رياضة

بطولات القواعد الكروية فاشلة بامتياز … الأندية تهمل قواعدها والاتحاد في موقف لا يحسد عليه … أموال الأندية سخيّة على الاحتراف شحيحة على البناء

| ناصر النجار

كرتنا ليست بخير، وهذه المرة المتهم أنديتنا، وليس اتحاد كرة القدم!

العديد من الأندية يريد النبع، والقضاء على قواعد كرة القدم في المهد.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذه الانسحابات بالجملة من الأدوار النهائية لدوري الأشبال والناشئين؟

إذا كانت التكلفة المالية هي السبب فالعذر غير مقبول لأن الأندية التي انسحبت كبيرة وتملك المال الوفير.

إذا كانت العلة بعدم الجاهزية فالمصيبة أكبر، وخصوصاً أن فترة الصيف هي مرتع هذه الفئات لتتدرب وتستعد وتصقل مع غياب المدرسة والدراسة؟

وإذا كانت نظرة الأندية لقواعدها بمثل هذا الفكر، فعلى كرتنا السلام، لأننا سنفقد الدم القادم الذي سيغادر معشوقته لعدم الاهتمام وعدم الدعم واللامبالاة في التعامل مع هذه الفئات التي تشكل القاعدة الكروية العريضة في الأندية على وجه الخصوص، وفي كرتنا على وجه العموم.

أخطاء متعددة

في مباريات الأشبال التي انتهت يوم الإثنين الماضي تبدأ بعدها مباريات الدور النهائي بمشاركة أبطال المجموعات الأربع يوم الإثنين القادم، حيث ستلعب الفرق هذه على مدار ثلاثة أيام لتحديد بطل الدوري.

والفائزون الأربعة هم: الشعلة والطليعة وتشرين والكرامة.

الشعلة تصدر المجموعة الأولى بفوزه على الفتوة 2/صفر وعلى العربي 5/1 وعلى تل فخار 3/صفر قانوناً وعلى عرطوز 6/1 وتعادل مع الصنمين 2/2.

الصنمين تعادل مع عرطوز 2/2 وفاز على تل الفخار 4/1 وتعادل مع الشعلة 2/2 ومع الفتوة 1/1 وفاز على العربي قانوناً.

الفتوة خسر مع الشعلة صفر/2 وفاز على عرطوز 3/2 وعلى العربي 3/صفر وتعادل مع الصنمين 1/1 وفاز على تل الفخار 3/صفر قانوناً.

عرطوز تعادل مع الصنمين 2/2 وخسر أمام الفتوة 2/3 وفاز على تل الفخار 2/صفر وعلى العربي 3/صفر قانوناً وخسر أمام الشعلة.

العربي وتل الفخار لم يكملا البطولة وآثرا الانسحاب بعد أن فقدا كل الآمال بالمنافسة مع العلم أن العربي فاز على تل الفخار 6/صفر ثم خسر بقية مبارياته، وخسر تل الفخار كل مبارياته.

الناديان المنسحبان كان عذرهما بالوضع المادي، والنفقات التي تصرف دون أي طائل لأن الفائدة باتت معدومة، والفائدة بنظرهما هي الفوز بالبطولة!

وهذا الفكر الكروي لا يبني كرة القدم، ودوماً نتحدث عن ضرورة وضع حد لهذه المعضلة، فالأندية التي لا تملك إمكانيات كروية عليها أن تلغي كرة القدم من صفوفها، وأن تمارسها كلعبة شعبية فقط دون أن تشارك بالدوري، وللأسف إذا كان تل الفخار واجهة كرة القنيطرة ولا يجد إمكانيات لفريق أشباله فما الفائدة؟ وإذا كان العربي الراعي الرسمي لكرة السويداء ولا يستطيع أداء خمس مباريات متتالية، فإلى أين كرتنا ذاهبة؟

مباريات هذه المجموعة استضافها ملعب الفيحاء الصناعي.

المجموعة الثانية تصدرها أشبال الطليعة بلا منازع وبالعلامة الكاملة، ففاز على النبك 6/صفر وعلى المجد 5/1 وعلى حطين 1/صفر وعلى الجهاد 4/2، وحطين فاز على الجهاد 4/1 وعلى النبك 2/صفر وتعادل مع المجد 3/3.

المجد فاز على الجهاد 3/2 وعلى النبك 1/صفر، والجهاد فاز على النبك 2/صفر.

البطولة استضافها ملعب كفرعايا الصناعي في حمص، وفريق المجد لولا مساندة اللجنة التنفيذية بدمشق بتأمين (ميكرو باص) للفريق لاعتذر عن المشاركة!

الطليعة قد يخسر الصدارة لإشراكه لاعباً غير نظامي (محمد نور قونيلي) وإذا ثبت التزوير وأقرته لجنة الانضباط فسيتأهل المجد عوضاً عنه.

تشرين حسم قمة المجموعة الثالثة بفوزه على الوثبة بالمباراة الأخيرة 1/صفر.

مباريات هذه المجموعة جرت على ملعب حماة الصناعي وكانت أقوى المجموعات بوجود فرق تشرين والوثبة والاتحاد إضافة للفيحاء من دمشق والشباب من الرقة.

تشرين فاز على الشباب 1/صفر وعلى الفيحاء 4/1 وعلى الاتحاد 2/صفر وأخيراً على الوثبة 1/صفر.

الوثبة فاز على الاتحاد 1/صفر وعلى الشباب 4/صفر وخسر أمام الفيحاء 1/3.

الاتحاد فاز على الفيحاء 2/صفر وخسر أمام الوثبة بهدف وأمام تشرين بهدفين وتعادل مع الشباب 1/1.

الفيحاء ترك بصمة بفوزه على الوثبة 3/1، والشباب حقق الفوز على الفيحاء بالنتيجة ذاتها وفرض على الاتحاد التعادل 1/1.
المفاجأة في هذه المجموعة عدم منافسة أشبال الاتحاد على بطولة المجموعة وهم أبطال الدوري في الموسمين الماضيين، وهذا يرسم أكثر من إشارة استفهام حول وضع القواعد في نادي أهلي حلب وهو قلعة الكرة السورية وخصوصاً في هذه الفئات التي تعج بالمواهب والخامات.

المجموعة الرابعة كانت أضعف المجموعات وجرت مبارياتها على الملعب الصناعي بالمدينة الرياضية باللاذقية، الكرامة في طابق وبقية الفرق بطابق ثان، وانسحب من هذه المجموعة فريق النيرب لأسباب مالية وتتعلق بالمواصلات، الغريب أن نادي النيرب وهو بطل الصالات للعام الخامس على التوالي طلب استضافة الدور النهائي لبطولة الصالات على حسابه بإقامة كاملة على أن يتحمل كل النفقات الخاصة بالفرق والحكام والمراقبين والضيوف، ثم يعجز عن تأمين وسيلة نقل ومصروف لفريق الأشبال، أليس في هذه المعادلة مفارقة عجيبة؟

الكرامة فاز على الطليعة 4/صفر وعلى عمال حماة 6/صفر، وعلى الساحل 1/صفر وفاز عمال حماة على الساحل 3/صفر وعلى الطليعة 7/صفر.

ملاحظات مهمة

ما يتحمله اتحاد كرة القدم يتمثل بالجدول المضغوط لأن المباريات جرت يومياً ولا نعتقد أن أي فريق في العالم يتحمل أن يلعب أربع مباريات في أربعة أيام.

والسبب في الضغط كما قال لـ«الوطن» طلال بركات عضو اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة المسابقات هو ضغط النفقات المالية التي ترهق كاهل الأندية، لذلك نجد أن المال بات يقف عائقاً أمام العامل الفني، فالبطولات المسلوقة لا تمنح الفرق الحد الأدنى من التكافؤ، ولا تمنح اللاعبين الراحة والاستشفاء من الإصابات العضلية، لذلك تعددت الإصابات في البطولة وأكثر من خمسة لاعبين أصيبوا بكسور مختلفة، كما أنها لا تمنح الفرصة للمدربين لتصحيح أخطاء الفريق الفردية والجماعية.

وعن مصير الفرق المنسحبة لن يحدث أي شيء، فاللوائح تقر بالخسارة صفر/3 للفريق المنسحب، لكن وكما يقول طلال بركات: اللوائح الجديدة تقضي بتحرير كشوف الفريق الذي ينسحب من أي مباراة، وهذا بحاجة إلى موافقة الجمعية العمومية التي ستنعقد نهاية الشهر الحالي، وعلى هذا الأساس فإن كل الانسحابات في الأدوار النهائية لبطولات الأشبال والناشئين وشباب الدرجة الأولى سيكون خارج أي مساءلة قانونية أو عقوبة هذا الموسم على الأقل.

الطامة الكبرى

انطلق يوم الثلاثاء الماضي الدور النهائي لدوري الناشئين في المجموعات الأربع، ونظام هذه البطولة أفضل من بطولة الأشبال لأن مبارياتها لا تقام يومياً، والجدول وضع يوماً للراحة بين كل مباراة وأختها.

لكن الغريب أن أربعة فرق انسحبت قبل انطلاق البطولة وهي من الفرق العريقة الجيش والشرطة والفتوة، أو من الفرق التي لها وزنها بمحافظتها كالكسوة.

وتبعها انسحاب الجزيرة والشعلة والقنيطرة أي إن نصف الفرق انسحبت تقريباً، ولا ندري إن كان الوضع سيبقى على ما هو عليه، أم إننا سنشهد انسحابات أخرى؟

وفضلاً عن ذلك فقد غابت أندية عريقة عن هذه الأدوار لعدم تأهلها، وهي من الفرق المعروفة بقواعدها الجيدة كالوحدة من دمشق أو هيئة المحافظة التي تملك أكبر أكاديمية ومدرسة كروية في سورية وكحطين، وهذه الصورة توضح أن قواعدنا ليست بخير ما دامت الأمور تجري على هذا المنوال.

والغريب أن نادي الفتوة الذي يعد فريقاً قوياً وقد أبرم عقوداً جديدة مع أكثر من عشرة لاعبين محترفين أغلبهم من لاعبي المنتخب الوطني، وهو بصدد التعاقد مع لاعبين محترفين أجانب أحدهم برازيلي يعجز عن رعاية فريق الناشئين وتأمين الدعم له وما يحتاجه!

وقضية الاعتذار ربما جاءت كرد فعل على تصريح مدرب ناشئي الفتوة لـ«الوطن» الذي تحدث عن حاجة فريقه إلى الدعم والتجهيزات وغيرها من النفقات الضرورية من دون أن يجد الرعاية والدعم من الإدارة.

بعد قرار الانسحاب الذي شكل وصمة عار بحق نادي الفتوة، تراجعت إدارة النادي عن قرارها، وطوت قرار الانسحاب قبل ساعات من انطلاق البطولة، وتم التدخل لدى اتحاد كرة القدم لتأخير موعد مباريات الفتوة ليتسنى له الوقت الكافي للوصول إلى دمشق.

المقربون استغربوا إهمال إدارة النادي لقواعدها، وفريق الناشئين لن يكلف الإدارة أكثر من راتب لاعب محترف لمدة شهر، فهل استوعبت أنديتنا فكرة العناية بالقواعد لأنها مستقبل النادي.

المشكلة الكبيرة نجدها في فريق الشرطة، هذا النادي العريق الذي بدأ يتهاوى وقد بلغت كرة القدم فيه الموت السريري، ففريق الرجال بعد هبوطه إلى الدرجة الأولى وزع أبرز لاعبيه على الأندية، وهو يغط في نوم عميق، ولا ندري إن كانت النية بالعودة إلى الممتاز أم اللحاق بركب الفرق التي استطابت مواقع الدرجة الأولى كالحرية والمحافظة والساحل وغيرها من الفرق.

أما فريق الشباب فهو في خبر كان وهو في الدرجة الأولى وللأسف فشل بتجاوز فرق لا تملك تاريخ وعراقة كرة الشرطة فلم يتأهل إلى الدور الثاني من البطولة في رحلة العودة إلى الدرجة الممتازة.

لا يوجد أي مبرر للحال الذي وصلت إليه كرة الشرطة، ولا يسعنا إلا أن نقول: وداعاً لكرة كانت في يوم ما أحد قطبي الكرة السورية.

وغير معلومة الأسباب التي أدت إلى اعتذار فريق الناشئين بنادي الجيش، ونخشى أن يكون العذر متعلقاً بالأمور الفنية وهو أمر غير صحي لأنه من غير المنطقي أن يكون العذر مالياً.

وعذر فريق الكسوة متعلق بالأمور المالية بعد أن وضعته القرعة السابقة بالمجموعة الثانية التي ستجري مبارياتها في حمص.

بعد هذه الخلاصة وهذا الاستعراض، ألا يحق لنا أن نقول إن كرتنا ليست بخير؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن