النزاعات القبلية أجبرت 140 ألف شخص على النزوح داخل ولاية النيل الأزرق … مجلس السيادة السوداني سيترك أمر الحكم الانتقالي للمدنيين
| وكالات
أعلن نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو، أمس السبت، أنّ المجلس قرّر ترك أمر الحكم للمدنيين وتفرّغ القوات النظامية لأداء مهامّها الوطنية المنصوص عليها في الدستور والقانون.
في حين قال وزير الصحة في ولاية النيل الأزرق السودانية جمال ناصر السيد: إنّ نحو 140 ألف شخص أجبروا على النزوح داخل الولاية، بسبب الاشتباكات القبلية التي اندلعت قبل نحو 10 أيام.
وحسب موقع «الميادين» أكّد دقلو أنّ المؤسسة العسكرية في السودان لن تتمسك بسلطة تؤدي إلى إراقة الدماء، وأنّها قررت أن تترك أمر الحكم للمدنيين، وأن تتفرغ القوات النظامية لأداء مهامها الوطنية السامية.
وأشار دقلو، في بيان، إلى أنّ الفرصة ستتاح لقوى الثورة والقوى السياسية الوطنية، بالتحاور والتوافق من دون تدخّل المؤسّسة العسكرية، داعياً جميع قوى الثورة والقوى السياسية الوطنية إلى الإسراع في إيجاد حلولٍ عاجلةٍ تؤدّي إلى تشكيل مؤسّسات الحكم الانتقالي في البلاد.
ودعا دقلو من سمّاهم «الوطنيين الشرفاء من قوى سياسية وثورية ومجتمعية» إلى التكاتف والانتباه للمخاطر التي تواجه البلاد، والتوصل إلى حلـــول ســياسية عاجلــة وناجعة لأزمات الوطن الحالية.
وأكد دقلو أنّه سيبذل قصارى جهده لتذليل أيّ صعابٍ قد تواجههم، كما أكد أنّ الوقت حان لتحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي، الذي لن يربح فيه أحد غير أعداء هذا الوطن ومن يتربصون به شراً، وفق تعبيره.
وقال دقلو: إن القرارات التي أصدرها رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في الرابع من تموز الجاري، جرى العمل على صياغتها معاً وعبر تشاورٍ مستمرٍ وبروح الفريق الواحد وبنية صادقة نوفر حلولاً للأزمة الوطنية.
وأضاف إنّه يراقب ويعلم تماماً المخططات الداخلية والخارجية التي تتربّص بالبلاد، وأنّ السودان يمر حالياً بأزمات هي الأخطر في تاريخه الوطني الحديث، وتهدد وحدته وسلامته وأمنه ونسيجه الاجتماعي.
في غضون ذلك قال وزير الصحة في ولاية النيل الأزرق السودانية جمال ناصر السيد، أمس السبت، إنّ نحو 140 ألف شخص أجبروا على النزوح داخل الولاية بسبب الاشتباكات القبلية التي اندلعت قبل نحو 10 أيام.
وأوضح السيد، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، أنّ عدد النازحين داخل مدينة الدمازين، عاصمة الإقليم، وحدها بلغ 120 ألف نازح موزعين في 8 مدارس، بينما هناك حوالي 20 ألف نازح موزعين في مدن الروصيرص، وقيسان، والكرمك، وباو، وود الماحي.
وأشار الوزير السوداني إلى أنّ هناك بيئة متردية تعاني منها مواقع النازحين، والمدارس غيــر مهيّأة بتاتاً لإقامة النازحين، خصوصاً فيما يتعلق بالصرف الصحي، إضافةً إلى انتشـار الذباب، محذّراً من تفشي أمراض وبائيــة مثل الملاريا والحميات والكوليرا، لافتاً إلى نفاد الأدوية والمعدات المتعلقــة بأمراض الحميات والأدوية المنقــذة للحياة، إلى جانب المعدات الطبيــة الضرورية.
وأضاف: إنّ عدد القتلى وصل حتى يوم الأربعاء الماضي إلى حوالي 109 أشخاص، ونحو 290 جريحاً، من جراء الصراع القبلي المندلع منذ أكثر من أسبوع، معقباً بأنّ وصول أعداد كبيرة من القوات النظامية قبل أيام أدّى إلى استقرار الأوضاع الأمنية.
وكان الصراع القبلي قد اندلع في ولاية النيل الأزرق، جنوب شرق السودان، بين قبيلتي البرتي والهوسا، التي تعتبر واحدة من أكبر القبائل في إفريقيا، ويعيش أفرادها في مناطق تمتد من السنغال إلى السودان.
وفي 17 تموز الجاري قال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد نبيل عبد الله إنّه تم تكليف النائب العام تشكيل لجنة لتقصّي الحقائق في أعمال العنف التي شهدتها الولاية مؤخراً، مؤكداً أنّ على لجنة أمن الإقليم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مثيري الفتن والمحرّضين على أعمال العنف.
وتندلع الاشتباكات القبلية عادة بسبب نزاعات حول الأراضي والمياه الموْرديْن الأساسيين للزراعة والرعي، وهما النشاطان الأساسيان في هذه المناطق.