لعمامرة أكد لـ«الوطن» أن القمة العربية بموعدها والشعب الجزائري مع سورية قلباً وقالباً … الرئيس الأسد: حريصون على المضمون أكثر من الشكل وما يهمنا محتوى ونتاج العمل العربي المشترك
| سيلفا رزوق
أكد الرئيس بشار الأسد أن الشعب السوري لن ينسى موقف الجزائر التي وقفت إلى جانبه في الحرب التي يتعرض لها، وسيذكرها دائماً على أنها بلد شقيق متمسك بمبادئه وعروبته مؤكداً حرص سورية على العمل مع الجزائر، لفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين وتعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين.
وبحث الرئيس الأسد أمس، مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة تعزيز العلاقات الأخوية بين سورية والجزائر المبنية على المبادئ والقيم المشتركة والمحطات التاريخية التي جمعت بين الشعبين والبلدين الشقيقين، وتحقيق الرغبة والإرادة من قبل الجانبين لتطوير هذه العلاقات.
وسلم لعمامرة الرئيس الأسد رسالة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تتعلق بالعلاقات الثنائية، واستمرار التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء التحديات التي تواجه المنطقة إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الجزائر.
وحمّل الرئيس الأسد الوزير الضيف تحياته وشكره للجزائر قيادة وشعباً لأنها بادلت سورية الوفاء بالوفاء على الدوام، وأشار إلى أن الشعب السوري لن ينسى موقف الجزائر التي وقفت إلى جانبه في الحرب التي يتعرض لها وسيذكرها دائماً على أنها بلد شقيق متمسك بمبادئه وعروبته، مؤكداً حرص سورية على العمل مع الجزائر لفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين وتعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين.
واعتبر الرئيس الأسد حسب بيان نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على فيسبوك، أن الجامعة العربية هي مرآة الوضع العربي، وأن ما يهم سورية هو صيغة ومحتوى ونتاج العمل العربي المشترك، لأنها حريصة على المضمون أكثر من الشكل وهي تقدر تقديراً عالياً موقف الجزائر الداعم للحقوق السورية في كل المجالات.
بدوره أكد لعمامرة أن سورية عنصر أساسي على الساحة العربية، وعضو مؤسس في الجامعة العربية وأن العالم العربي بحاجة إلى سورية وليس العكس، مشيراً إلى أن الجزائر ستكون مع سورية وستنسق معها في الوضع العربي والدولي خلال رئاستها للقمة كما كانت دائماً.
وتم خلال اللقاء تبادل بعض المقترحات والصيغ لتحسين العمل العربي المشترك سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى الجامعة العربية ولمواجهة القضايا والتحديات التي تواجه العرب.
وأشار الوزير الضيف إلى أن بلاده تتطلع لتطوير التعاون الثنائي مع سورية في كل المجالات، وتأمل بأن تكون هناك فرصة قريبة لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة السورية- الجزائرية.
ونوه لعمامرة بأن موقف الجزائر الرسمي تجاه سورية ينسجم تماماً مع موقف شعب الجزائر، الذي يكن كل الاحترام للشعب السوري ويدعم صموده في وجه الحرب الإرهابية والحصار الجائر الذي يتعرض له.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثاته مع نظيره الجزائري في مبنى الوزارة بدمشق، أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن الهم الأساسي لسورية وللرئيس الأسد، هو مصلحة الأمة العربية وأن سورية لا تتعامل مع أي دولة عربية بردة فعل، وتعتبر أن القضية الحاسمة بالنسبة لها هي تحديد مكانتها ومكانة الأمة العربية في عالم اليوم، حيث لا يمكن في ظل العالم المنقسم إثر التطورات الكبيرة التي يشهدها، أن تبقى الأمة العربية كما هي وأن تتعامل بأدوات وآليات قديمة عفا عليها الزمن.
بدوره أكد لعمامرة أن هناك الكثير من المسائل التي تتطلب التشاور والتنسيق سواء الأوضاع في عالمنا العربي أم التوجهات التي تمس حالياً هياكل العلاقات الدولية جراء العلاقة القائمة بين الدول الكبرى، وجراء أزمة «كورونا» وبعض الدوائر السلبية الأخرى على الساحة الدولية بما فيها تفشي الإرهاب في عدد من مناطق العالم، والتصدي القائم للإرهاب وطنياً وقارياً ودولياً.
ورداً على سؤال لـ«الوطن»، إن كان الجهد الجزائري سيثمر عن حضور سورية بالقمة العربية؟ أكد لعمامرة أن القمة العربية ستنعقد بوقتها في الأول والثاني من تشرين الثاني وقال: «الشعب الجزائري مع سورية قلباً وقالباً والشعب الجزائري يحب السوريين».
المقداد ورداً على السؤال ذاته، اعتبر أن علينا ألا نبسّط الأمور وأن نتعامل مع الأمور بواقعية، وفي إطار الوضع الإقليمي والدولي، ونفكر بالضغوط التي تمارس على مختلف الأصعدة لحل الكثير من القضايا الإقليمية الدولية، مضيفاً: «أنا أقول بأن سورية ستبقى دائماً في قلب العمل العربي المشترك، وإذا كان هناك بعض الإجراءات التي اتخذت بما يتناقض بشكل تام مع هذه الحقيقة، فيتحمل مسؤوليتها الذي فرضها، وهي فرضت بضغوط دولية وظروف معينة، والسياسة السورية ليست سياسة فتح الجروح لكن نأمل أن ترمم الجروح بأسرع وقت ممكن».
وتابع: «لا تنظروا إلى أمور نعتبرها في السياسة السورية ليست على قدر كبير من الأهمية، وما يهمنا علاقتنا الإستراتيجية وعلاقتنا مع الجزائر ومع كل الدول العربية، أما بالنسبة لمن لا يزال يفكر بالطريقة القديمة فنقول: إن مهمتنا القول بأن الطريقة القديمة لم تعد مناسبة لمواجهة تحديات هذا اليوم».
بدوره ورداً على سؤال، قال لعمارة: «أنا أستمع إلى الرسميين كما أستمع إلى الصحفيين وإلى الشارع العربي، فإن طرحتم السؤال على الشارع العربي، هل لسورية مقعد مشروع في الجامعة العربية؟ فالجواب نعم من طرف الجميع، هل غياب سورية عن شغل المقعد في مصلحة أي واحد كان؟ الجواب: لا غياب سورية يضر بالعمل العربي المشترك، هل هناك طرق لمعالجة هذا الوضع؟ هذا في صلب المشاورات التي نقوم بها مع كل الأشقاء وموقف الجزائر معروف والكثير من المسؤولين العرب يتواصلون مع دمشق ونتفاءل خيراً».