سورية

تأكيد روسي أن التعاون مع سورية وحلفائها أولوية مطلقة … إيران: «قمة طهران» خطوة في غاية الأهمية وجولة بايدن في المنطقة فاشلة

| وكالات

أكدت إيران، أمس، أن تنظيم «قمة طهران» لرؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا شكل «خطوة في غاية الأهمية» عقب جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الفاشلة للمنطقة، في حين أكد السفير الروسي السابق في لبنان ألكسندر زاسبيكين، أن إنهاء الاحتلال الأميركي سوف يسهم في التخلص من الوجود الإرهابي في سورية، وأن التعاون مع سورية وحلفائها أولوية مطلقة دفاعاً عن الدولة السورية ضد الإرهاب والتدخلات الخارجية.

ونقلت وكالة «إرنا» عن مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، تطرقه في تصريح إلى اللقاء في طهران بين رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وقائد الثورة الإسلامية علي الخامنئي، وتأكيد سماحته أن الهجوم التركي على شمال سورية سيضر بمصالح المنطقة ويعرقل الإجراء السياسي المتوقع من الحكومة السورية.

وصرح ولايتي في هذا الخصوص، أن تركيا انتهجت خلال الأزمة في سورية سياسة دعم ودمج الإرهابيين في إطار ما يسمى «الجيش الحر»، لكن هذه الإستراتيجية باءت بالفشل ولم تحقق أهدافها.

وحول القمة السابعة لقادة الدول الضامنة لمسار أستانا التي عقدت في طهران الأسبوع الماضي، قال ولايتي: إن «تنظيم هذا الاجتماع شكل خطوة في غاية الأهمية وذلك عقب جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الفاشلة للمنطقة», وأضاف: إن «هذه القمة برهنت على أن العلاقات بين الدول الثلاث، وثيقة وآخذة بالتوسع»، مبيناً أن الفرق بين قمة طهران وجولة بايدن هو أن زيارة الأخير كانت فاشلة منذ بدايتها».

وعن تصريحات الخامنئي بشأن تهالك سياسات أميركا والغربيين في منطقة غرب آسيا وبوادر زوال سطوة هذه القوى في المنطقة ولاسيما سورية والعراق ولبنان وفلسطين، عزا ولايتي الأسباب إلى انسحاب أميركا من أفغانستان، وذلك بعد 20 عاماً من احتلال هذا البلد بذريعة القضاء على طالبان والقاعدة، في حين استعادت طالبان زمام القوة من جديد، إضافة إلى خطط طرد الأميركيين من العراق، الذي يتابعه نواب الشعب العراقي بكل حسم، وكذلك هزيمة حلفاء أميركا الإقليميين في غزة واليمن، وفشل سياسات الغرب وبعض الدول الإقليمية الغاشمة في سورية.

وأشار ولايتي إلى أن دول إيران وروسيا والصين تستطيع التصدي لنزعات أميركا والغرب التوسعية.

وأوضح أن إيران باعتبارها واحدة من قلائل الدول التي أعلنت بكل صراحة معارضتها لأميركا وسياساتها، وواصلت مسارها السياسي بكل اقتدار، رسخت علاقات بناءة وناجحة مع دول مختلفة، بما فيها قوى الشرق الصاعدة مثل روسيا والصين.

وفيما أشار إلى الازدهار التقني والاقتصادي لكل من روسيا والصين والهند، تساءل ولايتي «ما الذي يمنع من بناء تعاون مع هذه الدول التي أكدت استعدادها لتشاركنا تجاربها، وذلك خلافاً لدول الغرب التي تنصلت من ذلك؟!».

وفي السياق، أكد السفير الروسي السابق في لبنان ألكسندر زاسبيكين وفق ما ذكر موقع «لبنان24» أن الموقف الروسي تجاه سورية، يأتي في سياق تطور الأوضاع في سورية، وهو لم يتغير طوال السنوات الماضية ولن يتغير، وهذا الواقع يؤكده مسار أستانا الذي لا يزال يلعب دوراً إيجابياً، آخذا في عين الاعتبار التأكيد على وحدة أراضي سورية واستعادة السيادة في كل أنحائها واستكمال مهمة مكافحة الإرهاب وعودة النازحين وهذا ما أكدته «قمة طهران».

وأوضح زاسبيكين، أن روسيا لا تزال تسعى إلى إيجاد الحلول السلمية الدبلوماسية لكل المشاكل بما في ذلك النزاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه أمام مماطلة الغرب وتسليحه نظام كييف، فإن الموقف الروسي سيكون أكثر تشدداً، وبطبيعة الحال فإن الأجندة لا تقتصر على أوكرانيا، فالمطلوب انسحاب أميركا من الأراضي السورية، والقمة الثلاثية في طهران أكدت أن أطراف مسار أستانا متفقة بهذا الخصوص ومن الواضح أن إنهاء الاحتلال الأميركي سوف يسهم في التخلص من الوجود الإرهابي في سورية.

ونوه إلى أن روسيا تمارس نهجاً سياسياً قوياً منسجماً مع التقدم العسكري المتواصل في أوكرانيا وتعزيز العلاقات مع عدد من الدول التي ترفض هيمنة الغرب الذي دخل مرحلة الأزمة الشاملة ويريد إيجاد المخرج منها على حساب الآخرين، موضحاً أنه وفي هذا الصدد أتت قمة جدة كمحاولة أميركية لتشغيل الدول العربية لخدمة أهداف إدارة جو بايدن الذي فشلت جهوده في هذا السياق.

وشدد زاسبيكين على أن «قمة جدة» بدت رمزاً لعبث السياسة الأميركية، في حين أن «قمة طهران» شكلت محطة مهمة في الطريق نحو إيجاد الحلول للمشاكل وتطوير التعاون الدولي على أساس احترام سيادة الدول.

وتابع: «من الواضح أن إقامة نظام عالمي جديد يتقدم على أساس تراجع الغرب وعملائه وتقدم الدول التي تتصرف وفقاً لمصالحها الوطنية المشروعة والمتمسكة بالقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار والعيش معاً والمساواة والنفع المتبادل».

وأوضح أن «قمة طهران» أكدت مواصلة التعاون رغم الخلافات على تحركات النظام التركي في شمال سورية التي تحصل من دون التنسيق في إطار مسار أستانا، إلا أن التركيز على القواسم المشتركة يبقى الأهم، وبالنسبة لروسيا لا يزال التعاون مع سورية وحلفائها أولوية مطلقة دفاعاً عن دولة سورية ضد الإرهاب والتدخلات الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن