أكشاك السويداء محال تجارية غير مرخصة … رئيس مجلس المدينة: الفوضى وعجز مجلس المدينة عن تأمين موقع بديل فاقم انتشارها
| السويداء- عبير صيموعة
باتت ظاهرة انتشار البسطات والأكشاك في شوارع السويداء وساحاتها من أبشع المظاهر التي أقرزتها الحرب التي مرت بها البلاد، ولم تعد قضية انتشارها تندرج تحت (خلي المواطن يعيش) وذلك نتيجة الفوضى التي لازمت انتشارها، وخاصة أن ظاهرة انتشارها تخطت المنطق وتحديداً تلك التي انتشرت على امتداد ساحة الرئيس وهي الساحة الرئيسية للمدينة.
«الوطن» رصدت تجاوزات في مساحة الأكشاك فاقت حد التصور بعد أن أقام أصحابها بحجز أرضيات بأمتار عديدة، فضلاً عن قيام أصحابها بوضع غلقات وتبليط الأرض حتى باتت محال تجارية فارضة نفسها كواقع محتوم تحت أعين الجهات المعنية لتتحول الساحة الرئيسية للمدينة إلى زواريب للسيارات مع عدم ترك حتى ممرات للمشاة بعد أن حجزت تلك الأكشاك جميع الأرصفة فضلاً عن الطرقات والساحات ضمنها إضافة إلى المساحات الكبيرة التي استأثرت بها أرضيات تلك الأكشاك ولعل الجانب الأبشع لتلك الظاهرة بتغطية تلك الأكشاك بالشوادر التي توزع مع المعونات التي زادت الواقع بشاعة وقضت على الواجهة الحضارية والجمالية للمدينة.
محاولة إزالتها وقمع ظاهرة انتشارها لاقت كثيراً من الفوضى الأمنية والتهديدات حتى بالسلاح ما أدى إلى العدول عن إزالتها في الوقت الراهن، في الوقت الذي أكد فيه جميع من التقتهم «الوطن» وخاصة من أصحاب المحلات التجارية أن التراخي بعملية القمع تلك زاد من تفاقمها ومن تمرد أصحابها ويؤكد على هذا الكلام ما أشار إليه رئيس مجلس مدينة السويداء سامر أبو سعدة الذي أكد لـ«الوطن» أن مجلس المدينة قام بتوجيه إنذارات عديدة لأصحاب تلك الأكشاك وخاصة ممن تجاوزا الحد وقاموا بتبليط أراضي أكشاكهم ووضع غلقات لها مشيراً إلى أنه عند قيام المجلس بمحاولة إرغام أصحابها على إزالتها والحد من انتشارها تمت مقابلتهم بالتهديد وإشهار السلاح الحي جراء الفوضى الأمنية التي تعيشها المحافظة.
وأكد أبو سعدة عجز مجلس المدينة عن إزالة تلك الأكشاك لعدم قدرته على تأمين أرض تعود ملكيتها للمجلس ضمن المدينة وصعوبة إقناع أصحابها بالانتقال إلى أي مكان خارج المخطط التنظيمي الأمر الذي فرض بقاءها على حالها مع تفاقم أعدادها والذي انعكس سلباً على الوجه الحضاري للمدينة وأدى كذلك إلى خلق اختناق مروري على ساحة المدينة ككل.
ومن جهة أخرى لم تقتصر البسطات والأكشاك حصراً على الخضار والفواكه والمواد الغذائية والمنزلية بل تعدتها إلى ظاهرة أبشع منها وهي انتشار ظاهرة بسطات وأكشاك بيع المشتقات النفطية داخل الساحات وعلى الدوارات والشوارع الرئيسية والفرعية مع عجز جميع الجهات المعنية عن إزالتها.
حيث أكد الأهالي أن تلك البسطات باتت خطراً كبيراً لتعرض الكثير منها للاحتراق فضلاً عن أن بعضها بات وسيلة للتسويق وبيع ما هو أخطر من المحروقات المهربة للسوق السوداء؟؟
مصدر مطلع في مديرية التجارة الداخلية أكد لـ«الوطن» عجز المديرية عن قمع تلك المظاهر نتيجة الوضع الأمني غير المستقر بالمحافظة وتعرض دوريات التموين رغم وجود المؤازرة إلى التهديد والوعيد إضافة إلى إشهار السلاح الحي الأمر الذي أدى إلى تفاقمها وزاد من فوضى انتشارها.
بدورها أكدت غرفة تجارة وصناعة السويداء أنه جرى تسطير العديد من الكتب إلى الجهات المعنية بضرورة إزالة جميع البسطات والأكشاك وقمع ظاهرة انتشارها على ساحة المدينة حيث باتت المطلب الرئيسي لتجار المدينة إضافة إلى الأهالي.