روسيا دمرت منظومة صواريخ مضادة للسفن أميركية الصنع.. وأوكرانيا قصفت قريتين روسيتين … بوتين: التاريخ العالمي ينتقل إلى مرحلة جديدة ولا رجعة في هذه التغييرات الهائلة
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أن التاريخ العالمي ينتقل إلى مرحلة جديدة، حيث يمكن للدول ذات السيادة الحقيقية فقط إظهار ديناميكيات نمو عالية، محذراً من ارتفاع كبير في أسعار النفط بسبب خطط الحد من شراء النفط الروسي، في حين أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه متأكد أن أوكرانيا لن تُمنح الفرصة للتفاوض مع بلاده.
يأتي ذلك في حين تفقد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو مجموعة قوات «الغرب» المشاركة في العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بالتزامن مع تدمير القوات الروسية منظومة صواريخ مضادة للسفن أميركية الصنع في جنوب أوكرانيا، على حين قامت القوات الأوكرانية بقصف قريتين روسيتين قرب الحدود وقتلت أحد السكان.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال الرئيس بوتين، في كلمة أمس الأربعاء في منتدى «أفكار قوية للعصر الجديد»: بغض النظر عن مدى سعي الغرب وما يسمى النخب فوق الوطنية للحفاظ على النظام الحالي للأشياء، تحل حقبة جديدة قادمة ومرحلة جديدة في تاريخ العالم، وفقط الدول ذات السيادة الحقيقية يمكن أن تضمن ديناميكيات نمو عالية، وأن تصبح مثالا للآخرين في معايير ونوعية الحياة، وحماية القيم التقليدية والمثل الإنسانية العليا، ونماذج التنمية التي لا يتحول فيها الإنسان إلى وسيلة بل يصبح الهدف الأعلى.
ولفت بوتين إلى أن التحولات الثورية حقاً تكتسب الزخم والقوة أكثر فأكثر، قائلاً: طبعاً لا رجعة في هذه التغييرات الهائلة، وعلى الصعيدين الوطني والعالمي، يتم تطوير أسس ومبادئ نظام عالمي متناغم وأكثر إنصافاً وبتوجه اجتماعي وآمن، كبديل للنظام الحالي أو النظام العالمي أحادي القطب الذي كان قائماً حتى الآن، والذي بات بطبيعته عائقاً لتطور الحضارة.
إلى ذلك شكك بوتين في جودة إصلاح توربينات خط أنابيب الغاز الروسي «السيل الشمالي»، والتي يتعين على كندا إعادتها بعد أعمال الصيانة.
وتابع: يقولون إنهم (كندا) سيعيدون هذه المعدات، واحدة على أي حال (توربينة واحدة)، ولكن بأي حالة سيعيدونها؟ بأي وضع تقني سيعيدونها بعد أعمال الصيانة المجدولة؟ ربما يقومون بإيقاف عمل التوربين يوما ما، الأمر الذي سيؤدي إلى إيقاف «السيل الشمالي-1».
وعن الأسباب التي دفعت كندا للامتناع عن إعادة «التوربين» إلى روسيا في وقت ما، أفاد الرئيس الروسي بأن كندا تعد منتجاً للغاز والنفط، في إشارة إلى اتباع كندا إجراءات منافسة غير شريفة، إذ تخطط لدخول السوق الأوروبية.
وقال بوتين: «لقد قمنا بضخ 55 مليار متر مكعب من الغاز في السنة عبر السيل الشمالي-1 لماذا حققنا ذلك؟ لأن آلات ضخ الغاز من شركة «سيمنز»، وقد احتاجات آلة واحدة إلى أعمال صيانة مخطط لها، لكن كندا عارضت إرجاعها بسبب العقوبات على شركة «غازبروم» رغم أن أعمال الصيانة تمت في معمل «سيمنز» في كندا، لماذا فعلت كندا ذلك: لأنها تنتج النفط والغاز بنفسها وتخطط لدخول السوق الأوروبية.
ومنذ 14 حزيران الماضي وحتى 11 تموز الجاري، اضطرت شركة «غازبروم» الروسية لخفض إمدادات الغاز الطبيعي عبر مسار «السيل الشمالي-1» بنحو 60 بالمئة بسبب مشاكل صيانة التوربينات الغازية، إذ تذرعت كندا بالعقوبات الغربية وأوقفت عملية إعادة التوربينات لكنها بعد ذلك قررت الإفراج عن التوربينات.
وتوقف ضخ الغاز عبر مسار السيل الشمالي (أنبوب غاز بين روسيا وألمانيا تم مده عبر قاع بحر البلطيق) من 11 وحتى 21 تموز الجاري وذلك بسبب أعمال صيانة مخطط لها، والآن خط الأنابيب بانتظار التوربينات لبدء العمل.
وفي السياق حذر بوتين من ارتفاع كبير في أسعار النفط بسبب خطط الحد من شراء النفط الروسي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في تصريحات للصحفيين أمس: إن مقترحات الحد من شراء النفط من روسيا ستؤدي إلى وضع مشابه للغاز وسترتفع الأسعار بشكل كبير.
وأضاف بوتين: نسمع كل أنواع الأفكار الجنونية حول الحد من كميات النفط الروسي والحد من سعره وهذا هو نفس الشيء الذي يحدث مع الغاز والنتيجة ستكون هي ذاتها ارتفاع أسعار النفط.
وكانت أميركا ودول الاتحاد الأوروبي فرضت عقوبات اقتصادية جائرة على روسيا على خلفية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا وأدت تلك الإجراءات إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز والغذاء في العالم.
على خطٍّ موازٍ أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف خلال مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» و«روسيا اليوم» أمس الأربعاء، أنه متأكد أن أوكرانيا لن تُمنح الفرصة للتفاوض مع روسيا.
وقال لافروف: حقيقة إنهم محرومون حرفياً من أي خطوات بناءة، ويتم ضخهم بالأسلحة وإجبارهم على استخدامها، مضيفاً: هناك قادة تدريب أجانب ومتخصصون من حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذين يستخدمون الأسلحة الغربية المختلفة، وبالتالي لا فرصة للجلوس على طاولة المفاوضات.
وأضاف لافروف: ليس لدي أدنى شك في أن الأوكرانيين لن يُسمح لهم بالتفاوض حتى يقرر الأميركيون أنهم قد تسببوا بفضيحة كافية وزرعوا الفوضى ويمكن ترك كييف وحدها وسنرى كيف تخرج واشنطن من هناك.
كما اعتبر وزير الخارجية الروسية أنه في الوضع الراهن لا معنى للمفاوضات مع أوكرانيا.
إلى ذلك أشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، ترغبان في دفع روسيا إلى مواجهة أوروبا، بتزويدهما أوكرانيا بالأسلحة.
وتعليقاً على تصرفات الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال لافروف: إن زيلينسكي ممثل بارع وفقاً لنهج ستانيسلافسكي، المخرج المسرحي الروسي الشهير كونستانتين ستانيسلافسكي، لهذا فهو سريع التقمّص.
وبشأن احتمال اندلاع تصادم نووي بين روسيا وأوروبا، قال لافروف: إن الحرب النووية ليس فيها منتصر، لذلك لا يمكن أن تنشب حرب نووية.
ومن جانبه أعرب السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف أمس، عن عدم موافقته على تصريحات البيت الأبيض بشأن العزلة المتزايدة لروسيا، قائلاً: لا نوافق، وهذا تقييم خاطئ من حيث الأساس.
وفي وقت سابق، اعتبر البيت الأبيض أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيران، ترتبط بالعزلة المتزايدة لروسيا، فضلا عن مزاعم بأن البلاد تواجه صعوبات تقنية عسكرية في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين: إنه لا يمكن عزل روسيا، فالبلاد مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعالم.
وفي 17 حزيران الفائت، قالت صحيفة «دي فيلت» الألمانية إن إستراتيجية الغرب لعزل روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لم تنجح.
ميدانياً، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مجموعة قوات «الغرب» المشاركة في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا، وأعطى تعليماته بزيادة كفاءة تدمير المسيرات فوق المناطق الحدودية الروسية.
واستمع شويغو في مركز قيادة العمليات إلى تقرير من قائد مجموعة قوات «الغرب» الفريق أندريه سيتشيفي، حول الوضع الراهن والمستجدات والمهمات القتالية التي تقوم بها قواته. ونتيجة للتقارير المقدمة لوزير الدفاع، أمر بزيادة كفاءة تدمير المسيرات الأوكرانية فوق المناطق الحدودية مع روسيا، فضلاً عن القمع الصارم لقصف القوميين الأوكرانيين المتطرفين للمناطق السكنية والقرى المحررة، استناداً إلى تلقي معدات الإشارة الجديدة الخاصة بمواجهة بطاريات مدفعية العدو.
وعشية تلك الزيارة قام وزير الدفاع الروسي كذلك بتفقد قطاع قوات «الجنوب» بقيادة الجنرال سيرغي سوروفكين، وقطاع المركز بقيادة الفريق، ألكسندر لابين، وكذلك القطاع «الشرق» الذي يقوده الفريق، رستم مرادوف.
في غضون ذلك نقل موقع «يورو نيوز» عن حاكم منطقة بيلجورود بجنوب روسيا قوله أمس الأربعاء: إن أوكرانيا قصفت قريتين روسيتين قرب الحدود وقتلت أحد السكان.
وأضاف الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف على «تيلغرام»: حسب تقارير أولية سقطت خمس قذائف في نيخوتيفكا. لحقت أضرار بأربعة منازل، بالأسقف والنوافذ وسياج ونادي القرية، مضيفاً إن أحد السكان قُتل. ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من صحة التقرير بشكل مستقل.
بدوره أكد رئيس ممثلية جمهورية لوغانسك الشعبية روديون ميروشنيك أن أوكرانيا تحضر لتنفيذ استفزازات في مدينة سلافيانسك واتهام الجيش الروسي بها.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ميروشنيك قوله أمس: إنه تمت مشاهدة مجموعات من المسلحين الأوكرانيين يرتدون الزي العسكري الروسي ويتجولون في المدينة بكل حرية ويقفون أمام السكان المحليين لخداعهم.
ومن جانبها أعلنت وزارة الدفاع أن قواتها الجوية دمرت بأسلحة عالية الدقة في منطقة أوساتوفو بمقاطعة أوديسا في جنوب أوكرانيا، منصة إطلاق تابعة لمنظومة الصواريخ Harpoon أميركية الصنع.
وحسب إفادة صحفية للمتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، قضت القوات الروسية في مقاطعة أوديسا أيضاً على أكثر من 200 عسكري أوكراني باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى أطلقت من البحر، استهدفت نقطة انتشار مؤقتة للواء 35 مشاة البحرية.
وذكر كوناشينكوف أن القوات الجوية الروسية استهدفت بأسلحة عالية الدقة مستودعاً أوكرانيا لأسلحة الصواريخ والمدفعية في سوليدار دونيتسك، ما أسفر عن مقتل ما يصل 40 مسلحاً وتدمير 19 مدرعة.