شؤون محلية

مدير المعمل: نستغرب هذه الحملة ضده وهناك من لا يريد للمعمل أن يعود … شكاوى من تلويث معمل سكر تل سلحب .. أضرار للأراضي.. روائح كريهة وقضاء على الأسماك

| حماة- محمد أحمد خبازي

اشتكى عدد من أهالي منطقة الغاب لـ«الوطن» نواتج تصنيع الشوندر السكري في معمل سكر سلحب، وبأنها تتدفق في مجرى العاصي والمصارف الزراعية وقنوات الري بالمنطقة، وتلوث البيئة بالروائح الكريهة التي تنشرها على مدى مساحات شاسعة، وتقضي على الثروة السمكية الطبيعية التي تعيش بالمسطحات المائية.

وبيَّنَ مزارعون أن أراضيهم المزروعة بالخضار الصيفية التي تروى من تلك المصارف، مهددة بالتلوث الشنيع وهو ما يعني خسائر فادحة لهم، مناشدين الجهات المعنية بالمحافظة ووزارتي الزراعة والصناعة، التدخل السريع لمعالجة هذه المشكلة البيئية ـ الزراعية ـ الصناعية، وإنقاذ بيئتهم البرية والمائية وأراضيهم ومنتجاتهم الزراعية والثروة السمكية من هذا التلوث الشديد.

وأوضح بعضهم أن الجهات المعنية تسكت عن هذا التلوث المضر بالبيئة والناس، كيلا تفسد فرحتها بإقلاع معمل السكر بعد 7 سنوات من التوقف عن العمل والإنتاج، فالمهم عندها تشغيل المعمل حتى لو نتجت عنه إضرار كبير بالبيئة ولفتوا إلى أنهم مع تشغيل المعمل وتصنيع الشوندر وإنتاج السكر، ولكن مع ضرورة معالجة نواتجه بشكل لا يفتك بالثروة السمكية ولا يضر بالبيئة.

ورداً على أسئلة «الوطن» كشف مدير الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب الدكتور مصطفى عليوي، أنه يوم الخميس الماضي تفقد مع فريق فني المصرف B المتفرع من العاصي، في موقع تل الغار وتل التتن، وتبين نفوق أعداد من الأسماك والسلطعان المعروف شعبياً بـ«أبو جنب» بسبب تلوث المياه.

وبيَّن أن المياه في المصرف سوداء اللون، وذات رائحة كريهة، وتتشكل طبقة زيتية، ومن الممكن أن تكون نواتج مياه معمل سكر تل سلحب. وأوضح أنه تم إجراء مقارنة بين مياه المصرف B بمياه موقع آخر، فتبين أن المياه بالموقع غير ملوثة ولم يلحظ فيه نفوق للأسماك.

وأكد عليوي أنه تم رفع تقرير للجهات المعنية ووضعها بالصورة الحقيقية للواقع.

ومن جانبه بيَّنَ الخبير التنموي أكرف عفيف لـ«الوطن»، أن السمك في مجرى نهر العاصي يتعرض للنفوق من مخلفات مياه معمل سكر تل سلحب. وأوضح أن النتائج الأولية للمحصول: هي خسارة الفلاحين بسبب سياسة التسعير، حيث يباع كيلو السكر بـ4500 ليرة، وكيلو الشوندر فيه 150 غ من السكر ثمنه أكثر من 600 ليرة، ويباع التفل الرطب أي باقي الشوندر بـ 300 إلى 350 ليرة، والتكاليف تضاعفت عدة مرات بسبب مضاعفة أسعار المحروقات والأجور، بينما حددوا سعر الشوندر بـ250 ليرة، والمكافأة 10 ليرات، وكنا نتوقع إلغاء أجزاء الـ500 ليرة حتى ظهرت مواسم الفلاحين!.

وأشار عفيف إلى أن الإيجابية الوحيدة التي قد تكون لفضلات المعمل، هي القضاء على زهرة النيل التي تُصرف على مكافحتها المليارات ولكن بلا جدوى!.

ومن جهته، بيَّن مدير معمل سكر تل سلحب رامي عيسى لـ«الوطن»، أن الإنتاج بالمعمل يسير بشكل جيد حتى اليوم، وأن الكميات الموردة من منتجي الشوندر السكري تجاوزت الـ14500 طن.

وحول نواتج العمل وتسببها بتلوث البيئة ونفوق الثروة السمكية، استغرب عيسى هذه الحملة ضد المعمل!. وأوضح أن المعمل عمره 45 سنة، ونواتجه تحول لأحواض ترابية بأرض الشركة وكانت تُعزَّلُ كل سنة، وفيه صرف صحي.

ولفت إلى أن المعمل قبل توقفه كان يعمل 4 أشهر بالسنة، ولم نكن نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه اليوم علماً أننا بدأنا العمل في 13 الشهر الجاري «فما حَلّو يلوث العاصي»!. وأضاف: المريب بالموضوع هو تلوث العاصي خلال السنوات التي كان المعمل متوقفاً فيها، وأدى ذلك لنفوق الأسماك، وقيل يومها إن المعمل هو السبب!.

ولفت عيسى إلى أن هناك من لا يريد المعمل أن يعمل وينتج، ويعمل كل ما بوسعه لذلك!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن