سورية

وزير الخارجية الإيراني دعا تركيا إلى الانتباه لمخرجاتها … المقداد: ننظر إلى ما تم في «قمة طهران» على أنه «إيجابي» وبيانها «متوازن»

| وكالات

أعلن وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أمس، أن سورية تنظر إلى ما تم في قمة قادة الدول الضامنة لمسار أستانا روسيا وإيران وتركيا التي عقدت في طهران على أنه «إيجابي»، ووصف البيان الذي صدر عنها بـ«المتوازن»، معتبراً أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لم يحقق أهدافه خلالها «بفعل المناقشات الجادة والآراء التي طرحها الأصدقاء الإيرانيون والروس»، وأكد أن كل مخططات تقسيم سورية ستفشل وكل ذرة تراب محتلة ستعود إلى الوطن، داعياً «الميليشيات الانفصالية» إلى أن «تتوقف عن العمالة للأجنبي والاستقواء به وأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من الأرض والوطن وعلى هذا الأساس يمكن حل أي مسائل».

وبدأ وزير الخارجية والمغتربين زيارة لطهران مساء أول من أمس الثلاثاء لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة إلى آخر المستجدات والتطورات على الساحة الإقليمية والدولية.

وأتت زيارة المقداد بعد وصول كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي إلى العاصمة الإيرانية، وتزامناً مع انطلاق قمة رؤساء الدول الضامنة لمسار «أستانا» فيها، في وقت يهدد فيه أردوغان بشن عدوان جديد على شمال سورية لإقامة ما يسميه «منطقة آمنة» مزعومة ضمن الشريط الحدودي السوري وبعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.

وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران ظهر أمس: «حملني الرئيس بشار الأسد تحياته الحارة لقائد الثورة الإسلامية علي الخامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي ونحن مرتاحون للجهود التي بذلها الجانب الإيراني للخروج ببيان متوازن في قمة الدول الضامنة لعملية أستانا في طهران أول من أمس، جدد التأكيد على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها وهذا ما تشدد عليه دائماً كل قرارات مجلس الأمن الخاصة بسورية»، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا».

وأضاف: «ننظر إلى ما تم في قمة طهران على أنه إيجابي رغم محاولات الطرف التركي فرض أجنداته على الاجتماع، لكن ذلك لم يتحقق بفعل المناقشات الجادة والآراء التي طرحها الأصدقاء الإيرانيون والروس في هذا المجال والتي حالت دون تحقيق الطرف الآخر الأهداف التي كان يسعى إليها».

وشدد المقداد على أن أي اعتداء تركي على الأراضي السورية وممارسات التتريك التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي في شمال سورية وإقامة ما تسمى «منطقة آمنة»، تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن الشعب السوري سيدافع عن سيادة وطنه ويفشل كل المخططات الرامية لتقسيمه والنيل من وحدته.

وأوضح، أن تأكيد الخامنئي لرئيس النظام التركي أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مهم جداً وأن أي هجوم عسكري على شمال سورية هو لصالح الإرهابيين وسيلحق الضرر بتركيا وسورية وكل المنطقة، كان جوهرياً وتعبيراً حقيقياً عن إرادة الشعب الإيراني وعن إرادة المجتمع الدولي لأن القانون الدولي يمنع الاحتلال والهيمنة.

وشدد المقداد على ضرورة إدراك الاحتلال الأميركي والتركي والإسرائيلي أن وجودهم على الأرض السورية لن يكون إلى الأبد وأن شعبنا سيواصل نضاله من أجل إنهاء هذا الاحتلال والطريق إلى ذلك معروف واختبرته الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل في أكثر من مكان فالاحتلال إلى زوال طال الزمن أم قصر.

ولفت إلى أنه «تمت مناقشة هذه المواضيع مع الأصدقاء في إيران وتم التأكيد على أن الحل هو بيد السوريين وبما يلبي تطلعاتهم، كما تمت مناقشة الوضع في منطقة الجزيرة السورية حيث تواصل قوات الاحتلال الأميركي نهب ثروات سورية بالتعاون مع أدواتها من الميليشيات الانفصالية التي نعود ونقول لها أن تتوقف عن العمالة للأجنبي والاستقواء به وأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من الأرض والوطن وعلى هذا الأساس يمكن حل أي مسائل وعلى الولايات المتحدة، أن تدرك أنها ستهزم في سورية ولن تحقق أهدافها في تقسيمها فكل ذرة تراب محتلة ستعود إلى أرض الوطن».

وبيّن وزير الخارجية والمغتربين، أن العقوبات التي يفرضها الغرب على الدول التي تعارض سياساته ومن بينها سورية وإيران تتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه ناقش مع عبد اللهيان تعزيز التعاون الاقتصادي لتجاوز تداعيات هذه العقوبات التي تهدف لخنق الشعوب الحرة وحرمانها من لقمة العيش، فالعالم اليوم بات عالماً مترابطاً وعلى الولايات المتحدة والدول الغربية أن تعي أن صفحة الهيمنة انتهت وطويت ويجب أن يكون هناك عالم متعدد الأطراف والأقطاب.

ولفت إلى أن إيران تقف دوماً إلى جانب الشعب السوري في مكافحة الإرهاب وعملية إعادة إعمار ما كانت تدمره الاعتداءات الإسرائيلية والإرهابيون من محطات تحويل الكهرباء والسدود ومشاريع المياه والتنمية الأخرى، وسورية تقدّر عالياً كل ما قدمه الشعب الإيراني في مختلف المجالات طوال هذه السنوات، داعياً المجتمع الدولي إلى المساهمة الفاعلة في عملية إعادة الإعمار وتسهيل عودة اللاجئين إلى وطنهم.

وجدد المقداد دعوة سورية لكل مواطنيها اللاجئين الذين هجرهم الإرهاب للعودة إلى الوطن، مبيناً أن المشكلة الحقيقية هي أن الدول الغربية تعرقل هذه العودة وهنالك قرارات اتخذت فيما يسمى «مؤتمر بروكسل» وفي العواصم الغربية لاستغلال اللاجئين خدمة لأجنداتها السياسية يضاف إلى ذلك مواصلة هذه الدول حصارها الاقتصادي على سورية لتضييق الخناق على شعبها وعرقلة عودة اللاجئين.

بدوره أشار عبد اللهيان إلى أن اجتماع رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا بحث ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية وعودة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضيها ووجوب احترام سيادتها وحل الأزمة فيها سياسياً.

وأعرب عن قلق بلاده من أي اعتداء عسكري تركي على شمال سورية، مشدداً على أن الجيش العربي السوري وحده من يحفظ أمن وسلامة أراضي بلاده، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها بلاده لمنع هذا الاعتداء.

وبيّن عبد اللهيان أن الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية في الجزيرة السورية الغنية بالنفط والثروات إحدى الأزمات التي تعانيها المنطقة، حيث تنهب واشنطن هذه الثروات وتدعم الميليشيات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية من داعش وغيره، موضحاً أن تزايد نشاط هذه التنظيمات مصدر قلق وعلى القوات الأميركية الخروج من الأراضي السورية.

وجدد عبد اللهيان إدانة إيران للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، لافتاً إلى أنها دليل على ضعف الكيان الصهيوني الذي سيكون مصيره الزوال.

وأشار إلى أنه بحث مع المقداد إعادة إعمار ما دمره الإرهاب في سورية وتسهيل عودة المهجرين واللاجئين، مشدداً على أن العلاقات بين البلدين إستراتيجية وأن إيران مستمرة بتقديم الدعم لسورية في جميع المجالات.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني خلال المؤتمر عن أمله بأن تجتاز سورية وتركيا هذه المرحلة بسلام وأن تنتبه تركيا لمخرجات قمة طهران، وذلك وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».

على خطٍّ موازٍ، جدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي تأكيده ضرورة إنهاء الوجود العسكري الأميركي شمال شرق سورية والتوقف عن دعم الإرهابيين.

وبشأن زيارة المقداد إلى طهران قال كنعاني «إن هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة سابقة من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وستتم خلالها مناقشة القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية».

وتعليقاً على تهديدات النظام التركي بشن عملية عسكرية شمال سورية قال كنعاني «إن العمل العسكري يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الأزمة في المناطق السورية ولن يوفر الاستقرار والأمن».

من جانبه اعتبر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي أبو الفضل عمويي، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن قمة أستانا التي انعقدت في طهران كانت تهدف إلى ضمان الأمن في سورية وتعزيز العلاقات التجارية الثنائية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن