الخاصة بهم، بينما نحن ننتظر على أحر من الجمر الفرج في هذا الموضوع.

والأمر الثاني إن الرياضة الممارسة على الكراسي تتعرض للأعطال ونضطر لصيانتها، وصيانة الكراسي وتبديل الإطارات مكلفة جداً، وكلها تقع على عاتقنا ومن مصروفنا الشخصي، ولا يوجد أحد يساعدنا في هذا الأمر.

وموضوع إذن السفر تم التطرق إليه أكثر من مرة، ورغم أن المكتب التنفيذي مشكوراً رفع قيمته إلا أن الرفع لم يتوازَ مع أسعار السوق ولم يصل إلى الحد الأدنى، فإذن السفر لا يكفي ثمن تذكرة سفر من اللاذقية إلى دمشق للمشاركة في مباراة أو نشاط.

وعن النشاطات يقول رامي: النشاطات الداخلية باتت معدومة وهي قليلة وهذا الأمر يساهم بخفض المستوى الفني والبدني للاعبين، لأن النشاطات تضع اللاعبين في جاهزية فنية وبدنية عالية، وتصقل اللاعبين وتكسبهم الخبرة، فالتمارين وحدها لا تكفي لتطوير المستوى ورفع المهارات وتنمية القدرات ومشكلة البطولات (كما يقول رامي) إنها متعلقة بالدعم من المنظمات الإنسانية فعندما يتوافر الدعم تقام البطولات، لذلك نجد أننا تحت رحمة هذه المنظمات وما يمكن أن تقدمه من دعم للرياضات الخاصة.

ونحن نتطلع إلى الدعم الكامل من المنظمة ومن اللجان التنفيذية وهذا يولد الاستقرار ويعطي اللاعب الأمل في الرياضة واستمراره فيها، أما البقاء على الانتظار فهذا أمر يصيبنا بالتشاؤم ويضعف آمالنا في رياضة نتمنى أن تكون في القمة وأن تحقق النتائج الجيدة لرياضتنا ولبلدنا.

وعلى مستوى المحافظة يقول رامي: قد تكون محافظة اللاذقية الأقل دعماً من غيرها في هذه الرياضة، ونحن نتمنى من القائمين على الرياضة في اللاذقية ومن أنديتها الكبيرة أن تمد يد العون إلى الرياضات الخاصة فهي تملك الكثير من الأبطال والبطلات الذين لا يحتاجون إلا القليل من الرعاية والدعم المعنوي والنفسي واللوجستي والمالي.

«الوطن» هذه صرخة بطل في رياضة تشكل إحدى الرياضات المهمة باختصاصاتها المتعددة، وسبق أن حقق رياضيونا العديد من الإنجازات الدولية والأولمبية، فبلدنا ممتلئ بالخامات والمواهب والأبطال، والاهتمام بهؤلاء الرياضيين يأتي من باب الواجب والمسؤولية، لذلك نتمنى أن نجد الاهتمام الكامل والدعم المطلوب للرياضات الخاصة لأنها جزء لا يتجزأ من منظومتنا الرياضية.

السيرة الشخصية

رامي مبارك، لاعب ومدرب وحكم كرة طائرة، مواليد 1984 دير الزور.

عضو في منتخب اللاذقية لكرتي السلة والطائرة.

بطولة الجمهورية لسنوات عديدة في رمي الكرة الحديدية والقرص والرمح.

بطولة الدوري بالكرة الطائرة مع منتخب دير الزور.

بطولة الدوري بكرة السلة مع منتخب اللاذقية.

بطل الجمهورية برفع الأثقال (شباب ورجال).

بطل الجمهورية بكرة الطاولة.

المشاركات الخارجية.

المركز الرابع مع منتخب سورية في البطولة الأفروعربية بالكرة الطائرة التي جرت في طرطوس.

المركز الثاني مع منتخب سورية في بطولة حنا لحود في لبنان بكرة السلة.

المركز الثالث مع منتخب دمشق بدورة جبيل في لبنان بكرة السلة.

المركز الخامس مع منتخب اللاذقية ببطولة غرب آسيا بكرة السلة التي جرت في الأردن قبل عامين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن