قرى المنطقة الشرقية في السويداء عطشى … مدير الصيانة: الآبار بحاجة إلى صيانة ومخازين مستودعات قطع التبديل صفر
| السويداء– عبير صيموعة
ما زالت معاناة قرى المنطقة الشرقية من السويداء التي تقع على أطراف البادية تتفاقم نتيجة قلة مياه الشرب وبسبب ساعات الضخ القليلة من محطات الضخ التي تعتمد على مياه سدي الطيبة والمشنف بعد خروج آبار الدياثة من الاستثمار حيث أكد أهالي قرى وبلدات المشنف- العجيلات– طربا- أم رزاق– الرشيدة– دوما– عراجة في شكواهم لـ«الوطن» قلة مياه الشرب الواصلة عبر الشبكة إلى منازلهم واضطرارهم إلى شراء صهاريج المياه التي أثقلت كاهلهم وزادت من أعبائهم المادية.
بدوره مدير الصيانة والتشغيل في مؤسسة مياه السويداء سميح نصر أوضح لـ«الوطن» أن إشكالية قلة المياه ضمن قرى المنطقة الشرقية إنما يعود إلى اعتماد القرى على ضخ مياه سدي المشنف والطيبة حالياً مع قلة الضخ ضمن مشروع تجمع آبار الدياثة المؤلف من خمس آبار جرى حفرها وتجهيزها واستثمارها لإرواء قرى تلك المنطقة خصيصا حيث كانت تعمل جميعها قبل 10 سنوات، قدم الآبار والظروف الجيولوجية للمنطقة أديا إلى اهتراء قميص الكساء واهتراء البواري بالتزامن مع عدم إمكانية القيام بأعمال الصيانة بسبب وقوعها في المناطق الساخنة، الأمر الذي أدى إلى خروج ثلاث منها من حيز الاستثمار مع بقاء بئرين فقط ضمن التشغيل المحدود جداً للآبار، وهذا الأمر يعود إلى عدم استقرار التغذية الكهربائية لوقوع الآبار في نهاية شبكة التغذية الرئيسية فضلاً عن القطع الترددي الذي يحول دون التشغيل وإعادة الإقلاع وهو ما يجعل المياه المنتجة بحدها الأدنى والتي لا تكفي لتجميعها ومن ثم إعادة ضخها إلى قرى المنطقة وخاصة مع افتقار التجمع إلى مجموعة توليد، الأمر الذي يدفع العاملين على الآبار إلى تشغيل المضخات بالحد الأدنى من قوة التيار لعدم قدرتهم على إبقاء المنطقة من دون مياه وهذا يؤدي إلى احتراقها لأنها تعمل دون الظروف الطبيعية للتشغيل.
وأشار مدير الصيانة إلى أنه تم تشغيل البئرين بجهود أبناء العشائر التي تقطن تلك المنطقة والتي لا تدخل ضمن كادر العاملين في المؤسسة.
ولفت نصر إلى أنه في زيارة المحافظ الأخيرة إلى تجمع آبار الدياثة وجه بضرورة إعادة إصلاح وتشغيل الآبار المتعطلة من التجمع لتأمين المياه للقرى الشرقية التي باتت تعاني العطش وقلة مياه الشرب حيث تم التواصل مع المتعهد المسؤول عن عقد الصيانة والذي طالب بتغطية آلياته وحمايتها أمنياً إضافة إلى ضرورة تأمين مادة المازوت بالكميات المطلوبة لوصول الآليات من حفارات وسيارات خدمة إلى الموقع.
وأكد نصر أنه في حال إعادة إصلاح الآبار من إكساء وقمصان وغيرها فإن الإشكالية الأساسية التي ستواجهها المؤسسة هي عدم وجود التجهيزات الأساسية وخاصة الكابلات التي لا تتناسب أسعارها الحالية في حال محاولة شرائها مع الميزانية المرصودة لعمليات الإصلاح في المؤسسة.
وأشار إلى أن رصيد مستودعات مؤسسة المياه من التجهيزات كافة صفر لعدم وجود الكابلات والبواري والغاطسات والمضخات، الأمر الذي يدفع العاملين في قسم الصيانة إلى تأمين البدائل من البواري من شبكات أخرى مستعملة ولكنها قابلة للاستثمار كحل إسعافي لتبقى قضية الكابلات هي المعضلة الأساسية وخاصة مع ما تتعرض له الكابلات من سرقات، وهو الأمر الذي أدى إلى استنزاف مقدرات المؤسسة وتخسيرها مئات الملايين، وبعد محاولة التعويض عن تلك السرقات من رصيد المؤسسة الداخلي أدى الأمر إلى بقاء المستودعات فارغة والذي تلازم مع نقص الاعتمادات المخصصة للمؤسسة.
وأوضح نصر أن موازنة مؤسسة المياه خلال العام الحالي وصلت إلى 19 ملياراً لضمان أعمال الصيانة والحفر وتجهيز الآبار الجديدة وتوسيع الشبكات وشراء مضخات وغيرها إلا أن ما تم تأمينه والموافقة عليه لم يتجاوز خمسة مليارات و400 مليون، وهو الأمر الذي حال دون قدرة المؤسسة على تغطية حاجة جميع الآبار على ساحة المحافظة سواء من صيانة أو إصلاح أو تجهيز وغيرها من الأعمال وجعل المؤسسة بحالة عجز.