إقبال كبير على زراعة الذرة الصفراء في الرقة … مدير الزراعة لـ«الوطن»: مردود الهكتار يتجاوز عشرة ملايين ليرة وتكاليفه نصف ذلك
| محمود الصالح
بين مدير الزراعة في الرقة محمد الخدلي وجود إقبال كبير على زراعة محصول الذرة الصفراء سيتجاوز المساحة المخطط لزراعتها لهذا الموسم. وأوضح أنه بلغت المساحات المزروعة في الريف المحرر حتى الآن أكثر من 3300 هكتار ومن المتوقع أن تصل إلى 4500 هكتار خلال الأيام القادمة نظراً لاستمرار عمليات الزراعة بعد حصاد محصول القمح.
وأكد مدير الزراعة في تصريح لــ«الوطن» أن الأسعار المجزية لهذا المحصول وتوافر المياه من خلال مشروعات الري الحكومية والفترة القصيرة التي يشغل فيها المحصول الأرض هي التي شجعت على الزراعة.
وعن تقديرات الإنتاج بين مدير الزراعة أن الحقول التي تحظى باهتمام جيد يمكن أن يصل إنتاج الدونم الواحد فيها إلى طن من الذرة الصفراء، وتبلغ تكاليف زراعة الدونم الواحد نحو 500 ألف ليرة سورية بشكل كامل في وقت تزيد فيه قيمة الإنتاج على مليون ومئتي ألف ليرة في أسوأ الأحوال، وفي حال احتفظ الفلاح بإنتاجه لفصل الشتاء يمكن أن تصل قيمة الطن إلى مليوني ليرة سورية، وهذا ما حدث في العام الماضي، حيث احتفظ عدد من الفلاحين بالذرة على شكل «عرانيس» حتى آذار الماضي وقاموا بفرطها وباعوا الطن بقيمة مليونين ومئة ألف ليرة، لذلك هناك أرباح جيدة يمكن أن يحققها الفلاح من زراعة محصول الذرة الصفراء، على الرغم من عدم وجود مجففات في المنطقة التي تحتاج إلى عدد كبير من المجففات.
وأشار الخدلي إلى أن وزارة الزراعة أعلنت عن منح ميزات تشجيعية للقطاع الخاص لإنشاء مجففات للذرة الصفراء لكنها لا تلقى أي استجابة، باستثناء إقامة جمعية زور شمر في الريف الشرقي المحرر بالتعاون مع المنظمات الدولية لإنشاء مجفف صغير جداً طاقته طنان في الساعة وهو لا يستطيع تجفيف إنتاج الجمعية وحدها، وبالتالي فإن المنطقة تحتاج إلى مجففات تكفي لتجفيف كمية تتجاوز 50 ألف طن من الذرة الصفراء.
وعن عمليات زراعة القطن أوضح مدير الزراعة أن المساحات المزروعة للموسم الحالي في كامل محافظة الرقة تصل إلى 12 ألف هكتار منها 560 هكتاراً فقط في الريف المحرر الغربي والشرقي، علماً أن المساحة المخططة في الريف الشرقي والغربي المحرر هي أربعة آلاف هكتار، والسبب في عدم إقبال الفلاحين على الزراعة هو التكاليف الكبيرة لزراعة القطن، حيث كانت المساحة المزروعة قبل رفع أسعار المحصول إلى أربعة آلاف ليرة هي 200 هكتار فقط، وبعد الزيادة وحصاد القمح تشجع الفلاحون على الزراعة وتمت زراعة 360 هكتاراً.
وعن كميات تسويق القمح بين الخدلي أنه حتى الآن وصلت كميات القمح المسوقة إلى 32100 طن في المناطق المحررة فقط، وما زالت عمليات التسويق مستمرة بمعدل خمسين طناً يومياً تقريباً، لأن هناك عدداً كبيراً من الفلاحين قاموا بحصاد أقماحهم بشكل يدوي وخاصة في الريف الشرقي ويقومون الآن بدراسة الحبوب ليتم تسويقها، ومن المتوقع أن تصل كميات الحبوب المسوقة في الريف المحرر إلى 35 ألف طن من أصل التقديرات التي وضعت في بداية الموسم وكانت 45 ألف طن، ويعزو مدير الزراعة السبب إلى الظروف الجوية التي رافقت الموسم وقلة الأسمدة والأمطار التي احتاجها المحصول في وقت الذروة.
وعن المحاصيل التكثيفية الصيفية ذكر مدير الزراعة أنه تمت زراعة نحو أربعة آلاف هكتار بمحصول السمسم الذي تشهد زراعته إقبالاً جيداً بالمقارنة مع محصول الجبس البذري الذي شهد تراجعاً خلال السنوات الأخيرة، حيث لم تتجاوز المساحات المزروعة به ألف هكتار في كل مناطق الريف المحرر في الرقة.