سورية

دعا لانجاز اتفاق نهائي بصيغة وطنية سورية بين الحكومة و«قسد» ينهي ذرائع أردوغان … أوسي لـ«الوطن»: «المناخات» بين الجانبين «أفضل بكثير»

| موفق محمد

كشف رئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين عمر أوسي أمس، أن «المناخات» بين الحكومة السورية و«قوات سورية الديمقراطية- قسد» حالياً «أفضل بكثير»، وذلك بعد عقد عدة اجتماعات بين الجانبين كان آخرها في دمشق منذ أيام، داعياً الجانبين إلى توسيع تفاهماتهم العسكرية لتشمل الجوانب السياسية الخلافية لتطبيع الأوضاع وصولاً إلى اتفاق نهائي بصيغة وطنية سورية لإنهاء ذرائع النظام التركي بشن عدوان جديد على شمال البلاد.

وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عضو مجلس الشعب السابق: «على الرغم من انعقاد القمة الثلاثية الأخيرة في طهران بصيغة أستانا ومعارضة روسيا وإيران لتركيا بالقيام بأي عملية عسكرية جديدة على الأراضي السورية، إلا أن التهديدات التركية العدوانية تجاه سورية وإمكانية التوغل في بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة «قسد» مثل ريف حلب وشرق الفرات مازالت قائمة بقوة وهذا ما يصرح به المسؤولون الأتراك وفي مقدمتهم رأس النظام (رجب طيب) أردوغان».

وأعرب أوسي عن اعتقاده أن النظام التركي حصل على تفاهمات مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» خلال القمة الأخيرة في مدريد بعد موافقتها على انضمام كل من السويد وفنلندا إلى الحلف، وطبعاً هذا القرار بحاجة إلى موافقات برلمانات دول الحلف ومنها البرلمان التركي، ولكن أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية متواطئة مع تركيا.

ورأى أن الجيش السوري وبعدما انتشر في مناطق التماس مع النظام التركي في عين العرب ومنبج وعين عيسى وتعزيزاته إلى المنطقة، إضافة إلى استعدادات «قسد»، فإن أي هجوم عسكري تركي على المنطقة سيواجه برد ومقاومة عنيفتين.

وأشار إلى أن مسؤولي النظام التركي بعد انعقاد «قمة ظهران» مازالوا يتحدثون عن إقامة ما يسمونه «المنطقة الآمنة» داخل الأراضي السورية، وأضاف: «هي منطقة آمنة دائمة لتركيا بضم كل الشمال السوري برمته إلى الأراضي التركية في إطار ميثاقهم الملي عام 1920».

وأعرب رئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين عن اعتقاده أن التفاهمات الأخيرة بين الجيش السوري و«قسد» وعقدهم أكثر من اجتماع في مطار القامشلي أفضت إلى هذه التفاهمات العسكرية، مطالباً جميع الأطراف بتوسيع هذه التفاهمات لتشمل تفاهمات سياسية حول بعض النقاط الخلافية التي مازالت عالقة حتى الآن بين الجانبين.

ولفت إلى أنه «منذ أيام قليلة كان هناك وفد من «الإدارة الذاتية» الكردية في دمشق أيضاً وأتمنى أن تتوسع هذه التفاهمات بما يسهل عودة مؤسسات الدولة إلى المنطقة وفي إطار أجندة وطنية يتفق عليها الجانبين، وهكذا نكون قد نزعنا فتيل الأزمة وذرائع النظام التركي»، كاشفاً أن «المناخات بين الجانبين حالياً أفضل بكثير».

وتمنى أوسي «على شعبنا في مناطق شمال سورية وخاصة الكرد والمكونات الأخرى في حال وقوع أي هجوم تركي البقاء في أرضهم ومزارعهم وقراهم ومدنهم وأن يتشبثوا بترابهم الوطني كي لا يتكرر سيناريو عفرين ورأس العين وتل أبيض وبقية المناطق المحتلة من النظام التركي».

ولفت إلى أن «الوضع مازال حساساً ولا أحد يستطيع معرفة نوايا أردوغان ولا يمكن الوثوق به، فهو بحاجة إلى بعض العمليات خارج حدوده وخاصة في سورية والعراق بحجة تهديد الأمن القومي التركي وملاحقة حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي و«قسد» من أجل صرف هذه العملية في الداخل التركي فهو أمام استحقاقات انتخابية بعد أقل من سنة وكل استطلاعات الرأي تدل على أنه إذا دخل الانتخابات فلن ينجح وستنجح المعارضة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب تركيا نتيجة سياسات نظام أردوغان المتهورة».

وأضاف: «أردوغان صرح بشكل واضح بأن العملية العسكرية مازالت قائمة وهي على الطاولة وممكن القيام بها بأي لحظة من دون أخذ الإذن من أي قوة إن كان إقليمية أو دولية، ولذلك أنا أناشد الإخوة في «قسد» بأن يطرقوا أبواب دمشق مجدداً للبحث عن حل هذه الخلافات وأن يتم تأسيس غرفة عمليات عسكرية مشتركة لصد أي عدوان تركي قد يتم».

وحذر أوسي من أن أي «اجتياح تركي للأراضي السورية في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» سيتسبب بكارثة إنسانية كبيرة وسيحيي تنظيم داعش الإرهابي من جديد في تلك المناطق وسيضعف الحرب ضده».

وأعرب عن اعتقاده أن الحلفاء الروس والإيرانيين يعملون على إيجاد حل سياسي وأيضاً هناك نوع من الوساطة بين دمشق وأنقرة وهذا ما تسرب من كواليس «قمة طهران» وزيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان لأنقرة ودمشق.

وقال: «أعتقد أن تفاهم دمشق مع الإخوة في «قسد» كفيل بنزع فتيل الأزمة وهذا هو الوضع الطبيعي بأن تعود الدولة إلى تلك المناطق بموافقة «قسد»، والمسائل الخلافية لا أراها شائكة أو صعبة جداً، إذ يمكن تدوير الزوايا بتنازلات من الجانبين للوصول إلى النقاط الرئيسية التي حالت حتى الآن دون توافق الطرفين».

وختم أوسي تصريحه بالقول: «بمجرد التوافق العسكري والسياسي بين دمشق و«قسد» برعاية روسية ودعم إيراني تنتفي ذرائع أردوغان بالتهديد دائماً بعدوان عسكري تجاه الجغرافيا الوطنية السورية».

وفي وقت سابق أمس أصدر رئيس «المبادرة الوطنية للكرد السوريين» بياناً تلقت «الوطن» نسخة منه، وقال فيه: «لم تستطع القمة الثلاثية الأخيرة في طهران (روسيا- إيران- تركيا) تبديد مخاوف السوريين عموماً والكرد خصوصاً من إمكانية قيام تركيا باجتياح عسكري جديد في ريف حلب وشرق الفرات أماكن سيطرة قوات سورية الديمقراطية ولا يزال رأس النظام التركي والمسؤولون الأتراك الآخرون يهددون بالقيام بعملية عسكرية في أي لحظة وإقامة المنطقة الآمنة على طول الحدود السورية التركية المشتركة فالتوغل التركي في تلك المناطق هذه المرة هو جدّي وخطير ويهدف إلى احتلال استيطاني لكل الشمال السوري وإفراغ المنطقة من سكانها ومكوناتها الرئيسية ولاسيما الكرد السوريين».

واستنكر أوسي بشدة التهديدات التركية وناشد الكرد السوريين والمكونات الأخرى من أبناء الشعب السوري الوقوف صفاً واحداً ضد الاحتلال التركي ومرتزقته والوقوف خلف الجيش السوري و«قسد»، مطالباً المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته وممارسة الضغط على الدولة التركية لمنعها من تنفيذ أطماعها الاستعمارية وانتهاك سيادة الجغرافيا الوطنية السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن