انقطاع دواء التلاسيميا يهدد حياة نحو 600 مريض بحمص … خولة القبة لـ«الوطن»: لم يصلنا الدواء منذ 4 أشهر وتوفيره بعهدة الوزارة
| حمص- نبال إبراهيم
تحدث العشرات من مرضى التلاسيميا في حمص لـ«الوطن» عن معاناتهم من انقطاع دوائهم الذي يحتاجونه بشكل يومي منذ نحو 6 أشهر وعدم توافره في مركز التلاسيميا، ما يجعل حياتهم مهددة مع تناول أدويتهم منذ فترة طويلة، لافتين إلى أن انقطاع الجرعة ليوم واحد قد يحدث مضاعفات خطيرة على المريض وقد تصل لوفاته في حال انقطاعها مدة طويلة على «حد قولهم».
وأشار المشتكون إلى أن جرعات دوائهم (خالبات الحديد) تعمل على إزالة تراكم الحديد في الجسم الناتج عن نقل الدم بشكل مستمر ولفترات طويلة، وأن الانقطاع عن الجرعات يؤدي إلى تراجع بأداء بعض أعضاء الجسم وخاصةً القلب نتيجة تراكم الحديد، مشددين على ضرورة توافر هذا الدواء الذي يحتاجه المئات من المرضى في مركز التلاسيميا بالسرعة القصوى.
ولفت المشتكون إلى عدم توافر هذا الدواء بشكل دائم في صيدليات المحافظة، وفي حال توافره فهو باهظ الثمن حيث يصل ثمن العلبة منه إلى ما يزيد على 120 ألف ليرة سورية وهي لا تكفي المريض سوى لشهر أو أقل، ما يرهق المرضى وأهاليهم مادياً بشكل يفوق قدرتهم الشرائية بشكل كبير، علاوةً على عدم فعالية هذا الدواء بالمقارنة مع الدواء الذي توفره وزارة الصحة في مراكز التلاسيميا.
بدورها أكدت رئيسة مركز التلاسيميا بحمص الدكتورة خولة القبة لـ«الوطن» عدم توافر دواء مرضى التلاسيميا في المركز منذ 4 أشهر لعدم وصول أي دفعة جديدة من هذا الدواء للمركز من وزارة الصحة، لافتةً إلى أن المركز استلم منذ نحو 6 أشهر حصة من هذا الدواء وتم توزيعها على المرضى الذين راجعوا المركز خلال شهرين ولم يتبق منها شيء حالياً.
وأوضحت أن المركز يستلم مخصصات محافظة حمص من هذا الدواء بشكل ربعي أي كل ثلاثة أشهر، إلا أن الكميات الواردة من الوزارة لم تكن كافية لجميع المرضى الذين يصل عددهم في المحافظة إلى نحو 600 مريض منهم أكثر من 500 مريض يحتاجون للدواء بشكل يومي، مؤكدة إرسال العديد من الكتب والمراسلات إلى الوزارة حول عدم توافر هذا الدواء وأن موضوع توفيره هو بعهدة الوزارة لكون هذا الدواء مستورداً وهو خاضع للعقوبات والإجراءات الأحادية القسرية التي تفرضها الدول الغربية على البلد.
وأشارت الدكتورة القبة إلى الخطورة الكبيرة التي قد تحدث على مرضى التلاسيميا نتيجة لانقطاعهم عن الجرعات الدوائية لفترات طويلة، والتي قد تصل إلى تهديد حياتهم، مؤكدةً أنه لم يصل المركز أي معلومات عن حدوث حالات وفاة لمرضى بسبب انقطاعهم عن الدواء حتى تاريخه.
ولفتت إلى وجود ترخيص لأحد معامل الأدوية الوطنية، إلا أن الكميات المنتجة قليلة ولا تكفي حاجة المرضى على الإطلاق، كاشفةً عن أن هناك محاولات متواصلة ومستمرة لتأمين هذا الدواء في القريب العاجل من قبل الوزارة.