افتتاح المعرض المركزي الأول لمراكز الفنون التطبيقية والتشكيلية … وزيرة الثقافة: وصلوا إلى مرحلة يستطيعون فيها أن يدعموا الحركة التشكيلية العربية
| مايا سلامي- تصوير طارق السعدوني
افتتحت وزارة الثقافة ومديرية التأهيل الفني المعرض المركزي الأول لمراكز الفنون التطبيقية والتشكيلية في خان أسعد باشا بدمشق.
وهذا المعرض هو الأول من نوعه في سورية بضمّه مقتنيات جميع المراكز الفنية التابعة لوزارة الثقافة في كل المحافظات، وبجمعه لكل أنواع الفنون بمكان واحد ما أضفى المزيد من الحميمية والتآلف وأعطاه نكهة خاصة وطابعاً مميزاً، حيث تضمن ما يقارب 150 عملاً من مختلف المجالات الإبداعية الفنية كاللوحات الزيتية والتصوير الضوئي، الخط العربي، الخزف والنحت.
عمل جبّار
وبتصريح لوسائل الإعلام، قالت وزيرة الثقافة لبانة مشوّح: «معرض اليوم له نكهة خاصة جداً، فهؤلاء ليسوا بمحترفين إنما هم خريجو مراكز الفن التشكيلي في أنحاء محافظات الجمهورية العربية السورية وهذه نتاجات أعمالهم، ولدينا في وزارة الثقافة سبعة مراكز فن تشكيلي في خمس محافظات، وتلاحظون أن درجة التأهيل في هذه المراكز عالية جداً من الناحية الفنية، التعبيرية، اللعب بالألوان، وبتقنية الرسم والتصوير».
وأضافت: «أنا سعيدة جداً بما أرى وأعتقد أن هؤلاء وصلوا إلى مرحلة يستطيعون أن يدعموا فيها الحركة التشكيلية وتطورها في سورية بل في الوطن العربي، وأول من أشكر القائمين على هذه المراكز لأنهم يعملون في ظروف ليست بالسهلة على الإطلاق، وكل الشكر للقائمين على هذا المعرض الذي جمع أكثر من 150 لوحة من خمس محافظات ومن سبعة مراكز، هذا عمل جبّار جداً».
فعالية مهمة
وبين مدير مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية قصي الأسعد أن المعرض المركزي الأول فعالية مهمة جداً جمعت بين مراكز الفنون التشكيلية والتطبيقية بكل سورية، فمنذ أن بدأت وتأسست هذه المراكز في عام 1960 وإلى اليوم لم تجتمع بمثل هذه الفعالية.
وأشار إلى أن أهمية هذا المعرض تكمن في أنه يشكل حافزاً عند طلاب المراكز وخريجيها لكي يرسموا ضمن خططهم ومناهجهم وأفكارهم، كما أصبح لديهم محطة أخرى غير التخرج الذي يطلقهم في الحياة الفنية التشكيلية وهي المعرض المركزي، فبات عليهم اليوم التحضير أيضاً للمشاركة به وفي كل المعارض والفعاليات الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة والجهات الأخرى، مؤكداً أن هذا المعرض الأول وسيستمر بكل سنة وفي المستوى نفسه.
وحول الاختلافات العمرية والفنية التي تضمنها المعرض أوضح: «نحن في مراكز الفنون التشكيلية والتطبيقية شرطنا للقبول أن يكون عمر المتقدم فوق الـ18 وبالتالي لدينا شرائح مختلفة واختلاف الشرائح يسبب بالمجمل اختلافاً بالرسالة التي يقدمها كل فنان عبر لوحته واختلاف المراكز في معايير التخرج ولجان التحكيم أدى إلى اختلاف في الموضوعات والأعمال سواء في القياس، التقنية، الشريحة العمرية، التنفيذ، الفكرة».
الجديد في الموضوع
كما كشف مدير مديرية التأهيل الفني في وزارة الثقافة بريام سويد أن الجديد في الموضوع هو تنظيم معرض مركزي في دمشق يشمل أعمالاً من مقتنيات مراكز المحافظات في سورية، معرباً عن أمنياته بأن يبنى ويؤسس على هذه السابقة حيث يصبح تقليداً موسمياً أو سنوياً وأن يدور هذا المعرض بالسنوات القادمة في المحافظات وألا يكون المركز دائماً في دمشق.
وأضاف: «طلبنا أن تكون الأعمال المعروضة من مقتنيات المراكز ولم نشترط أن تكون من معارض الخريجين لكي لا نضغط على طلاب المراكز في فترة تخرجهم، لذلك هناك أعمال تعود لأعوام سابقة منها في عام 2015 و2014 وتم التواصل مع أصحابها، والموجود منهم داخل القطر لبى الدعوة مباشرة وردة فعلهم كانت إيجابية جداً».
اليد اليمنى
أما مدير مركز أحمد وليد عزت للفنون التطبيقية في دمشق أنس قطرميز فأكد على أن مراكز الفن التطبيقي والتشكيلي التابعة لوزارة الثقافة والتي تأسس معظمها في مطلع ستينيات القرن الماضي وظيفتها الرئيسة دعم وتعليم الفن لكل الهواة والمبدعين في سورية الذين هم اليد اليمنى لوزارة الثقافة بالمشهد الذي يخص الفن التشكيلي والتطبيقي، منوهاً بأن هذه المراكز مر عليها أهم فناني القطر العربي السوري إما كطلاب أو كمدرسين وكانت وما زالت هدفها الأساسي رفد الساحة الفنية بفنانين تشكيليين متمكنين ليمثلوا وجهاً من أوجه الحضارة في البلد.
وعن معايير اختيار اللوحات والأعمال المشاركة قال: «في الحقيقة ليس هناك معايير لاختيار اللوحات لأنها في الأساس من مقتنيات المركز التي تحفظ من معارض التخرج وتترك للمشاركة في المناسبات والمعارض، واليوم جاءت هذه المناسبة وللمرة الأولى يكون هناك تشاركية بين المراكز وكنا حزينين لأننا لم نتمكن من عرض جميع المقتنيات واخترنا جزءاً منها من دون أن نفاضل بينهم».
معرض دوري
وبين مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وسيم عبد الحميد أنه: «نحن اليوم في المعرض المركزي الأول بالنسبة للمراكز الفنية التشكيلية في سورية، وعندما نتحدث عن هذه المراكز فإننا نشير إلى عملية التدريس المهمة جداً والتي تجري فيها من أساتذة هم في الأساس فنانون يعملون من دون أي مقابل ليطلقوا خريجين كما الذين نشاهدهم اليوم مؤسسين بشكل صحيح وجاهزين للمضي في الحركة الفنية السورية وبالمدرسة التي يختارونها».
وأكد على أنه انطلاقاً من هذا المعرض سيكون هناك معرض مركزي دوري من الممكن أن يتنقل بين المحافظات وهذا شيء مهم جداً للمراكز ويقدم الدعم لها ولطلابها وفنانيها.
لوحة طبيعة
وأوضح خريج معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية أيهم الشقير: أنا مشارك بلوحة «يوم في الحقل» من لوحات تخرجي عام 2019 وهي لوحة للطبيعة تحاكي بيئة السويداء، حاول فيها استخدام كل الأساليب التي تعلمها وهي بتقنية الزيتي وقياس متر بـ70، وأن مشروعه هذا كان من المشاريع المهمة في معرض التخرج وحصل من خلاله على المركز الأول.
وأكد على أن هذا المعرض المركزي الأول في دمشق مهم جداً وفرصة كبيرة للمعهد ليقدم أفضل أعمال الرواد الذين تعاقبوا.
خط عربي
كما تحدثت خريجة مركز أحمد وليد عزت ميسون الحبّال عن مشاركتها وقالت: «أنا مشاركة بلوحتي خط عربي وتحديداً الخط الكوفي الفاطمي مع الزخرفة الإسلامية وبالتصوير الضوئي أيضاً مشاركة بلوحة متر بمتر، في الخط العربي اخترت آية الكرسي التي حُبّرت بريشة رفيعة جداً والزخرفة باللون الذهبي، واللوحة الثانية كان العمل فيها أصعب بكثير لأنها نيجاتيف أي يكون الكرتون في أساسه بلون البيج ومن ثم نلونه بالحبر الأسود وهذا يحتاج إلى جهد كبير استغرق مني وقتاً طويلاً، أما التصوير الضوئي فكانت مشاركتي فيه لطبيعة صامتة باللون الزيتي».
رسالة الفن
بدورها أوضحت خريجة مركز أحمد وليد عزت للفنون التطبيقية باختصاص النحت لبانة شبيب أنها: «اليوم شاركت بعمل اسمه «إيمان» والتقنية المستخدمة فيه هي البناء المباشر بالصلصال، والعمل عبارة عن يد كبيرة في داخلها أم تحمل طفلها وهذه اليد كان لها معنيان المعنى العام هو القوة التي تحمي هذه الأم فمن الممكن أن تكون الرعاية الإلهية أو الأب لكن الرسالة التي أريد إيصالها أن الطفل الذي تحمله الأم هو مستقبلها واليد هي إيمانها بمستقبلها ونجاحها وإيمانها الكبير هو القوة التي تحميها». وأضافت: «هذه الفعالية مهمة جداً لأنها تجمع بين عدة مراكز وبالتالي عدة أساليب وعدة تقنيات تؤدي رسائل مختلفة ولكن بالأخير هناك حب وشغف يجمع بين كل المشاركين ورغبة قوية في إيصال رسالة الفن الخاص بهم وأنا سعيدة جداً لكوني جزءاً من هذا المعرض الذي أعتبره خطوة مهمة للأمام».