تسليم «قسد» إدارة المنطقتين للحكومة السورية ضرورة ملحة لحل الأزمة نهائياً … خطة أردوغان لاحتلال تل رفعت ومنبج على الرف وترجيح بدور أوسع للجيش والضامن الروسي
| حلب- خالد زنكلو - حماة – محمد احمد خبازي
فرض الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي على رئيس النظام التركي رجب طيب خلال القمة التي جمعتهم أول من أمس في العاصمة الإيرانية طهران ضمن إطار صيغة «مسار أستانا»، تعليق خطته الاستعمارية التوسعية الرامية إلى احتلال منطقتي تل رفعت ومنبج شمال وشمال شرق حلب لإقامة ما يسميه «منطقة آمنة» مزعومة ضمن الشريط الحدودي السوري وبعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
وذهب مراقبون للوضع شمال وشمال شرق سورية إلى القول: إن مساعي أردوغان لغزو تل رفعت ومنبج باتت في خبر كان بعد إشهار «الفيتو» المزدوج الروسي- الإيراني في وجهه خلال القمة الثلاثية، ولتوضع خطة العدوان التركي على الرف بحكم الأمر الواقع.
ورأى المراقبون، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه لم يعد بمقدور نظام أردوغان شن عدوان باتجاه الشمال السوري بعد أن سارت المواقف الإقليمية والدولية وظروف المنطقة الموضوعية دون تحقيق رغبته بضم أراض سورية جديدة إلى دائرة نفوذه.
ولفتوا إلى أن أردوغان سيظل يراوغ ويلعب على حبال التناقضات الدولية، خاصة التي تحكم علاقة موسكو بواشنطن وباقي عواصم حلف شمال الأطلسي «الناتو» على خلفية العملية الروسية الخاصة ضد النازيين في أوكرانيا، لتحقيق مآربه ومطامعه بالأراضي السورية، وفي ظل ضغط العوامل الداخلية التركية المتمثلة بالانتخابات التشريعية والرئاسية منتصف العام المقبل وتهاوي قيمة الليرة التركية وتصدع الاقتصاد التركي المتهالك.
وأشاروا إلى ضرورة البحث عن «صيغ مرنة» للعلاقة التي تربط الحكومة السورية بميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» عبر تقديم الأخيرة للأولى تنازلات إدارية وعسكرية في مناطق سيطرتها المهددة بالغزو التركي، وفي مقدمتها تل رفعت ومنبج، لحل الأزمة نهائياً والخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه مقابل تعنت النظام التركي بقضم مناطق نفوذها بذريعة مكافحة الإرهاب.
المراقبون نصحوا متزعمي «قسد» بالتحلي بالشجاعة في مقاومة ضغوط الإدارة الأميركية التي تمنعهم من الاستجابة للوساطة الروسية لتحقيق مزيد من النتائج للتقارب مع الحكومة السورية، وذلك في سبيل مصلحتها ومصلحة الشعب السوري وصيانة وحدة الأراضي السورية، التي هي مطلب إقليمي ودولي شدد عليه بيان قمة طهران.
وعلى صعيد الوساطة الروسية، نقلت مصادر لـ«الوطن» عن قائد القوات الروسية في سورية اليكسندر تشايكو والذي ترأس وفداً عسكرياً روسياً إلى القامشلي قبل يومين، قوله لدى لقائه متزعمين عن «قسد»: إن روسيا لن تسمح للنظام التركي بشن أي عمل عسكري ضد الأراضي السورية.
ورجحت المصادر استمرار التنسيق الروسي مع «قسد» في سبيل تقوية قبضة الضامن الروسي في مناطق هيمنتها شرق الفرات وتوسيع الوجود العسكري للقوات الروسية نوعاً وكماً لكبح تسلط الإدارة الأميركية على قرارها، وكذلك إعطاء دور أوسع للجيش العربي السوري، بعد أن قادت الوساطة الروسية إلى نشر عتاد عسكري ثقيل ونوعي وأعداد أكبر من جنوده في مناطق غرب وشرق الفرات، لتشكيل حائط صد في وجه جيش الاحتلال التركي ويواجه أطماع أردوغان.
ميدانياً، وعقب قمة ضامني «أستانا»، دارت اشتباكات أمس بين مسلحي «قسد» المنتشرين بالقرب من خطوط التماس في ريف حلب الشمالي الأوسط على محور مارع- حربل ومرتزقة جيش الاحتلال التركي بعد قصف الأخير لبعض القرى من نقاطه في بلدتي جلبل ومريمين، وفق قول مصادر محلية في شمال حلب لـ «الوطن».
في منبج، أفاد المركز الإعلامي لما يسمى «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد»، بأن مسلحيه تصدوا أمس لعملية تسلل مجموعة من مرتزقة الاحتلال التركي إلى قرية المحسنلي شمال مدينة منبج حيث دارت اشتباكات دامت لفترة.
كذلك، ردت وحدات الجيش العربي السوري أمس على مصادر نيران استهدفت نقاط تمركزها في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي من مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة ممولة من النظام التركي، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيين في محيط سفوهن والفطيرة وفليفل بجبل الزاوية، وذلك كما قالت مصادر أهلية في جبل الزاوية لـ«الوطن».
وأما في البادية الشرقية، فقد ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، كثفت عملياتها البرية في تمشيط قطاعات من بادية حمص الشرقية من بقايا فلول مسلحي تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد المصدر، أن الوحدات المشتركة قضت خلال عمليات التمشيط على العديد من الدواعش في مواجهات مع خلايا التنظيم، مشيراً إلى أن عمليات التمشيط مستمرة في القطاعات الأخرى بوتيرة عالية.