تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية بشكل عام والمصرية على وجه الخصوص إلى ملعب القاهرة الدولي الذي يحتضن لقاء قطبي الكرة في أرض الكنانة الأهلي والزمالك في المباراة النهائية لمسابقة كأس مصر بداية من الساعة العاشرة (بتوقيت دمشق) تحت إشراف طاقم حكام بولندي من حكم الساحة المثير للجدل سيمون مارتشينياك وحتى حكام تقنية الفيديو المساعد، وسبق لحكم الساحة أن شارك في مونديال 2018 وهو قد اختير ضمن حكام المونديال القادم، ويبلغ مارتشينياك 41 سنة من العمر ويحمل الشارة الدولية منذ 2011 وسبق له قيادة الكثير من المباريات الأوروبية على مستوى المنتخبات وفي مسابقات الأندية كذلك، والطريف أن هذا النهائي يتبع لموسم 2020/2021 (العنوان في الأعلى صحيح) ذلك أنه تأجل من العام الماضي بسبب جائحة كورونا وبالتالي ضاع وسط زحام الأجندة الكروية وهاهو يقام اليوم قبل انطلاق الموسم الجديد 2022/2023 بأيام، علماً أن منافسات مسابقة الموسم 2021/2022.
بين الثنائية والتعويض
ويدخل الأهلي حامل اللقب في النسخة الأخيرة 2020 باحثاً عن الاحتفاظ بلقبه والأهم حفظ ماء وجه الفريق الأكثر جماهيرية في الوطن العربي بعد موسم مخيب خسر خلاله لقبه القاري بخسارته النهائي أمام الوداد المغربي واقترب من فرصة استعادة لقب الدوري بعدها تراجع إلى المركز الثالث بفارق 9 نقاط وراء الزمالك غريمه الأبدي و5 نقاط خلف بيراميدز قبل 9 جولات من النهاية، وعلى الرغم أنه لعب مباراتين أقل من الفريقين إلا الارتباك والهزيمة الأخيرة أمام بيراميدز أرخت بظلالها حول مقدرة الأحمر على اللحاق بهما، أما الزمالك الطامح للظفر بلقب الكأس التي توج بها 6 مرات خلال العقد الأخير وبالتالي محاولة التتويج بالثنائية سواء احتسبت عن العام 2021 أو 2022، فقد حمل لقب الدوري في الموسم الماضي وهاهو يقترب من الاحتفاظ به. ، وبغض النظر عن حظوظ الفريقين أو حتى أهدافهما فنحن أمام حلقة جديدة من أشهر ديربي كروي عربي وأكثرها جماهيرية وبالتالي أمام سهرة كروية بطعم نهر النيل ستفرز بطلاً لثاني المسابقات في مصر.
مواجهة برتغالية
بعيداً عن الأسماء فإن المعطيات تقول إن كفتي الفريقين متساويتين خاصة أنهما تعادلا في آخر مواجهة بينهما قبل نحو شهر بهدفين لكل منهما ضمن إياب الدوري وكان الأهلي فاز ذهاباً بنتيجة كبيرة بلغت خمسة أهداف لثلاثة، وتراجع الأهلي كثيراً منذ رحيل مدربه الجنوب إفريقي موسيماني مطلع الشهر الماضي وجاء تعيين المدرب البرتغالي ريكاردو سواريش في توقيت سيئ وسط إصابات بعض اللاعبين ومحاولة البعض إثارة المشاكل ما أثر على مسيرة الفريق فخسر العديد من النقاط المهمة وتراجع أداؤه وظهر ذلك جلياً في المباريات الأخيرة.
بالمقابل يخوض الزمالك النهائي بمعنويات مرتفعة بعد الصدارة خاصة بعد نتائجه في المباريات الست الأخيرة التي حصد منها 16 نقطة، وقد سجل 4 انتصارات متتالية عقب التعادل في الديربي، في حين فقد الأهلي 7 نقاط خلال الفترة ذاتها، ويقوده المدرب البرتغالي جوزوالدو فيريرا، وبالتالي فنحن أمام مواجهة برتغالية خالصة على الخطوط والمؤكد أن الخبرة لمدرب الأبيض الأكبر عمراً (76 سنة) مقابل (47 سنة) لمدرب الأحمر لاسيما أن فيريرا سبق له قيادة الزمالك في مرحلة سابقة وتوج معه بطلاً للدوري والكأس موسم 2014/2015، في حين سواريش يخوض تجربته الأولى خارج بلاده.
حكاية الديربي
لم يكن ديربي القاهرة يوماً حدثاً عادياً، فأول سؤال يطرحه المصري عند الحديث عن الرياضة يقول: أنت أهلاوي أم زملكاوي؟، ويمتد الأمر إلى معظم جماهير كرة القدم في العالم العربي حيث ينقسم العرب بين أحمر وأبيض القاهرة، وتشهد لقاءات الفريقين متابعة عربية منذ قرابة أربعة عقود عندما بدأت التلفزيونات العربية ببثها بشكل مباشر، وتكتسي المدن المصرية عادة بأعلام وألوان الفريقين الأحمر والأبيض وتحظى مبارياتهما عادة بمتابعة جماهيرية تعتبر الأعلى بين مباريات الأندية في الوطن العربي.
وتحمل مباراة اليوم المواجهة رقم 243 تاريخياً بكل المسابقات والمناسبات حتى الودية منها، والغلبة للأهلي بواقع 105 انتصارات مقابل 58 مرة للزمالك وتعادلا 79 مرة، ومنها 219 مرة في المسابقات الرسمية ففاز الأهلي بـ94 مقابل 50 فوزاً للزمالك وتعادلا 75 مرة، أما في مسابقة الكأس فقد تقابلا 31 مرة والتقدم دائماً للممر بواقع 16 انتصاراً مقابل 10 انتصارات للأبيض وانتهت 5 مباريات بالتعادل منها نهائي 1953 الذي شهد تعادلاً سلبياً ثم أعيد وتجدد التعادل 2/2 رغم التمديد فكان أن تقاسم الفريقان اللقب فحمل كل فريق كأس المسابقة لستة أشهر، وسبق لهما أن تقاسما اللقب عام 1943 عندما قرر الاتحاد المصري منح كل فريق الكأس لستة أشهر عقب إخفاقه بإقامة المباراة النهائية في موعدها المحدد.
وتقابل الفريقان 20 مرة في النهائي ففاز الأهلي 9 مرات مقابل 8 مرات للزمالك وتعادلا 3 مرات منها نهائي 1938 بهدف لمثله قبل أن يفوز الزمالك 1/صفر بالإعادة، أما آخر تتويج للأهلي على حساب الزمالك فكان عام 2007 بنتيجة 4/3 على حين توج الزمالك عام 2016 على حساب الأهلي بعدما هزمه 3/1، ويحتل الأهلي زعامة المسابقة برصيد 37 لقباً وبلغ النهائي في 52 مناسبة مقابل 27 لقباً للزمالك الذي بلغ النهائي 40 مرة.