هدوء حذر واكب «قمة طهران» ولفّ خطوط التماس باستثناء «خفض التصعيد» … الجيش يدعّم جبهتي منبج وعين عيسى وتوقعات بـ«تفاهمات» جديدة مع «قسد»
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد احمد خبازي
واصل الجيش العربي السوري تدعيم جبهات القتال في منبج بريف حلب الشمالي وعين عيسى شمال الرقة بالمزيد من تعزيزاته العسكرية، في وقت تنتظر المناطق المرشحة للعدوان التركي «تفاهمات» جديدة بوساطة روسية بين الحكومة السورية وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، لدرء العدوان، بعد أن حط وفد عسكري روسي رفيع المستوى في مطار القامشلي لهذه الغاية.
وواكبت خطوط تماس الجبهات على امتداد رقعة الجغرافيا السورية القمة الثلاثية لقادة ضامني مسار «أستانا»، روسيا وإيران والنظام التركي، في العاصمة الإيرانية طهران أمس، إذ ساد هدوء حذر مناطق المواجهات باستثناء «خفض التصعيد» بإدلب وجوارها، في انتظار النتائج التي ستسفر عنها المشاورات خلال القمة، والتي تصدرتها العدوان الذي ينوي النظام التركي شنه في شمال سورية.
صباح انعقاد القمة، أمس، أرسل الجيش العربي السوري مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى خط فصل نهر الساجور بمنبج، الذي يفصل نقاط الجيش العربي السوري عن مناطق انتشار جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، وذلك لليوم الثاني على التوالي وللمرة الثالثة في غضون ١١ يوماً.
وذكرت مصادر أهلية في مدينة منبج لـ«الوطن»، أنها رصدت أمس وصول حافلات تقل جنوداً للجيش العربي السوري إلى الريف الشرقي لمدينة منبج مع ذخائر وأسلحة ثقيلة قوامها مدافع ودبابات تمركزت بالقرب من خطوط التماس، وذلك لتقوية جبهات المنطقة التي حددها رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان وجهة أولى مع تل رفعت بريف حلب الشمالي لغزوهما بعد عيد الأضحى.
أما في عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وحسب قول مصادر محلية في البلدة لـ«الوطن»، واصلت وحدات الجيش العربي السوري تقوية خطوطها الدفاعية عند خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، حيث وصلت أمس تعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور القتال في الناحية، التي شهدت تصعيداً مستمراً من النظام التركي منذ إعلانه في ٢٣ أيار الماضي عزمه شن عدوان باتجاهها، لإقامة ما سماه «منطقة آمنة» مزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية.
إلى القامشلي، حيث برز أمس في إطار متابعة موسكو جهودها للتقريب بين الحكومة السورية ومتزعمي «قسد» بهدف نزع فتيل الحرب التي يهدد النظام التركي بشنها لانتزاع أراض سورية جديدة، وصول وفد عسكري روسي برئاسة قائد القوات الروسية في سورية ألكسندر دفورنيكوف إلى مطار القامشلي، والذي تتخذ منه قوات الجو الروسية قاعدة لها.
وتوقعت مصادر محلية في القامشلي لـ«الوطن» أن يتم التوصل إلى «تفاهمات» جديدة بين الحكومة السورية و«قسد» من شأنها تخفيف الاحتقان في جبهات القتال مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وذلك بعد أن أفضت تفاهمات سابقة إلى دخول تعزيزات للجيش العربي السوري مع أسلحة ثقيلة ونوعية إلى مناطق نفوذ «قسد» بالقرب من خطوط تماس الجبهات، وبما يسهم في إيجاد حل طويل الأمد للأزمة يفترض أن تدعمه القرارات المرتقبة لـ«قمة طهران».
من جهة أخرى، ضبط جيش الاحتلال التركي أمس فرامله، على غير عادته، في انتظار معرفة «التفاهمات» المتوقع أن تصدر عن مشاورات قادة ضامني مسار «أستانا»، ولم تشهد خطوط الاشتباك في مناطق الاقتتال المختلفة شمال وشمال شرق سورية تصعيداً عسكرياً من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
وشذت منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد عن استثناء أمس، بعدما عمد مسلحو ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم تنظيمات إرهابية وميليشيات ممولة من نظام أردوغان، إلى قصف نقاط تمركز الجيش العربي السوري بريف إدلب الجنوبي انطلاقاً من معاقلهم في جبل الزاوية.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش العربي السوري رد على مصادر إطلاق النار في محيط بلدات فليفل والفطيرة وسفوهن في جبل الزاوية وكبد الإرهابيين خسائر بشرية وعسكرية، على حين قتل أكثر من ٣ إرهابيين وجرح لا يقل عن ٨ آخرين في رد وحدات الجيش العربي السوري على خرق وقف إطلاق النار في بلدة العنكاوي ومحور المشاريع بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، إضافة إلى محور الكبانة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
تزامن ذلك، مع استقدام جيش الاحتلال التركي وعبر معبر كفرلوسين شمال إدلب تعزيزات جديدة إلى نقاط مراقبته غير الشرعية المتمركزة في جبل الزاوية، وهي عبارة عن آليات عسكرية ومجنزرات ودبابات مع جنود وعتاد عسكري ولوجستي، وفق ما بينت مصادر محلية في جبل الزاوية لـ«الوطن».
وكشفت المصادر ذاتها أن ضباطاً من جيش الاحتلال التركي، اجتمعت أمس مع وجهاء وممثلين عن قرى وبلدات جبل الزاوية في القاعدة العسكرية في بلدة بليون. ونقلت عن الأهالي: أن الضباط الأتراك طالبوهم بالعودة إلى منازلهم القريبة من خطوط التماس والتي هجروها بفعل الاشتباكات المستمرة، والتي يطلق شرارتها في كل مرة تنظيم «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة الذي يأخذ الأوامر من نظام أردوغان واستخباراته.
وأما في البادية الشرقية، فقد ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، واجهت أمس خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في باديتي تدمر ودير الزور، وذلك خلال عمليات تمشيط قطاعاتها، مؤكداً أن المواجهات أسفرت عن مقتل العديد من الدواعش.
وأشار المصدر إلى أن عدداً من عناصر الوحدات المشتركة أصيبوا إصابات متفاوتة، بانفجار لغم ببادية تدمر، لافتاً إلى أن الدواعش زرعوا مختلف القطاعات بكم كبير من الألغام والعبوات الناسفة، التي تبذل وحدات الهندسة جهوداً جبارة بتفكيكها أو تفجيرها، وهو ما يجعل تمشيط البادية المترامية الأطراف صعباً نوعاً ما من بقايا فلول التنظيم الإرهابي.