عربي ودولي

القوات الروسية دمرت سفينة حربية أوكرانية ومخزن صواريخ أميركية في ميناء أوديسا … لافروف من القاهرة: الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده ومنفتحون على حوار مع العرب والعالم

| وكالات

جملة من ثوابت بلاده جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد عليها، خلال زيارته أمس الأحد إلى القاهرة، وكان على رأس تلك الثوابت بأن الشعب السوري هو وحده من يقرر مستقبل بلاده دون تدخل خارجي، وضرورة العمل على حل القضية الفلسطينية وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى تأكيده بأن السلطات في كييف تتصرف وفقاً لإملاءات الغرب، وأن روسيا منفتحة على الحوار مع العالم العربي ومع جميع دول العالم.
لافروف وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أمس جدد، وفق ما ذكرت وكالة «سانا» التأكيد أن الشعب السوري هو وحده من يقرر مستقبل بلاده دون تدخل خارجي.
وشدد لافروف وفقاً لموقعي «اليوم السابع» و«روسيا اليوم» على أهمية أن يدعم المجتمع الدولي الحل في سورية بما يحفظ وحدة وسيادة البلاد.
من جهة أخرى لفت لافروف إلى أنه أجرى حواراً بناء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موضحاً أن العلاقات بين البلدين تتقدم بشكل كبير وأن هناك اتفاقاً حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن القمة الإفريقية الروسية ستجري منتصف العام القادم، مرحباً بكل مبادرات الجانب المصري للانضمام لمبادرة شنغهاي، لافتاً إلى أن مصر ستشارك في اجتماع بريكس.
وبخصوص القضية الفلسطينية شدد لافروف على ضرورة العمل على حل هذه القضية بوساطة مصرية وبما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي.
وفي الشأن الليبي شدد على أهمية دعم الأمم المتحدة لتسوية الأوضاع في ليبيا وأن تتم تلك المساعي أمام المظلة الدولية.
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وعلاقتها بأزمة الغذاء العالمية أكد لافروف أن الدول الغربية تمنع دخول السفن الروسية للموانئ الأجنبية وهذا يلعب دوراً في وجود الأزمة الغذائية.
وقال لافروف: «موسكو لا تطالب برفع العقوبات لكن فيما يتعلق بمسألة الغذاء يجب على الغرب القضاء على المشاكل التي أوجدها وأنها تأمل بأن يتمكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من حل قضية العقوبات التي تعرقل تصدير الحبوب الروسية».
ولفت لافروف إلى أن الممرات في البحر الأسود ستضمن نقل الحبوب ولكن على كييف إزالة الألغام من الموانئ.
وحول الاتفاق الذي تم توقيعه في إسطنبول الأسبوع الجاري لإخراج الحبوب الأوكرانية أوضح لافروف أنه من المفترض أن تضمن أوكرانيا تطهير مياهها الإقليمية من الألغام والسماح للسفن بالمغادرة من هناك.
ولفت إلى أنه سيتم فحص السفن في اتجاه الموانئ الأوكرانية لتحميلها بشحنات من القمح وذلك بهدف التأكد من عدم حمل أسلحة إلى الموانئ الأوكرانية.
إلى ذلك نقلت «روسيا اليوم» عن لافروف قوله حول إمكانية إجراء «مفاوضات بشأن مجموعة واسعة من القضايا»، مع أوكرانيا، إن الأمر لا يعتمد على موسكو.
وأوضح لافروف أن السلطات الأوكرانية، بدءاً من الرئيس فولوديمير زيلينسكي وصولاً إلى عدد لا يحصى من مستشاريه، تقول باستمرار إنه لن تكون هناك مفاوضات حتى تهزم أوكرانيا روسيا في ساحة المعركة».
وأضاف: إن السلطات في كييف تتصرف وفقاً لإملاءات القائمين الغربيين عليها، سواء كانت لندن، أم واشنطن، أو برلين أو العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الأخرى.
وقال: «لذلك، فإن الخيار لهم، لكن كلما استمروا (الغربيون) في مطالبتهم أوكرانيا بالقتال حتى النهاية المريرة، ونحن جميعاً نعرف ماذا ونهاية من ستأتي، سيموت المزيد من الناس، كلما طال استمرار الوضع الحالي، وهو الأمر الذي لا يستفيد منه في المقام الأول الشعب الأوكراني والدولة الأوكرانية».
بدوره قال شكري: إن الجانبين أكدا ضرورة الحوار الدبلوماسي من أجل وقف إطلاق النار وتسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.
وأشار إلى أن هذه الأزمة كان لها تأثير سلبي على الغذاء وأمن الطاقة في جميع أنحاء العالم، وأدت إلى تعطيل سلاسل التوريد.
وخلال كلمة أمام مجلس الجامعة العربية أشاد لافروف بموقف الدول العربية المعتدل تجاه مجريات الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن روسيا منفتحة على الحوار مع العالم العربي ومع جميع دول العالم.
وقال: إن العلاقات الروسية العربية قائمة على الصداقة والود، لافتاً إلى أنه اتفق مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على تحديد خطط إضافية لتعزيز العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات.
وذكر وزير الخارجية الروسي أنه يتم التخطيط لعقد منتدى التعاون العربي الروسي في دورته السادسة قريبا.
كما شرح لافروف الأسباب التي دفعت موسكو لبدء العملية العسكرية في أوكرانيا، موضحاً: «كانت لدينا مخاوف مشروعة حول أمننا، وتم تجاهل مخاوفنا بشأن توسع الناتو وحصول أوكرانيا على الكثير من الأسلحة الغربية».
وتابع: «تم خرق اتفاق مينسك، وقصفت كييف المناطق الرافضة لها بالمدفعية، فيما أخفق الاتحاد الأوروبي بشكل كامل في الوفاء بتعهداته».
ولفت لافروف إلى تعمد نظام كييف منع اللغة الروسية في شرق أوكرانيا ونشر العنصرية ومعاداة روسيا ودعم النازية، مذكراً بأن «الغرب عرقل عملية التفاوض»، مؤكداً في الوقت ذاته بأن روسيا لا تغلق باب المفاوضات مع أوكرانيا.
كما أشار لافروف إلى أن الأوروبيين اعتبروا أن من حق الناتو الهيمنة وفعل ما يحلو له، مؤكداً أن موسكو ترفض هذه السياسة، ومشدداً على أنه لا يمكن لدول الحلف أن تحافظ على أمنها بتهديد أمن دولة أخرى.
من جهة ثانية قال مكتب مجلس الوزراء الروسي: إن الحكومة وسعت قائمة الدول والأقاليم التي ترتكب أعمالاً غير ودية ضد روسيا ومواطنيها وشركاتها.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المكتب قوله في بيان «تشمل القائمة جزيرتي غيرنزي ومان اللتين أيدتا العقوبات التي فرضتها المملكة المتحدة، وكذلك جزر الباهاما التي حظرت أي معاملات مع بنك روسيا ووزارة المالية الروسية وعدد من منظمات الائتمان في روسيا».
وتم وضع قائمة الدول غير الصديقة بموجب المرسوم الرئاسي الروسي الصادر في 5 آذار الماضي بشأن الإجراء المؤقت للوفاء بالالتزامات تجاه بعض الدائنين الأجانب.
في السابق، كانت القائمة تضم 48 دولة ومنطقة غير صديقة: الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وأوكرانيا، وأستراليا، وألبانيا، وأندورا، وأيسلندا، وكندا، وليختنشتاين، وميكرونيزيا، وموناكو، ونيوزيلندا، والنرويج، وكوريا الجنوبية، وسان مارين، ومقدونيا الشمالية، والجبل الأسود، وسويسرا، واليابان، وسنغافورة، وتايوان، و27 دولة في الاتحاد الأوروبي.
وجزيرتا «غيرنزي» و«مان» التابعتان للتاج البريطاني، لكن هما ليستا رسمياً جزءاً من المملكة المتحدة.
ميدانياً أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، عن تدمير سفينة حربية أوكرانية ومخزن صواريخ أميركية مضادة للسفن من طراز «هاربون»، في ميناء أوديسا، بضربة صاروخية عالية الدقة.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في بيان، إن صواريخ بحرية عالية الدقة بعيدة المدى دمرت سفينة حربية أوكرانية في حوض ميناء أوديسا، ومستودعاً لصواريخ «هاربون» المضادة للسفن التي سلمتها الولايات المتحدة إلى كييف.
بالإضافة إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع أنه تم إخراج مرافق منشأة إصلاح وتحديث السفن التابعة للقوات البحرية الأوكرانية، عن العمل.
وأضافت الوزارة إنه في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تمكنت القوات الروسية من استهداف طائرات القوات الجوية الأوكرانية المتمركزة في مطار كاناتوفو العسكري الواقع في مقاطعة كيروفوغراد، وذلك باستخدام أسلحة بحرية وجوية بعيدة المدى عالية الدقة.
من جهتها قالت السلطات في دونيتسك: إنه خلال أقل من ساعتين، أطلقت القوات الأوكرانية ثلاث مرات قذائف على مناطق مختلفة من دونيتسك، بما في ذلك خمس قذائف من عيار 155 ملم التي يستخدمها الناتو.
ونقلت «نوفوستي» عن مكتب تمثيل جمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق وقف إطلاق النار «JCCC»: «في أقل من ساعتين فجر (أمس)، قصفت القوات الأوكرانية، بيرفومايسكوي – دونيتسك (مقاطعة كيروف) بخمس قذائف «الناتو» من عيار 155 ملم، كما تم استهداف مارينكا – دونيتسك « منطقة بتروفسكي» بـ5 قذائف من عيار 120 ملم وتم استهداف بيرفومايسكوي – دونيتسك بـ5 قذائف من عيار 152 ملم».
وتقع منطقة بتروفسكي في دونيتسك على المشارف الغربية لعاصمة جمهورية دونيتسك الديمقراطية، وهي أبعد جزء من المدينة عن المركز.
أما في لوغانسك، أطلقت القوات الأوكرانية النار على كراسني لوش باستخدام صواريخ منظومة هيمارس الأميركية.
وعلى خطٍّ موازٍ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية وقوات الصواريخ استهدفت أول من أمس، مراكز قيادة تابعة للقوات الأوكرانية ما أدى إلى تدمير كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ومقتل عشرات الأفراد.
وقالت الوزارة في الإفادة الصحفية اليومية أمس: إن القوات الروسية استهدفت مواقع الكتيبة العاشرة في الجيش الأوكراني، بالقرب من جمهورية دونيتسك الشعبية، وتمكنت من القضاء على 70 بالمئة من قواتها.
وفي مقاطعة نيكولايف استهدف الجيش الروسي بأسلحة عالية الدقة مستودعات أسلحة، وتمكن من القضاء على 50 عنصراً تابعاً للقوات الأوكرانية.
بالإضافة إلى ذلك دمرت القوات الروسية بأسلحة عالية الدقة 8 مراكز قيادة تابعة للقوات الأوكرانية و7 مخازن أسلحة وذخائر.
وفي جمهورية دونيتسك الشعبية استهدف سلاح الجو الروسي كتيبتين تابعتين للقوات الأوكرانية، ومدفعين سلمتهما الولايات المتحدة لكييف.
وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية أول من أمس، 5 طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى اعتراض عشر قذائف من أنظمة الصواريخ المتعددة «أوراغان» و«هيمارس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن