الخبر الرئيسي

بوتين: خطوات محددة لحوار سياسي.. الخامنئي: وحدة سورية مهمة جداً بالنسبة لنا.. رئيسي: جيشها هو الضامن لاستقرارها … المقداد وصل طهران.. وقمة ضامني «أستانا»: مواجهة الإرهاب والالتزام بسيادة الدولة

| الوطن

تزامناً مع القمم الثنائية والثلاثية لقادة ضامني مسار «أستانا» التي استضافتها طهران، وصل وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إلى العاصمة الإيرانية مساء أمس للقاء كبار مسؤوليها والبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى آخر المستجدات والتطورات على الساحة الإقليمية والدولية.

زيارة المقداد جاءت عقب وصول كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وتزامناً مع انطلاق قمة رؤساء الدول الضامنة لمسار «أستانا» والتي أعلن أن هدفها البحث في سبل التسوية في سورية.

الرئيس الإيراني وفي كلمة له خلال افتتاح القمة، قال: إن «العقوبات تتناقض مع سيادة الدول وإيران تدين هذه السياسات ضد الشعب السوري»، وأكد رئيسي أن وجود الجيش العربي السوري على الحدود هو الضامن لاستقرار البلاد، مشدداً على أن «سيادة سورية واستقرارها وأمنها خط أحمر والوجود الأميركي غير الشرعي فيها هو سبب عدم استقرارها».

وأعرب رئيسي عن اعتقاده، بأن مسار أستانا هو إطار ناجح لحل سلمي للأزمة السورية، مؤكداً ضرورة تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين دول مسار أستانا بشأن سورية، مشيراً إلى أنه ثبت أن الحلول الخارجية ستؤدي لتعقيد الوضع السوري.

بدوره وفي كلمة له رأى الرئيس الروسي أنه «لدينا عبر هذه القمة فرصة إجراء حوار فاعل يضمن الاستقرار في سورية»، موضحاً أنه «بعد هذا المؤتمر ستكون لدينا خطوات لحوار سياسي سوري يتيح لسورية تحديد مستقبلها من دون تدخل خارجي»، مؤكداً أنه لدينا قلق بشأن مخاطر مصدرها المناطق التي توجد خارج سيطرة الحكومة السورية.

وشدد بوتين على أنه «يجب أن نتأكد من قيام المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتقديم مساعدة لسورية من دون أهداف سياسية أو شروط مسبقة».

من جانبه، قال أردوغان: «يجب علينا أن نقوم بمكافحة جميع التّنظيمات الإرهابيّة ونحن عازمون على ذلك»، وأضاف: «سنواصل الاجتماعات بين بعضنا لإيجاد الحلول للأزمة في سورية، وعلينا تقديم الدّعم الكامل لتسريع الحل السّياسي والدبلوماسي للأزمة»، وتابع «تركيا تتفهّم قلقكم الواضح لوجود بعض الأطراف في إدلب».

بيان قمّة طهران الختامي أكد عزم روسيا وإيران وتركيا على محاربة الإرهابيين في سورية الذين يعملون هناك تحت أسماء مختلفة، والتزامهم الراسخ بسيادة سورية ووحدة أراضيها، كما أكد البيان ضرورة مكافحة المخططات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة سورية.

بيان القمة أكد أيضاً رفض جميع محاولات إيجاد حقائق جديدة على الأرض السورية بذريعة مكافحة الإرهاب، وضرورة الحفاظ على الهدوء من خلال تنفيذ جميع الاتفاقات المتعلقة بإدلب.

وفي وقت سابق أمس وخلال استقباله للرئيس الروسي أكد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية علي الخامنئي أن بلاده تعارض العمليات العسكرية في سورية، مشدداً على أنه من الضروري الحيلولة من دون وقوعها.

وخلال استقباله لأردوغان، قال الخامنئي: «إن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مهم جداً بالنسبة لنا، وأي هجوم عسكري على شمال سورية سيلحق الضرر بتركيا وسورية وكل المنطقة وسيكون لمصلحة الإرهابيين» وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

وأضاف الخامنئي موجهاً كلامه لأردوغان: «نحن نعتبر أمن تركيا هو أمننا وعليكم أنتم أيضاً أن تعتبروا أمن سورية على أنه أمنكم»، مشدداً على أن حل الأزمة في سورية يكون عبر الحوار.

وتعليقاً على الاستنكار الذي أبداه الرئيس التركي من الجماعات الإرهابية، صرح الخامنئي وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، بأن محاربة الإرهاب أمر واجب، لكن مهاجمة سورية عسكرياً سوف يخدم الإرهابيين الذين لا ينحصرون في جماعة واحدة.

هذه التطورات تزامنت مع إرسال الجيش العربي السوري مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى خط فصل نهر الساجور بمنبج، الذي يفصل نقاط الجيش العربي السوري عن مناطق انتشار جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، وذلك لليوم الثاني على التوالي وللمرة الثالثة في غضون ١١ يوماً.

وذكرت مصادر أهلية في مدينة منبج لـ«الوطن»، أنها رصدت أمس وصول حافلات تقل جنوداً للجيش العربي السوري إلى الريف الشرقي لمدينة منبج مع ذخائر وأسلحة ثقيلة قوامها مدافع ودبابات تمركزت بالقرب من خطوط التماس، وذلك لتقوية جبهات المنطقة التي حددها رئيس النظام التركي وجهة أولى مع تل رفعت بريف حلب الشمالي لغزوهما بعد عيد الأضحى.

أما في عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وحسب قول مصادر محلية في البلدة لـ«الوطن»، واصلت وحدات الجيش العربي السوري تقوية خطوطها الدفاعية عند خطوط التماس مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، حيث وصلت أمس تعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور القتال في الناحية، التي شهدت تصعيداً مستمراً من النظام التركي منذ إعلانه في ٢٣ أيار الماضي عزمه شن عدوان باتجاهها، لإقامة ما سماه «منطقة آمنة» مزعومة بعمق ٣٠ كيلو متراً داخل الأراضي السورية.

إلى القامشلي، حيث برز أمس في إطار متابعة موسكو جهودها للتقريب بين الحكومة السورية ومتزعمي «قسد» بهدف نزع فتيل الحرب التي يهدد النظام التركي بشنها لانتزاع أراض سورية جديدة، وصول وفد عسكري روسي برئاسة قائد القوات الروسية في سورية ألكسندر دفورنيكوف إلى مطار القامشلي، والذي تتخذ منه قوات الجو الروسية قاعدة لها.

وتوقعت مصادر محلية في القامشلي لـ«الوطن» أن يتم التوصل إلى «تفاهمات» جديدة بين الحكومة السورية و«قسد» من شأنها تخفيف الاحتقان في جبهات القتال مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، وذلك بعد أن أفضت تفاهمات سابقة إلى دخول تعزيزات للجيش العربي السوري مع أسلحة ثقيلة ونوعية إلى مناطق نفوذ «قسد» بالقرب من خطوط تماس الجبهات، وبما يسهم في إيجاد حل طويل الأمد للأزمة يفترض أن تدعمه القرارات المرتقبة لـ«قمة طهران».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن