لا يمكن للكيان الصهيوني أن يكون شريكاً بالسلام في المنطقة … إيران: لن نتسرع في المفاوضات ولن نضحي بمصالح شعبنا
| وكالات
أكدت إيران، أمس، أنها أبدت كثيراً من المرونة في مفاوضات فيينا النووية، وتفكر في الاتفاق، وترغب في التوصل إليه في المستقبل القريب، لكنها لن تتسرع وتأخذ مصالح الشعب والبلاد بالحسبان ولن تضحي بتلك المصالح.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله في مؤتمر صحفي أمس الإثنين إن السياسة الأساسية للحكومة الإيرانية الثالثة عشرة هي عدم ربط الاقتصاد ومعيشة الشعب بعملية رفع العقوبات.
وأوضح أن النهج الآخر هو أن إيران ستواصل مسار المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستقر، وفي هذا الصدد، لم تترك الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسار المفاوضات.
وأشار كنعاني إلى أن المحادثات وتبادل الرسائل مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مستمرة، مضيفاً: «تم تبادل مقترحات مختلفة حتى الآن، ودخلت بعض الدول مع نظرة ودية وقدمت مقترحات لتقريب وجهات النظر».
وتابع: «في منطقتنا بذل وزراء خارجية الدول الصديقة مثل سلطنة عمان وقطر والعراق جهوداً، وأيضاً بعض الدول الأوروبية بذلت جهوداً مبنية على حسن النية لخلق التقارب بما في ذلك إيطاليا وفرنسا، الحقيقة أننا جادون في التوصل إلى اتفاق جيد ومستقر يشمل مصالح الحكومة والشعب الإيراني».
وأكد كنعاني أن إيران لديها الكثير من المرونة وقدمت مقترحات بناءة، موضحاً أنه في حال كان الجانب الأميركي، باعتباره الطرف الرئيس في تحديد عملية محادثات رفع العقوبات، تصرف بشكل بناء مثل إيران ورد بشكل إيجابي على المبادرات الإيرانية «فنحن قريبون من الوصول إلى الاتفاق».
ونوه بأن التقارب أو البُعد عن الاتفاق مرتبط بالقرار السياسي للحكومة الأميركية.
وقال كنعاني: «إيران تفكر بالتأكيد في الاتفاق وهي مهتمة باتفاق يتم تشكيله في المستقبل القريب، لكنها بالتأكيد لن تتصرف عاطفياً وستراعي مصالح الشعب والبلد».
ورداً على تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قال كنعاني: «لا نعتبر تصريحات مدير عام الوكالة فنية ومهنية، وندعوه للالتزام بمبادئ الحياد والعدل وتجنب التصريحات ذات الدوافع السياسية».
وأشار إلى أن بعض تصريحات غروسي هي تصريحات الكيان الصهيوني نفسها، موضحاً أنه يجب احترام مبدأ الحياد والاستجابة لنيات إيران الحسنة.
من جانب آخر وفي شرحه لتفاصيل المفاوضات بين إيران والسعودية، قال كنعاني: «لحسن الحظ، أسفرت جولات المفاوضات الخمس بين إيران والسعودية، التي استضافتها الحكومة العراقية في بغداد، عن نتائج طيبة ومشجعة».
وأوضح أنه بعد قمة الرياض التي جمعت دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والرئيس الأميركي جو بايدن أجرى وزير خارجية العراق فؤاد حسين اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان وأبلغه ببعض الأمور المتعلقة بقمة الرياض.
وقال كنعاني: أشار فؤاد حسين إلى أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، على هامش قمة الرياض، أبدى استعداده لإجراء حوار سياسي رسمي وعام بين البلدين إيران والسعودية في الاجتماع المقبل.
وأكد أنه نظراً للإرادة الإيجابية للطرفين، سيعقد الاجتماع المقبل على المستوى الرسمي والسياسي في بغداد وسيكون خطوة ملموسة وكبيرة في اتجاه التعزيز والاستئناف لإقامة علاقات بين البلدين.
وبشأن الدور التخريبي للكيان الصهيوني في المنطقة، قال كنعاني: مواقفنا من الكيان الصهيوني واضحة منذ تشكيله حتى الآن، فهو المصدر الرئيس لعدم الاستقرار والاضطراب، المجتمع الدولي يتجاهل جرائم هذا الكيان الصهيوني».
وأوضح أن محاولة دمج هذا الكيان في الهياكل السياسية والأمنية لهذه المنطقة خطر على المنطقة ولا يمكن لهذا الكيان أن يكون شريكاً في السلام والاستقرار في المنطقة.
من جهته قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أمس، حسب ما نقلت وكالة «إرنا»: تم تركيب كاميرات المراقبة أو ما يسمى كاميرات خطة العمل المشترك الشاملة «الاتفاق النووي» بهدف درء الاتهامات وإذا بقيت الاتهامات فلا داعي لوجود الكاميرات وتم جمع الكاميرات من الوكالة نفسها وتوجد حالياً في المنشآت».
وأكد أن إيران لم تكن لديها أي أنشطة خفية ولم تقم بالتخصيب خارج إطار التنسيق مع «الذرية» وتم بناء البنى التحتية للصناعة النووية الإيرانية بالتنسيق مع الوكالة وتخضع حالياً لإشرافها.
وأوضح إسلامي قائلاً: لا ينبغي لأحد أن يكون لديه انطباع خاطئ بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تشرف حالياً على أنشطة إيران النووية، فالوكالة تشرف على أنشطة إيران وفقاً لاتفاقية الضمانات».
وأوضح أن هذه الكاميرات ترتبط بالاتفاق النووي، وقال: «إذا عاد الغربيون إلى الاتفاق وبعد أن نتأكد أنهم لا يرتكبون أي أخطاء، فسوف نتخذ قرارنا بشأن هذه الكاميرات».